يحل الرجاء البيضاوي اليوم الأربعاء ضيفا على نكانا الزامبي في مباراة الجولة الثانية من منافسات دور المجموعات بكأس الكونفدرالية الإفريقية، في مهمة يدرك النسور جيدا مدى قوتها وصعوبتها على اعتبار أنه سيواجه فريقا خسر مباراة الجولة الأولى من ذات المنافسات ويرغب حاليا في التعويض. الرجاء الذي خبر جيدا منافسات كأس «الكاف»، واكتسب تجربة لا يستهاب بها وبات فريقا مرجعيا في المسابقات الإفريقية يدرك جيدا ما يتوجب عليه فعله حتى وهو يخوض مباراة قوية في ظرف استثنائي فرض عليه إجراء 8 مباريات في أقل من شهر. ••••«نامونغو» للنسيان يأمل الرجاويون أن يخوضوا مباراة نكانا بالطريقة الأمثل التي تناسب «النسور» وتناسب حجمهم وقوتهم وتاريخهم.. فهم يدركون أكثر من غيرهم أن الصورة التي ظهر بها الفريق خلال الجولة الأولى أمام نامونغو التنزاني لا تناسبه ولا تناسب اسمه وتاريخه وطموحه.. إذ ظهر الفريق بكثير من الإعتلالات والأخطاء التي كاد أن يدفع أحيانا ثمنها باهضا جدا.. ويبدو أنه تأثر بالإضافة إلى العياء البدني والذهني.. بالنواقص التي عانى منها على مستوى تركيبته البشرية، إذ خاض المباراة منقوصا من أهم لاعبيه مثل محسن متولي وسند الورفلي وعبد الرحيم شاكير وفابريس نغوما ونوح السعدواي.. وغيرهم.. كما أن بعض اللاعبين الأساسيين الذين خاضوا المباراة مثل عبد الإله الحافيظي وسفيان رحيمي ومحمود بنحليب.. وغيرهم، لم يكونوا في يومهم وظهروا متأثرين جدا بالعياء الذهني والبدني ولم يستطيعوا أن يرتقوا بأداء الفريق إلى المستوى الذي كان سينمحه الإشعاع أداء ونتيجة. ومن حسن حظ الرجاء أنه خرج من المباراة بثلاث نقاط ضمن بها الإستفادة جيدا من منافسات الجولة الأولى لأن حتى التعادل في الجولة الأولى وفي عقر الدار تعتبر خسارة إلى حد ما! ••••الإستعداد الصعب لم تكن مهمة المدرب جمال السلامي سهلة على الإطلاق وهو يهيء فريقه للسفر إلى زامبيا حيث سيواجه غريمه نكانا.. فقد مر لاعبوه بأيام صعبة على اعتبار أنه عانى من إرقاق بدني، ولم يكسب مباراة الجولة الأولى أمام نامونغو التنزاني سوى بشق الأنفس (1 – 0)، وعلى اعتبار أيضا أن الرجاء لم يستعد بعد قوته وفاعليته بشكل كامل كفريق متحمس ومتوثب لاكتساح أي خصم كما أكد ذلك في عدة منافسابت سابقة. وكان على السلامي أن يسابق الزمن ويعالج من خلال استعدادات الفريق بعض الاعتلالات التي ظهرت عليه في المباراة السابقة، وأن يضمن لهم تهييئا بدنيا ونفسيا ملائما يبعد عنهم الصورة القاتمة التي ظهر بها الفريق أمام نامونغو.. كما أن السلامي عمد في نفس الوقت على إبعاد اللاعبين عن أي تفكير يشغلهم عن مباراة زامبيا، وخصوصا مباراة الديربي التي تنتظر الرجاء أمام غريمه الوداد البيضاوي أربعة أيام فقط بعد خوض مباراة زامبيا أمام نكانا.. والكل يعرف أهمية الديربي «البيضاوي» ومدى تأثيره على عقلية ونفسيات اللاعبين، حيث يستمر التفكير عادة في هذه المباراة عدة أيام قبل موعد إقامتها. ••••علاج النواقص اعترف المدرب جمال السلامي بعد مباراة الجولة الأولى أمام نامونغو التنزاني أن لاعبيه عانوا من العياء، كما عانوا من الضغوطات التي فرضتها كثرة المباريات، وأكد أنه من الصعب جدا على أي فريق أن يخوض 8 مباريات في أقل من شهر مثلما فعل الرجاء.. وتمنى من خلال التصريح الذي أدلي به عقب نفس المباراة أن يكون أسبوع واحد كاف للإستعداد بشكل لائق لمباراة الجولة الثانية التي تتطلب رحلة شاقة بسبب بعد المسافة، وتتطلب أيضا استعدادا من نوع خاص. وإضافة إلى الإستعداد الملائم يتمنى كل الرجاويين أن يكون «النسور» في كامل جاهزيتهم، وأن يستعيد الفريق بعض لاعبيه الذين غابوا عن مباراة الجولة الأولى وفي مقدمتهم محسن متولي الذي تدرب بشكل جيد خلال الأيام الأخيرة بعدما تماثل للشفاء من إصابته القوية في إحدى أضلعه.. وقد رافق متولي بعثة فريقه بالفعل إلى زامبيا لكن المشاركة في المباراة من عدمها تظل بيد المدرب جمال السلامي، وتظل رهين الظروف التي سيكون عليها الفريق خلال هذه المباراة. وتواجد متولي سينمح «النسور» بالتأكيد مزيدا من الثقة في النفس، ومزيا من السلاسة في اللعب، كما سيحفزهم للعطاء أكثر. ••••الفاعلية المنتظرة ليس أمام الرجاء، حتى وهو يلعب خارج قواعده، سوى البحث عن الفوز أمام نكانا، فهو الطريق الوحيد الذي سيقترب به أكثر نحو التأهل لدور ما بعد منافسات دور المجموعات بالرغم من أن الحديث عن التأهل من الآن سابق لأوانه.. لكن انتزاع النقاط وتحقيق أفضل النتائج في بداية المنافسات سيجعل النسور يخوضون المباريات المقبلة من دون مزيد من الضغوطات.. مثلما عليه الحال حاليا بالنسبة لفريق الوداد في منافسات عصبة الأبطال. صحيح أن مواجهة نكانا لن تكون سهلة لأنه سيلعب من أجل تعويض خسارة الجولة الأولى (0 – 3).. لكن اتضح من خلال مباراته أمام بيراميدز أنه يعاني من اعتلالات واضحة على مستوى الدفاع وهو ما يجب أن يستغله جيدا «النسور الخضر». كما أن ضعف دفاع الفريق الزامبي سيحفز مهاجمي الرجاء وفي مقدمتهم سفيان رحيمي وبين مالونغو على بذل مزيد من الجهد للتصالح مع الذات أولا ثم مع الشباك.. ويدرك هذا الثنائي جيدا أن الفريق يعول علهيما خلال هذه المواجهة لتسجيل الأهداف التي ستؤمن الإنتصار للفريق والعودة بنتيجة الفوز من خارج الديار.. ويتمنى الرجاويون أن يستعيد هذا الثنائي فاعليته وتأثيره ويتحول إلى قوة تهديفية ضاربة مثلما كان عليه في العديد من المناسبات. ولا تنتظر جماهير الرجاء والجماهير المغربية على العموم فاعلية الثنائي الهجومي فقط، ولكنها تنتظر فاعلية الفريق برمته، حتى يظهر الفريق بصورة الحقيقية التي جعلت منه واحدا من أقوى الأندية على الصعيد القاري. •••••البرنامج ـ الأربعاء 17 مارس 2021 بزامبيا: ملعب نكانا سطاديوم: س 17: نكانا الزامبي ـ الرجاء البيضاوي