منذ فترة طويلة ونحن نتعقب تطورات هذا الملف أولا بأول، وحين حسمنا الأمور بمانشيط عريض «الكاف تحت الوصاية جياني حسم الولاية» فيقينا منا أن هذا هو الذي سيحدث، وقد نجح إمبراطور الفيفا في أن يحول الكاف لملحقة تابعة له، يرسم ويهندس ويملي فيها كيف يريد بشكل لا يستطيع إليه سبيلا مع باقي الإتحادات الأخرى. في الملف التالي، نعود لنضع القارئ الكريم في صورة التوافق الذي حدث والذي أجهض العملية الديموقراطية ضاربا التعددية عرض الحائط ومعلنا هذا التوافق موتسيبي مرشحا وحيدا بالتزكية والإجماع. كرونولوجيا سحب السجاد من تحت أقدام أحمد أحمد لغاية تنصيب رجل التعدين باتريس في الورقة التالية: عذرا أحمد إنتهت تعبئتك هذا هو ملخص البرقية التي أبرق بها جياني إينفانتيو لأحمد أحمد قبل عام تحديدا من بودابيست المجرية، وأمام من؟ أمام عشيرة وقبيلة الإعلاميين الرياضيين في مؤتمرهم السنوي، وقد خطب فيهم خطبة عصماء، كانوا يتوقعون على إثرها وقد بدأت الجائحة ترخي بظلالها على العام أن يبرز لهم تعاطفه معهم ومع ظروف اشتغالهم ويتقاسم معهم إكراهات كانت تظهر في الأفق ترتبط بنذرة الأخبار وغياب الجماهير عن الملاعب وتوقف التباري لفترة. ترك إينفانتينو كل هذا جانبا ليخطب يوم 4 فبراير في حضرة المؤتمرين ويدلهم على بؤرة الفساد المتمثلة في جهاز الكاف، متوعدا رئيسها بأشد العقاب، يوم واحد قبل هذا جياني كان بالمغرب يوم 3 فبراير سمنا على عسل مع أحمد، داعيا إياه إلى الإبقاء على مفوضته السامية سامورا داخل الكاف لفترة إضافية، وبين رفض الطلب من طرف الملغاشي والرد القاسي من طرف إينفانتينو خلص الجميع إلى أن تعبئة أحمد أحمد انتهت ورصيده قد نفذ. ويكيليكس تمهد للتنحية بين الوعد والوعيد المعلن من هنغاريا وبين الإشتغال على شرعنة قرار التنحية كي يستمد شرعيته من موجبات ومبررات موضوعية، إشتغل إينفانتينو وقد فتح بريده لاستقبال وتلقي شكاوي عديدة من مناوئي أحمد أحمد، كان في مقدمتهم المصري الرحل عمرو فهمي ومواطنه الشريعي الذي كان قريبا من التفاصيل والمعاملات المالية للكاف، ليجري تنسيق بين الطرفين لتزويد إينفانتينو، كما زودت سامورا قبله وهي تفتحص مكاتب القاهرة تحت إمرة الملغاشي بمستندات سميت حينها ب «ويكيلكس» الكاف تضمنت وثائق ترمز لمعاملات قيل أن خروقات شابتها، واستحضار لإيرادات وتمويلات توصلت بها الكاف قيل أنها وجدت طريق الصرف لغير القنوات المسموح بها «مناسك عمرة وسفريات» وكذا التعاقد مع شركات ملبوسات وتحويل المدخرات لبنوك خارجية «تركية إماراتية»، بغير الشكل الصحيح. هذه التسريبات شكلت بداية وضع عنق أحمد أحمد تحت المقصلة والتمهيد لتنحيته وكل شيء بموعده وفق ترتيب دقيق. عقوبات وفيطو إنتظر إينفانتينو الوقت المناسب، تاركا المجال أمام أحمد أحمد ليتنفس، سيما وأن النشاط الكروي بين مارس ويوليوز كان معلقا، وما إن استأنف ومعه اقترب الجمع العام الإنتخابي لجهاز الكاف، حتى أعطى إينفانتينو إشارة الضوء الأخضر للجنة أخلاقيات الفيفا لتذيع بلاغ معاقبة الرجل الأول داخل الكاف وتوقفه 5 مواسم وتدينه بضلوعه في كل الخروقات التي حرى تعدادها وفق نصوص لا يترك له معها مجال للتهوية. عقوبات أتت أسبوعا واحدا بعد أن أعلن أحمد أحمد نيته في الترشح لولاية جديدة، وبطبيعة الحال هنا سيصدر فيطو منعه من الترشيح وإحالة ملفه على الطاس، واللجوء للسرعة النهائية القصوى بتهيئة الخلف ومن سيتواجد مكانه على فوق الكرسي الذي يخضع مهره لمواصفات دقيقة في العريس الذي لا بد و أن يتناغم و يرقص على الموال الذي يعزفه جياني و أي نشاز أو خروج عن النص فهو الطلاق البائن. "الكاف" أنغلوفونية بين شهر نونبر تاريخ وضع الترشيحات والشهر الحالي، الذي أعلن معه التوافق على رجل واحد وهو موتسيبي، اشتغل جياني ونائبه السويدي على عديد الحبكات والسيناريوهات. بداية جرب السينغالي سانغور لكنه لمس أن الأخير يمثل جبهة نائمة للملغاشى الذي ما عاد يقبل بأن يبقى له أثرا، ثم ناور بورقة ولد يحيى، لكنه اصطدم بفيطو داني جوردان ومحور كوسافا الرافض أن يكون ممثل لبلد مغمور كرويا مثل موريتانيا يمسك مفاتيح الكاف، مستحضرا التجربة غير المأسوف عليها كما وصفوها لأحمد أحمد، وهو من مدغشقر التي تطابق موريتانيا في الإرث الكروي. بعدها وكما ستتابعون في ملاحق الملف، إينفانتينو تحول لديبلوماسي ينشد السلم وتليين المواقف، وليضغط تارة ويهادن أخرى حتى انتهى من إبرام صفقة سباعية أطرافها «الفيفا والمغرب مع مصر والمرشحون الأربعة»، انتهت بما سمي بروتوكول الرباط الذي أعقب زيارته، وليعلن موتسيبي عرابا للمرحلة لو دون فرز أصوات صندوق الإنتخابات.