الزمالك يعرف أنه لم يفز إلا في جولة واحدة
النسور متحفزون للعودة من القاهرة ببطاقة النهائي

جمال السلامي، هو كتلة من المشاعر والأحاسيس التي تتشابك أغصانها فلا تكاد تعثر لها على جذور، عندما قررت محاورته استكمالا لحوار ما بعد الحجر الصحي، وجدت نفسي أمام رجل خرائط الجمال والفرح عنده تتشابك، لو تحدث بلغة الغزل عن لقب توغل به عميقا في وجدان الرجاويين، لوجدته على الفور يستبدل ذلك بخطاب التمني، لأن أمامه رهان أقوى، رهان المنافسة على لقب عصبة الأبطال.
لا وقت عند السلامي للفرح وللإحتفال، فأمامه مباراة بالقاهرة بطول وعرض الجبال.
عن إلياذة التتويج بلقب بطولة إسثنائية وعن كل المنعرجات الضيقة التي مشى فيها النسور على ارتفاع شاهق، وعن الريمونطادا المنتظرة هذا الأربعاء بملعب القاهرة الدولي لعبور آخر المسالك في مواجهة الزمالك، يدور هذا الحوار مع جمال السلامي المدرب البطل، مدرب الموسم مدرب الريمونطادات العجيبة..
استعدوا للتحليق الجميل مع مروض النسور في جزئه الثاني..  

المنتخب: خلال هذا الموسم أعطيتم الدليل على قدرتكم على قلب الأوضاع وتحقيق الريمونطادا؟
السلامي: هذا لأننا لا نيأس ولأننا نتعلق بخيط الأمل ولأننا نملك بشريا وفنيا وتكتيكيا ما يساعدنا على تحقيق الريمونطادا بالقاهرة، وأظن أن الزمالك يعرف بعضا من هذه الأسرار الخضراء.

ADVERTISEMENTS

المنتخب: باتشيكو حذر لاعبيه من المغالاة في تقدير الفوز الذي تحقق بالدار البيضاء وحذرهم من الإستهتار؟
السلامي: كل مدرب إلا ويتعامل مع مباراته القادمة بما تفرضه أدبيات كرة القدم من احترام التنافس ومن التحلي بالتواضع، هو يعرف جيدا أن ما رآه من الرجاء في الشوط الثاني لابد وأن يكون مصدر قلق، هو يملك سبقا ولكنه أشبه ما يكون بحبل من نار في أي لحظة قد يلتف حول عنق صاحبه.
نحن سنلعب مباراة القاهرة بخيار الفوز فقط وهذا يريحنا.

المنتخب: ما الذي يجعلك متحمسا لتحقيق الريمونطادا بالقاهرة؟
السلامي: أشياء كثيرة جدا، منها أننا نملك ترسانة من اللاعبين ذوي الشكيمة والعزيمة، منها أننا أظهرنا خلال هذا الموسم براعتنا في حسم الكثير من المواقف الصعبة، نحن نلعب بروح الريمونطادا التاريخية أمام الوداد في ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، كيف لا وقد نجحنا في تلك المباراة من تسجيل 3 أهداف في 20 دقيقة كل هدف لا يشبه الثاني.
ومنها أننا نملك القدرة على تنويع أسلوبنا بتغيير واحد..

المنتخب: هل ستدخل المباراة ضاغطا من البداية؟
السلامي: سندخل لنلعب مباراة من 90 دقيقة وليس من 15 دقيقة الأولى، كيف وبأي أسلوب واعتمادا على أي ثوابت تكتيكية؟ هذا ما سأترككم تكتشفونه خلال المباراة.

المنتخب: من طبيعة عمل أي مدرب أن يجهز العديد من السيناريوهات لكل مباراة يقبل عليها، ما هو السيناريو الذي تتوقعه؟
السلامي: لسنا هنا بصدد رسم التخيلات، ما أعرفه أن المباراة ستكون مفتوحة، وأن الزمالك حتى وإن كان يملك أسبقية الفوز في مباراة الذهاب، فإنه سيحاول اقتناص هدف مبكر، لذلك نحن متحضرون تكتيكيا لقيادة المباراة بالشكل الذي نريده، بالشكل الذي يكسبنا المباراة، ولدي الثقة الكاملة في اللاعبين لتحقيق الفوز والتأهل للمباراة النهائية.

ADVERTISEMENTS

المنتخب: ماذا تقرأ في عيون لاعبيك وأنتم تقتربون من موعد المباراة الأربعاء؟
السلامي: الإصرار على كسب الرهان، لديهم كل الحوافز الذهنية لكي يحصلوا من المباراة على ما يستحقونه، هم يعرفون أن المباراة ستكون قوية ومحمولة على كثير من الصعوبات التكتيكية، لذلك هم جاهزون لمقارعة فريق قوي كالزمالك.

المنتخب: مع كل هذا الذي حصل للرجاء وهو يتقدم لمواجهة الإياب أمام الزمالك، لا نملك إلا أن نقول رب ضارة نافعة؟
السلامي: بالضبط، ما حدث كان اختبارا لنا، وقد أظهرنا تلاحمنا وقدرتنا على تجاوز المحن، اليوم ولله الحمد نحن بأتم قوانا، وقد مكننا تأخير المباراة من 25 أكتوبر إلى 4 نونبر من ربح هامش زمني تعافى خلاله كل اللاعبين الذين كانوا يشتكون من إصابات عضلية غيبتهم عن مباراة الذهاب.