قام وفد هام من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، برئاسة الكاتبة العامة السيدة فاطمة سامورا، بزيارة المركز الفيدرالي الجهوي لكرة القدم بالسعيدية.
في بداية الزيارة، تلقى أعضاء وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم عرضا حول برنامج تطوير كرة القدم بالمغرب الذي أطلق سنة 2014، خاصة ما يتعلق بالبنيات التحتية والحكامة، وذلك تماشيا مع التعليمات الملكية السامية.
وتميز إطلاق هذا البرنامج بالتوقيع على اتفاقية شراكة بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأربعة قطاعات وزارية بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 350 مليون دولار، ووضع منظومة حكامة متينة تفصل بين التدبير المالي والتدبير التقني للبرنامج.
بخصوص الجانب المتعلق بتعزيز البنيات التحتية، رسم البرنامج كهدف له بث دينامية في ممارسة كرة القدم بالمدن والقرى والأحياء الهامشية، وتحسين شروط ممارسة كرة القدم الاحترافية وتطوير التكوين عالي المستوى.
بغاية توسيع قاعدة ممارسة الرياضة تمت تكسية 156 ملعبا بالعشب الصناعي من الجيل الجديد، بينما على مستوى تحسين ظروف ممارسة كرة القدم تمت تكسية 16 ملعبا بالعشب الطبيعي، وتزويد 16 ملعبا بنظام سلاماتي وأمني، وتجهيز 23 ملعبا بأنظمة إنارة رقعة الملعب، و تجهيز 16 ملعبا باللوحات الإشهارية الجانبية بتقنية (ليد).
أما على مستوى الجهود المبذولة لتطوير البنيات التحتية الخاصة بالتكوين، فقد أشار العرض إلى أن 10 مراكز تكوين تابعة للأندية قد تم تأهيلها أو توجد في طور التأهيل، كما تمت برمجة إنجاز العمل ب5 مراكز جهوية، من بينها مركز السعيدية، إلى جانب بناء مركب محمد السادس لكرة القدم.
أما بخصوص جهة الشرق، فقد تم تجهيز، أو يوجد في طور التجهيز، 34 ملعبا بالعشب الصناعي، إلى جانب التأهيل الكامل للملعبين الكبيرين لفائدة الأندية الممارسة في البطولة الاحترافية، ويتعلق الأمر بالملعب البلدي ببركان والمركب الرياضي بوجدة.
كما تعززت البنية التحتية لممارسة كرة القدم بجهة الشرق ببناء مركز التكوين ببركان على مساحة 6,5 هكتار، و يتوفر على 5 ملاعب صغيرة مكسية بالعشب الصناعي، وملعب بالعشب الطبيعي، وملعبين بالعشب الصناعي، إلى جانب قطب للإيواء وقطب للتكوين وقطب نسوي ومركز طبي-رياضي.
في ختام هذا العرض، زار أعضاء بعثة الفيفا مختلف مكونات ومنشآت المركز الفيدرالي الجهوي لكرة اقدم بالسعيدية، والذي يمتد على مساحة تصل إلى 5.7 هكتارا بطاقة إيوائية تصل إلى 120 سريرا.
وتتكون هذه البنية التحتية الرياضية العصرية من ملعب بالعشب الطبيعي وملعب بالعشب الصناعي وملعبين مصغرين بالعشب الصناعي وقطب للإيواء (إقامتان تضمان 80 و 40 سريرا على التوالي) ومطعم ومركز لوجستي وقطب إداري (قاعة متعددة الاستعمالات بسعة 160 مقعد، وقاعة للاجتماعات ومكاتب).
كما يضم قطبا للتكوين (قاعات دروس ومختبر وقاعة معلوميات وقاعة اجتماعات خاصة بالمؤطرين و الأساتذة المعنيين )، ومسبحا نصف أولمبيا وقطبا "طبي-رياضي" (قاعة كبيرة لكمال الأجسام واللياقة البدنية ، وحمام جاكوزي، وغرفة ساونا وحوض للعلاج بالتبريد، ومركز للاستشارة الطبية، وغرفة للأشعة وغرف استشارة، وغرفة للترويض والتدليك ...).
وأشارت السيدة فاطمة سامورا، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن المركز التقني بالسعيدية يعتبر "مركزا رائعا في مستوى الفرق الأوروبية الكبرى"، مبرزة الدور الطلائعي الذي تلعبه هذه البنية التحتية في النهوض بممارسة كرة القدم ، سواء لدى الفتيان أو الفتيات.
وهنأت رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على الجهود المبذولة في المجال سواء على المستوى الوطني أو على المستوى الجهوي، مؤكدة أن ثمار هذه الجهود في التعامل مع مواهب المستقبل مشرفة للغاية بالنسبة للمغرب.
وتابعت بأن "هذا الأمر يدل مرة أخرى على أن المغرب يتقدم على عصره وعلى عدد من البلدان في مجال تشجيع الشباب على إبراز مواهبهم وتنمية قدراتهم من خلال كرة القدم، والمساواة بين الجنسين في مجال الرياضة".
وأضافت "أود أن أحث كل البلدان التي ترغب في أن تجعل كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية بإفريقيا والتي يراد لها أن تكون إشعاع القارة، على القدوم لاستلهام التجربة المغربية".
من جانبه، أشار المسؤول عن المركز الفيدرالي بالسعيدية، جمال كعواشي، أن الزيارة مكنت الكاتبة العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم على الاطلاع ميدانيا على العمل المنجز من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فيما يتعلق بالبنيات التحتية والتجهيزات الرياضية، لافتا إلى أن مركز السعيدية هو مبعث افتخار بالنسبة لجهة الشرق.
وقال إن هذ المركز، على غرار مركز محمد السادس لكرة القدم، سيطلع بدور مهم في مجال التكوين وممارسة كرة القدم، مبرزا أنه سيكون متخصصا في صقل مواهب الفتيان الأقل من 15 سنة.
وستحل بعثة الاتحاد الدولي لكرة القدم، التي تقوم بزيارة عمل للمغرب، الجمعة بمركز التكوين التابع لنهضة بركان، وبعض البنيات التحتية لكرة القدم بالإقليم.