المنتخب: كيف تذوقت حلاوة لقب البطولة الأول في مسارك التدريبي؟

السلامي: من الرائع جدا أن يكون هذا اللقب مع الفريق الأم، لقد تحصلت على ألقاب للبطولة مع الرجاء كلاعب، إلا أن هذا اللقب له مذاق مختلف، من الصعب علي أن أصفه لك.
أن تكون بطلا لموسم سيطل استثنائيا في تاريخ كرة القدم المغربية بل والعالمية، فهذا شيء رائع وأن تتوج بلقب في مشهد هيتشكوكي ومثير شهد بروعته العالم فهذا شيء أكثر من رائع.
لقد احتاجت الدورات الخمس الأخيرة بالذات إلى روح مقاتلة، كنا فيها أشبه بالكوماندو الذي لا ييأس، واجهتنا لحظات صعبة وكان اللقب خلالها يبتعد عنا بمسافات ثم نجحنا في العودة من بعيد واسترداد الصدارة.
أعتقد أن ما فعلناه في موسمنا هذا شيء خرافي، ولكن لا شيء يأتي من عدم لقد أعددنا أنفسنا خلال فترة الحجر الصحي لهذا القتال الشرس والجميل، كان علينا أن نوظف كل الأسلحة التي نملك لنربح المعركة مع متنافسين أقوياء (الوداد البيضاوي والنهضة البركانية). ومن أكبر الأسلحة الريمونطادا التي باتت من صفاتنا كدليل على أن اللاعبين تسيطر عليهم الروح الإنتصارية ولا مكان أبدا للروح الإنهزامية.

المنتخب: ولماذا شددت فقط على الخمس جولات الأخيرة، علما أنكم بعد العودة من الحجر الصحي لعبتم نصف البطولة؟
السلامي: أتفق معك أن تتويجنا باللقب هو نتاج لعودتنا القوية من الحجر الصحي، وقد نجحنا ولله الحمد في تحضير اللاعبين ذهنيا لكسر كل المؤثرات النفسية للحجر الصحي، وتفوقنا في ذلك بدليل أننا كنا السباقين لإطلاق تداريب جماعية افتراضية تحققت فيها كل الغايات وبخاصة منها النفسية.
إلا أنني أشدد على المباريات الخمس الأخيرة، لأننا واجهنا فيها كل المتنافسين المباشرين.

ADVERTISEMENTS

المنتخب: تماما، نحن أيضا قلنا قبل 5 جولات من نهاية البطولة، أن أجندة مباريات الرجاء هي الأصعب؟
السلامي: بالتأكيد، لقد بدأنا هذه المواجهات النارية بالديربي أمام الوداد والتعادل فيه كان نتيجة إيجابية بحكم أننا بقينا في الصدارة، ثم واجهنا المولودية الوجدية الذي كان يتوق لمرتبة في البوديوم وواجهنا النهضة البركانية وختمناها بمواجهة الجيش في كلاسيكو غير عادي، صحيح أن الجيش لم يكن معنيا بالسباق نحو البوديوم إلا أنه جاء برغبة جامحة الفوز أو حتى للتعادل معنا ليجردنا من اللقب، وقد نجح في ذلك لغاية الدقيقة 66 التي ستشهد مولدا جديدا للريمونطادا. 

المنتخب: تلك 24 دقيقة اختزلت معاناة موسم طويل وشاق؟
السلامي: بل إنها جسدت لماذا نستحق أن نكون أبطالا لهذا الموسم الإستثنائي والعجيب، لقد أعدنا فيها فعل ما فعلناه في كثير من المباريات وبخاصة منها تلك التي خضناها أمام الوداد في الدور ثمن النهائي لكأس محمد السادس للأندية الأبطال.
وهنا سأستحضر صورة من تلك الإرادة القوية التي تمتلك اللاعبين، خلال مباراة الجيش الختامية، وفي اللحظة التي أوقف فيها الحكم المباراة في الدقيقة 75 لالتقاط الأنفاس، قدمت للاعبين ملاحظات تكتيكية، إلا أن الجملة القوية جاءت من بدر بانون الذي قال لزملائه: «في مثل هذا التوقيت أنجزنا ريمونطادا تاريخية أمام الوداد في كأس العرب، فلماذا لا نفعلها اليوم أمام الجيش؟
ما حدث بعدها أن الوداد تقدم على الفتح بالرباط وقبض على اللقب، وبعد دقيقة واحدة سجل الحافيظي واسترجعنا الصدارة واللقب إلى الأبد.
هذه فقط صورة من كثير في الموسم الإستثنائي.
عموما أنا فخور جدا برجالي، لقد أنجزوا المهمة الأولى وهم جاهزون لما سيأتي.

المنتخب: اللقب كان مكافأة لك على عمل رائع قمت به، أولا في تدبير الميركاطو الشتوي وثانيا في إذكاء جذوة الأسلوب السهل الممتنع الذي يعرف به الرجاء وثالثا في تحفيز المجموعة؟
السلامي: أنتم كعادتكم دقيقون في جرد التفاصيل، وعلى قدر سعادتي بأن يكون لقبي الأول في البطولة كمدرب مع الرجاء، فأنا سعيد جدا بكل الأطر التي تشتغل معي بكثير من نكران الذات، الأطر التقنية والطبية والإدارية، بدون هؤلاء لا أنا ولا اللاعبين نستطيع أن نفعل شيئا، كلهم يعرفون حقيقة مشاعري اتجاههم، فأنا مدين لهم بالشيء الكثير، لا ننسى العمل الإحترافي والبراغماتي الذي يقوم به المكتب المسير، وبالطبع من يستطيع أن يتحدث عن أي إنجاز يحققه الرجاء وطنيا وقاريا، من دون أن يقرنه بالجماهير الرائعة والغيورة والوفية، صحيح أن هذه الجماهير افتقدناها منذ عودتنا من الحجر الصحي، إلا أننا كنا نشعر بنبضها، لقد كانت قريبة منا تلهمنا وتحفزنا وتدفعنا بقوة لنصل إلى المعالي، فشكرا من القلب لها.