• لن أغدر أكاديميكا ولن أعود للبطولة وسألعب عصبة الأبطال الأوروبية
• لما حملت «صاكي» مغادرا للبرتغال أقسمت ألا أعود إلا عبر بوابة الأسود
• لا أحقد على أحد وفي أكاديميكا أتمرن كوحش جائع
• إنفتاح وحيد على محترفين جدد قوى أطماعي وفتح شهيتي

أكاديميكا أو نادي الطلاب كما يعرف في البرتغال.. ثالث أكبر مدن البرتغال والمرادفة لمدينة فاس في بلادنا، هي العاصمة العلمية في هذه الجارة الإيبيرية.. عمر ناديها يتجاوز عمر أعرق فرق أوروبا فقد تأسس قبل أكثر من قرن من الزمن.. هنا اختار محمد بولديني «السانتيكا» كما هو شائع لقبه بين أبناء البرنوصي أن يحط رحاله ليكتب شهادة ميلاد جديدة ومعها ليبرق رسائله لمن يهمهم الأمر..
بولديني "التيرميناتور" أو الغوليادور المتدفق بسخاء الأهداف هذا الموسم، وبجوائزه الفردية لاعب الشهر داخل فريقه وفي الدرجة التي يمارس بقرب السائلين عنه من أسباب ثورته ينقلكم في هذا الحوار لمعرفة عديد الإسرار المرافقة لهذه الإنتفاضة بأرض الأساطير..

ــ المنتخب: سنغير معك محاور النقاش، ونسألك أسئلة غير خاضعة لمعايير التصنيف، لماذا أكاديميكا وليس فريق آخر؟
محمد بولديني: بداية ينبغي معرفة أني مررت من أوليفيرنسي وقبله كان مقررا أن ألعب لنادي ماريتيمو الذي مر منه لاعبون مغاربة،  حدث أن تعطلت إجراءات التأشيرة في المغرب ولم يكتب الله نجاح التوقيع في حينه، وصلت البرتغال وأنا عاقد العزم دون مقدمات أو دون دليل سياحي كما نقول، أن أقدم نفسي، واستخرت الله ولتكن البداية كيفما تكون، والله لم يخيب ظني لأن ما بذله الصيف المنصرم مدرب ومسؤولي أكاديميكا كي يوقعوا معي يشعر فعلا بالفخر، ومعه شعرت أن «هاد الناس فعلا مقدرين لقيمتي».

ــ المنتخب: هل كانت هناك عروض موازية خلال هذه الفترة؟
محمد بولديني: نعم كانت وخاصة من فرنسا ومن القسم الأول الليغ 1، لكني استشرت مع من أثق فيهم فقررت البقاء في البرتغال لأنني أحسست وكأني ولدت لأنطلق من هذه الأرض التي أنجبت أساطير كرة القدم، ولئن كانت البرازيل مهد أو البلاد التي يتنفس شعبها كرة القدم فهنا في البرتغال لا يقلون شأنا عن البرازيليين ويقدرون الموهبة حق قدرها، لم تكن المسألة مرتبطة بالمال بقدر ارتباطها براحة البال والثقة والإرتياح، كما أنني اطلعت على المشروع وقد راق لي وكان شرطنا التوافق على عقد من موسم واحد وبعدها نترك التجديد مرهونا بالتراضي وتقييم كل طرف للثاني.

ــ المنتخب: الآن وبعد هذه البداية الموفقة، ألا يفاوضونك من أجل التجديد، أيضا ألا توجد إشارات من فرق أخرى أكثر إشعاعا؟
محمد بولديني: بداية سأجيبك على الشق الثاني من السؤال، وهو أنه قبل التوقيع لأكاديميكا كان بإمكاني التوقيع لفريق أو فريقين بالدرجة الممتازة، لكني اخترت أكاديميكا ليس عبثا ولا غباء، بل بعد مشورات كثيرة لأنه فريق عريق ويملك تاريخا فهو فريق الطلاب وتعشقه النخبة المثقفة هنا، كما أن مسؤوليه أو أنصاره يقدرون الموهبة كثيرا وهذا ما كنت أحتاجه، بالنسبة لمقترح التمديد يمكنني أن أجيبك أنه يحدث باستمرار معي لكني كنت واضحا معهم منذ البداية، هم قدروني واحتضنوني وأنا قلت لهم «أبدا لن أغدر بكم».

ــ المنتخب: هل أفهم من كلامك أنك ستستمر معهم لفترة طويلة؟
محمد بولديني: لن أغدر بهم، معناها أنني لن أغادر بالمجان ولو كلفني ذلك تجديدا صوريا مع الفريق كي يستفيد ماليا، هذا أقل واجب يمكن أن أقوم به مع مسؤوليه ردا على شهامتهم معي.
ثانيا تركيزي حاليا هو على مساعدة الفريق كي نصل نهاية الموسم إن شاء الله ببلوغ الأهداف التي خططنا لها سويا، وثالثا حلمي كان وسيظل هو خوض عصبة أبطال أوروبا، لأنني مغرم كثيرا بهذه المسابقة وواثق أنني بمشيئة الله سأشارك فيها متى وكيف ومع من، لننتظر؟

ــ المنتخب: ما السر في انتفاضة الموسم الحالي؟
محمد بولديني: نجاح أي لاعب على مستوى العالم لا بد له من تضحيات، حين حللت بالبرتغال في ظروف تمثل لي اليوم مصدر فخر لأنني غادرت البطولة المغربية وقد كان بإمكاني أن أختار بين 5 عروض لفرق كبيرة، أقسمت ألا أعود للمغرب إلا وأنا لاعب دولي، وقد استخرت الله لبلوغ هذا المراد، جوابي على سؤالك هو أن حافز اللعب للفريق الوطني هو الزاد الذي أتغذى به عند كل مباراة وهو سبب هذه الصحوة والإنتفاضة كما سميتها.

ــ المنتخب: ألم يحضر لديك حافزا آخر وهو الثأر ممن همشوك في البطولة مثلا؟
محمد بولديني: إطلاقا لا، لأنني لم أترب داخل بيتنا على الحقد ولا الكراهية، تربينا على الصفح ومسامحة من يسيء لنا وتفويض الأمر لله سبحانه وتعالى، لذلك وعكس ما أقرأ وأطالع أحيانا أنا لست بحاقد على أحد، بل مدين لفاخر ولمسؤولي اتحاد طنجة ولكل من كان سببا في أن حرك في داخلي حافز وفكرة الهجرة صوب أوروبا، مستحيل أن أحقد على من هم سبب سعادتي حاليا.

ــ المنتخب: بغض النظر عن كل هذه الأشياء، أكيد أنك تعلمت الكثير خلال هذه التجربة، أقصد في التدريبات؟
محمد بولديني: صحيح، نتدرب حصتين في اليوم وولساعات طوال لكني أضيف ساعات أخرى في البيت، رونالدو يمثل للبرتغاليين مرجعا ونموذجا، ونجاح هذا اللاعب الأسطورة سببه انضباطه وتضحياته في التدريبات، لذلك هم مهووسون به هنا وأنا منهم،  الجميع يستلهم أسلوبه الذي أوصله لغاية هذا السن، أيضا المدرسة البرتغالية على مستوى التدريب هي الأفضل أوروبيا ومن بين الأفضل في العالم، وأنا هنا أتدرب مثل وحش جائع، لكن أتعلم داخل نادي الطلاب مثل تلميذ، بالكاد يكتشف القراءة، فرق كبير فرق السماء والأرض بين الذي تعلمته هنا والذي تعلمته في البطولة المغربية.

ــ المنتخب: نعود للمنتخب الوطني والبطولة الإحترافية، كيف تقرأ مستقبلك بينهما؟
محمد بولديني: بالنسبة للبطولة الإحترافية أقول لك إنسى هذه الصفحة، هي مطوية بالنسبة لي، خلال الميركاطو المنصرم عرض علي وكلاء أعمال العودة والتوقيع لفريق كبير ورفضت وهذا لا نقاش فيه، لن أرجع خطوة للخلف، طموحي أكبر من أن أحصره في العودة للعب في البطولة، قلت لك حلمي خوض عصبة الأبطال مع رونالدو وميسي ومبابي كي أتعلم منهم وهذه رسالة واضحة.
بالنسبة للفريق الوطني تلك قصة أخرى، هو الحلم الأكبر، أتابعه عن كثب وسعيد جدا بمواقف السيد وحيد وانفتاحه على وجوه جديدة  بأوروبا، هذا يقوي الحافز لدي ويشعرني بالإرتياح، عكس الفترة السابقة، أشعر أن هناك ناخبا وطنيا عادلا سيكافئني حتما لو واصلت بنفس التوهج.

ــ المنتخب: هل تشعر بنفسك مؤهلا لدخول تجربة الأسود حاليا؟
محمد بولديني: "عيب البحيرة تفتاشها"، وأنا واثق أن نصف فرصة تكفيني في مجمع محمد السادس الرائع، خاصة بتلك المواصفات العالمية لهذا المجمع كي أقنع السيد وحيد، لن أضغط ولن أستعجل، أنا أنتظر إلتفاتة وأشعر أنها موجودة وقائمة، بل أنا من سيضغط بطريقتي لنيل هذه الفرصة، سأضغط بالمردود والأهداف بطبيعة الحال.

ــ المنتخب: مورفولوجبا تبدو ما شاء الله في قوة باهرة ووحيد يركز في كل خرجاته على إعجابه باللاعب العداء ويستحضر دائما نموذج أشرف حكيمي، ألا يبدو أنك في حاجة لنقص بعض الكيلوغرامات وما قصة تحكمك في الذهون؟
محمد بولديني: بالنسبة لكتلة الدهون في الدم، يمكن للناخب الوطني مراجعة بياناتي لدى طبيب والمهيء البدني لفريقي أكاديميكا، أنا الأفضل في هذه الناحية، بالنسبة للوزن لست متفقا معك، أنا متحكم في رشاقة الحركة والسرعة وأغلب أهدافي حسمتها بفضل صراعات ثنائية مع مدافعي الخصوم وجها لوجه، وكما قلت لك سابقا عيب البحيرة تفتاشها، لأنني واثق مما أفعل في نظامي التدريبي القاسي.

ــ المنتخب: ما الذي تود قوله أو أن تتوجه به للجمهور في المغرب؟
محمد بولديني: أقول لهم أن الإرادة تصنع المعجزات، وأتوجه خاصة لمن دعموني ووقفوا بجانبي على أنني سأعيد الإعتبار لهم ولنفسي، وعلى أنني لما قررت السفر للبرتغال، فلكي أضيف إسم محترف مغربي أصيل ومنتوج حواري الدار البيضاء لخانة أعظم المحترفين وبجواز أخضر، لقد مر من هنا نور الدين نيبت، عبد الإله صابر، حسن ناضر، يوسف فرتوت، عبد الكريم الحضريوي، رضوان حجري، الطاهر الخلج، مصفى حجي، يوسف شيبو، امجيد بويبود، العروسي، رشيد الداودي، طارق السكتيوي وغيرهم، وتركوا خلفهم لغاية اليوم ذكريات تشعرني بالفخر كلما إلتقاني الجمهور بالشارع.
بولديني سيكتب شهادة ميلاد جديدة مشرفة للاعب المغربي في هذا البلد الجميل وبمنتهى التواضع تألقي سيفتح المجال أمام احتراف لاعبين مغاربة هنا وأنا أدرك ما أقول، حلمي وحلم الأسرة تمثيل الفريق الوطني والتوفيق كله من عند الله.