ترتبط صناعة كرة القدم، بالعديد من المهن التي تساهم في تعزيزها وتطويرها، ومن ركائز وأسس هذا النشاط ، مهمة التنقيب عن المواهب وتأطيرها واكتشاف الجواهر النادرة ووضعها على المسار الصحيح ومتابعة تطورها.
كريم كولا ،38 سنة، لاعب فرنسي-مغربي سابق يقيم في فرنسا، من بين المنقبين عن المواهب المطلعبن على خبايا المهنة لسبب وجيه، بدأ مسيرته كمدرب في سن مبكرة جدا، بعدما رأى مستقبله كلاعب كرة قدم يتحول إلى إخفاق مؤلم إثر إصابته بكسر أجبره على مغادرة الملاعب وهو في سن الخامسة عشرة.
كريم، الذي تم رصده في نادي ميتز وهو في التاسعة من عمره، بينما كان يلعب في أحد فرق الأحياء، فاز دوريات كبرى للشبان أمام أندية محترفة وأنهى المنافسات غير ما مرة كأفضل لاعب وأفضل هداف. ومكنت هذه الانجازات ابن مدينة صفرو من اللعب باستمرار في فئته.
يقول كريم كولا "تكونت في نادي ميتز منذ صغري، واضطررت إلى التوقف عن ممارسة كرة القدم إثر إصابة خطيرة في الركبة، وأعدت توجيه اهتمامي نحو مهنة التدريب التي مارستها لمدة 20 سنة".
وتعلم كريم أصول المهنة من القدامى كمدرب مساعد، قبل أن يتمكن من تطبيق ما راكمه من تجربة وخبرة مع المدربين وأثناء تكوينه في النادي الاحترافي ميتز.
وأوضح في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "بعد هذه الخبرة المكتسبة خلال هذه السنوات العشرين من التدريب وكمدير رياضي في مختلف الأندية والفئات، أنشأت قبل ثلاث سنوات مكتبي للإستشارة الرياضية التي تتمثل مهمته في مرافقة المدربين واللاعبين خلال مسيرتهم الرياضية "، قبل أن يتابع" نعمل على ثلاثة محاور ، وهي ما قبل التكوين، والمرافقة أثناء التكوين، وخطة المشوار الرياضي للاعب المحترف وكذلك بعد المسار الكروي".
بعد حصوله على دبلوم الدولة في الرياضة سنة 2006، بدأ المجلس العام لمنطقة مورث وموزيل يهتم بخدماته بعد مناقشة أطروحته حول فوائد الرياضة للاندماج. ونتيجة لذلك ، التحق بالمصلحة بعد نيله الشهادة للعمل على مشروع رياضي والاندماج مع الشباب الذين يواجهون صعوبات.
وموازاة مع ذلك، بدأ كريم يحتل مكانة أكبر في ساحة كرة القدم. الأندية تطلبه للتدريب وتطوير مجال التنقيب عن المواهب الشابة.
وفي سنة 2010، طلبت منه مدينته العمل في مشاريع لتنمية الشباب والتنظيم والتشخيص وتقديم المشورة للمنتخبين المحليين من أجل تطوير مشاريع حول الرياضة.
بعدها سيصبح كريم مستشارا للمسؤولين المنتخبين يحظى بالامتياز من أجل تقديم خبرته في تطوير مشاريع مختلفة مثل إنشاء مدرسة للرياضة الإلكترونية "إي-سبور"، وهي ممارسة بدأت تنتشر بشكل واسع في أوروبا والتي سيتم الاعتراف بها قريبا كنشاط رياضي ودمجها في دورات الألعاب الأولمبية.
كما طور في شركته العديد من المهام ، من بينها تطوير شبكة الشراكة، ومرافقة اللاعبين والمدربين المحترفين في مسيرتهم الرياضية، واكتشاف المواهب الشابة وتقديم مقترحات للأندية بمختلف أقسامها، وبالخارج وغير ذلك.
وبخصوص آخر اكتشافاته لسنة 2019 ، يتحدث كريم باعتزاز عن اكتشافه للشاب الفرنسي-المغربي ،كامل منقيد (20 سنة)، الذي تكون في تولوز (في طور التنسيب)، والذي يتوفر ،وفقا له، على مواصفات مهمة للبطولة المغربية.
وهناك أيضا أورفي مبينا (20 سنة)، وهو موهبة شابة تم اكتشافها في ناد جهوي، وسرعان ما تم إلحاقه بفئة أقل من 19 سنة مع نادي بيزيي الذي يمارس في البطولة الفرنسية الوطنية الأول "هواة". ووجد له موطىء قدم في فترة وجيزة وسجل 38 هدفا خلال الموسم 2018-2019.
كما تم اكتشاف بانيس ويليبونا (17 سنة) بناد للأحياء وتم الحاقه بصفوف فريق بيزيي (البطولة الفرنسية الوطنية الأول)، وبحسب كريم كولا، وقع اللاعب الشاب على بداية موسم متميزة ويلعب حاليا في فئة أقل من 19 سنة.
ويشمل سجله للاعبين الصغار الذي تم اكتشافهم أيضا أمين وعبد الحميد، وهما لاعبان شابان يبلغان من العمر 14 سنة تم اكتشافهما في أحد أندية الأحياء واللذين انضما إلى صفوف الأمل. وتراقبهم العديد من الأندية المحترفة.
ويقول كريم "لدينا اليوم حوالي عشرة لاعبين شبابن نرافقهم ويتم وضعهم جميعا عمليا إما في فئة الأمل أو تهتم بهم أندية محترفة. لدينا بعض البالغين الذين يمارسون في أندية محترفة وسيبدؤون الارتقاء في الفرق الأولى".
من خلال شبكة من الوكلاء ومكاتب الاستشارة واللاعبين والمدربين والرؤساء والمديرين الرياضيين والمنقبين عن المواهب، يضع كريم كل خبرته رهن الاشارة لتحسين مجال كرة القدم ومساعدة الأندية المحترفة على اكتشاف اللاعبين من ذوي المؤهلات العالية، ولكن أيضا النصائح والمواكبة الجادة، وذلك لتطوير المسار الرياضي للاعبين والمدربين المحترفين.