• بمعنويات في العالي الفرسان يطاردون الحلم الغالي
الحسم بالبلاد ولا أمان مع الأولاد
علي بعد خطوتين لا غير، ومثل الموسم المنصرم الوداد صار زبونا دائما ومخلصا لنصف النهائي لكأس عصبة الأبطال الأفريقية، إلا أنه هذه المرة وعكس انهياره في النسخة السابقة أمام الأهلي المصري٫، هذه المرة الوداديون بأحلام باسقة وساطعة لا تتوقف عند حدود هذه المحطة وتتعداها للتتويج باللقب.
الضيف ليس سوى كازر شيفس الذي كان أول فريق واجهه الوداد في دور المجموعات في مباراة شاءت لها الظروف أن تلعب في بوركينافاسو وليس الدار البيضاء للظروف التي يعلم بها الحميع ولا مجال لاستحضارها من جديد.
الوداد ورجال البنزرتي واعون بجسامة المسؤولية، بمعنوبات في العالي وقد سحقوا منافسيهم بالبطولة بحصص مدوية يتربص بالأولاد لحسم الأمور داخل البلاد.
• الفرسان في العالي
لحسم حظ الوداد والبنزرتي أن ظروف المواجهة الإفريقية أمام كايزر شيفس تتزامن عكس الضيف والمنافس مع فترة توهج لامعة يعيشها ويمر منها الفريق محليا.
الوداد لم يعد يكتفي بالإنتصار وقد حققه في 5 مناسبات متتالية، بل بحصص مدوية فقد عدل من وتر العزف من الرباعيات وقد فاز بالأربعة أمام كايزر وسريع وادي زم وشباب المحمدية ونهضة بركان والدفاع الجديدي، لينتصر هذه المرة بالخمسة وقد ذاق من مرارة كأسه حسنية أكادير مؤخرا، لذلك هم في العالي للحصص المدوية وفي العالي لتحصين صدارة البطولة والإبتعاد بفارق مريح عن الغريم التقليدي الرجاء، وفي العالي لأن مسالك الثلاثية التاريخية «درع البطولة وعصبة الأبطال وكأس العرش» متاحة لرجال الشيخ التونسي كما لم تتح من قبل.
• كايزر الذي نعرفه
لحسن حظ الوداد أيضا أنه تجنب مواجهة ظاهرة المسابقة وحصانها الأسود فريق سيمبا التانزاني في هذه المحطة، لأن إقصاء سيمبا كان عرضي بدليل الويل الذي عاشه كايزر في دار السلام في موقعة الإياب وهو يخسر بثلاثية نظيفة، بعد رباعية الذهاب التي كان ضربة حظ ليس إلا.
سيمبا الذي قهر الأهلي المصري وتأهل متصدرا هو أكثر شراسة من كايزر بكل تأكيد، هذا أولا، أما ثانيا فهذا الفريق واجه الوداد بدور المجموعات وقد تعرف عليه البنزرتي بأدق التفاصيل خاصة في مواجهة ملعب غشت بواغادوغو ببوركينافاسو وسحقه برباعية، وثالثا كايزر هو أقل وأضعف أرقام النصف وهذا أمر واقعي لأنه لا مقارنة بينه وبين الترجي والأهلي بطبيعة الحال، لذلك مواجهة الفريق الجنوب إفريقي الذي نعرفه تمام المعرفة معطى مهم لممثل الكرة المغربية ومنافس لا يرقى لتاريخ ولا لمرجعية الوداد.
• معطيات تصب للوداد
معطيات الترتيب والوضع الحالي لفريق كايزر في جنوب إفريقيا ليست مثالية وقد أقال مدربين من مدربيه مؤخرا من بينهم ريتشارد وغانت وعوضه بباكاستر الذي توعد الوداد ويري أنه كإطفائي يريد صناعة المعجزة ومكافأة باتريس موتسيبي الجنوب إفريقي الذي يرأس الكاف، بوصول ناد من هذا البلد للمباراة النهائية بعد الكارثة التي تسبب فيها خروج فريقه صنداونز أمام الأهلي، وقد كان الكل يراهن عليه في هذه النسخة في بلاد البافانا بافانا، خاصة مع أرقامه المذهلة في دور المجموعات وتلاعبه بمازيمبي وبلوزداد وفيطا كلوب.
على العكس من ذلك تماما وضعية الوداد محليا بالبطولة مثالية جدا، وقد طار الفرسان الحمر بالصدارة وبفارق مريح عن الرجاء بلغ 5 نقاط دون النظر لمباريات الأمس، والفرسان بصفوف مكتملة اللهم اللاعب كومارا الذي أصيب في رحلة أكادير كما أن صقور الوداد الدوليون في قمة مستوياتهم حاليا يتقدمهم أيوب الكعبي بطبيعة الحال.
• كومندو الموقعة
بسبب طابعه وفكره التقليدي الذي يتأسس على عدم استبدال الفريق والمجموعة التي تنتصر، ولا قتناعه المطلق بالمجموعة التي مكنته اليوم من استلام مقاليد صدارة البطولة والتواجد على بعد خطوتين من نهائي عصبة الأبطال، فإن الكومندو الذي سيعتمد عليه البنزرتي يبدو محسوما ويستظهره كل الوداديين ولن يخرج عن التوليفة التالية.
التكناوتي ملك "كلين شيت" المسابقة والذي لم يستقبل أي هدف منذ هدف الدور الحاسم قبل دور المجموعات أمام الملعب المالي، ثم الرواقين بملكية العملود وعطية الله، فداري وابو الفتح في عمق الدفاع، ومثلت خط الوسط الذي لن يحيد عن جبران سقاء والكرتي والحسوني في الربط، واللافي يمينا ثم محمد أوناجم في اليسار والكعبي رأس حربة.
لذلك الأمور محسومة ولن تخرج عن هذه التركيبة التي سحقت كل الأرقام هذا الموسم بأفضل دفاع وهجوم بدور المجموعات، وأفضل دفاع وهجوم في البطولة، وحتى أفضل دفاع وهجوم في كأس العرش، والغاية هي الإطاحة بكايزر بحصة مريحة ذهابا تضمن إيابا أكثر انسيابية وأريحية.
• نهائي الأحلام
ما عاشه الوداد من ظلم تحكيمي في سابق المواعيد ولأنه لا يمكن الإطمئنان لما سيكون عليه الوضع إيابا في جوهانسبورغ، وتفاديا لتكرار ما حدث مع الوداد في النسخة السابقة لما خرج أمام الأهلي، لكل هذه الحيثيات سيكون على الوداد الحالم بلعب أول نهائي لفريق مغربي بالمغرب في الشكل الجديد المستحدث للمسابقة، مطالبا بتحقيق انتصار رباعي مثل الذي حققه في بوركينافاسو أو خماسي على شاكلة ما أنجزه أمام الحسنية، وذلك بوضع قدميه معا في النهائي ويتفادى مفاجآت لقاء الإياب وهو يعلم طول الرحلة وبروتوكول التنقل المعقد.
الوداد وبعد أن واجه نهضة الزمامرة الأربعاء، هو مدرك أنه سيلاقي نهضة بركان بمشيئة الله تعالى منتصف الأسبوع المقبل قبل التنقل صوب جنوب إفريقيا وكي يتفادى السيناريوهات المتعبة، فالحسم بتوهج الكعبي وأن يكون الكرتي في اليوم الكبير وأن يتواجد اللافي في تمام الصفاء الذهني مثلما كانت عليه كل هذه الأسماء في المباريات السابقة، وحتى وإن لم يحضر الجمهور، فالرهان كبير على "الغرينطا" وعلى رغبة هذا الجيل في كتابة إسمه في سجلات الفريق الذهبية وهم مدركون أن شعار المواجهة هو «بالبلاد نحسم التفاصيل والتأهل أمام الأولاد؟».
• البرنامج
< ذهاب نصف النهائي عصبة أبطال إفريقيا
ـ السبت 19 يونيو 2021
بالدارالبيضاء: مركب محمد الخامس: س20: الوداد البيضاوي ـ كايزر شيفس