• من أجل كونفدرالية قوية وموحدة وقادرة على رفع التحديات صادقت عائلة كرة القدم الإفريقية على «بروطوكول الرباط» والذي يحمل في طياته مقترحا من جياني إينفانتينو رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم، ويقضي بأن يدخل الجنوب الإفريقي موتسيبي مرشحا وحيدا لانتخابات الكونفدرالية الإفريقية من خلال الجمعية العمومية التي يستضيفها المغرب يوم الجمعة 12 مارس الجاري. وكانت الرباط محطة أساسية في تنزيل هذا البروطوكول الذي اعتبر خطوة إستراتيجية من أجل تخليص كواليس الإنتخابات من التربيطات والكولسة التي من شأنها أن تضعف القارة الإفريقية وتشتت الأصوات وتحول دون أن تتوحد الرؤيا والإستراتيجية من أجل ولادة كونفدرالية إفريقية قوية وموحدة وقادرة على رفع التحديات، المرتبطة بالهيكلة والحكامة وتسريع وثيرة العمل في كافة الأوراش. وكان جياني إينفانتينو، رئيس الفيفا، عبر رحلات مكوكية تنقل فيها بين عديد الدول الإفريقية بخاصة تلك التي يتواجد فيها المرشحون لرئاسة الكاف، قد تحمس لصيغة توافقية تقضي بالإلتفاف حول مرشح واحد ووحيد، الغاية من ذلك هو حقن المشهد الكروي الإفريقي من التطاحنات، وأيضا تسييس هذه المعركة الإنتخابية لتنصيب رئيس جديد يقود الكونفدرالية الإفريقية بدلا من المنتهية ولايته، الملغاشي أحمد أحمد. وكانت الرباط المرتكز الأساس لجياني إينفانتينو لصياغة القرار التوافقي الذي يقضي بالإبقاء على الجنوب إفريقي موتسيبي مرشحا وحيدا للرئاسة وسحب المرشحين الثلاثة الآخرين لترشيحاتهم بإشراك رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع الذي سيلعب فيما بعد دورا مركزيا في تقريب وجهات النظر. وبعد أن اجتمع الفرقاء هنا بالرباط ووافقوا من حيث المبدإ على نص البروطوكول، تسارعت وثيرة الأحداث ليقول بعد ذلك المرشحون الثلاثة أنهم بالعودة إلى القواعد قرروا عدم التجاوب مع مضامين هذا البروطوكول، وأنهم لا يبدون أي رغبة في تجميد ترشيحهم لرئاسة الكاف، وهو ما فرض تحركا على الفور من جياني إينفانتينو، لمعاودة التأثير على محيط المرشحين الثلاثة بخاصة وأن المباراة النهائية لكأس إفريقيا للمنتخبات أقل من 20 سنة بموريتانيا، أول أمس السبت، كانت مناسبة لكي يجتمع الفرقاء من أجل التصديق على بروطوكول الرباط. وبالفعل فقد استجاب كل من السينغالي أوغستين سنغور والإيفواري جاك أنوما والموريتاني أحمد ولد يحيى لروح هذا البروطوكول وأعلنوا رسميا انسحابهم من المنافسة على رئاسة الكاف، ليخلو بذلك الجو للجنوب إفريقي موتسيبي لدخول الإنتخابات مرشحا وحيدا لخلافة أحمد أحمد، في وقت سيتقلد فيه المنسحبون مناصب رفيعة داخل اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية، ذلك أن سنغور سيعين نائبا أولا للرئيس، وسيعين ولد يحيى نائبا ثانيا للرئيس على أن يتقلد جاك أنوما منصب المستشار الخاص لرئيس الكاف. وإذا كان بروطوكول الرباط ينص في بنوده على تفادي كل ما من شأنه أن يعطل ورش الإصلاح الكبير داخل الكونفدرالية الإفريقية، فإن أكثر شيء حرص عليه جياني إينفانتينو بدعم من فوزي لقجع، هو أن يفرز المشهد الإنتخابي لجنة تنفيذية قوية تستطيع في أماد زمنية قصيرة ومتوسطة تنشيط العديد من الأوراش الهيكلية داخل المؤسسة الوصية على كرة القدم الإفريقية، ذلك أن أكبر الرهانات التي ستواجهها اللجنة التنفيذية الجديدة للكونفدرالية الإفريقية برئاسة موتسيبي، تخليص الكونفدرالية من المديونية المالية الثقيلة وإحداث مقاربة جديدة لإنعاش المداخيل عن طريق تجويد المنافسات القارية، إن على مستوى المنتخبات أو على مستوى الأندية. وستكون الجمعية العمومية الإنتخابية المقرر يوم الجمعة القادم بالرباط، فرصة لعائلة كرة القدم الإفريقية لانتخاب فريق عمل جديد منسجم ومتحد وقادر على رفع التحديات وأيضا للتصديق على إستراتيجية التحديث والهيكلة برعاية كاملة من الإتحاد الدولي لكرة القدم الذي ما فتئ رئيسه جياني إينفانتينو يلح على ضرورة أن تنتصر عائلة كرة القدم الإفريقية لمصالحها الكبرى أكثر من الإنتصار لمصالح ضيقة جدا.