من دون شك عرف المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة منذ تعيين الدكتور طارق أتلاتي (أستاذ التعليم العالي ورئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية ) مديرا له بالنيابة منذ دجنبر 2019، عرف العديد من الإصلاحات الجوهرية التي أعتبرت ورشا إصلاحيا حقيقيا على مستويات كثيرة، شملت مصالح المعهد المتعددة المسؤوليات، وطريقة تدبير وتسيير واحد من المرافق المهمة التي تعمل على تكوين الأطر وفق استراتيجية علمية ذات مستوى أكاديمي عالي، ووفق منظور يتماشى مع الرهانات المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يعطي أهمية بالغة لكل المؤسسات الوطنية التي تعمل على تكوين وصناعة أطر مغربية من المستوى العالي، ومن خلال تنزيل الإستراتيجية الوزارية لقطاع الشباب والرياضة وفي إحترام تام لتوصيات المجلس الأعلى للحسابات.
ومن ضمن الأولويات التي حرص عليها الدكتورطارق أتلاتي من خلال التجربة الإدارية التي راكمها والخبرة التي اكتسبها لعقدين كأستاذ للتعليم العالي ومنسق لمجموعة من الماسترات وعضو لجان علمية دائمة ومتخصصة وطنيا ودوليا وكخبير في شؤون التعليم العالي إضافة لاستقرائه للأبعاد الاستراتيجية وللقرارات التدبيرية من خلال التجربة الكبيرة والمحددة للمركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية حرصه على تطوير أداء الإدارة من خلال تشكيل خلية إدارية قامت بعمل جبار في إشعاع أنشطة المعهد، وإعادة الاعتبار لإدارته ولأساتذته ولأطره وأعوانه ولمهامه،  حتى أن هذا الأخير استعاد المكانة اللائقة به بعد أن عاش في السنوات الأخيرة وضعا لا يليق بمرجعيته ولا بصورته، لذلك جاءت التوجهات الجديدة للمعهد منبثقة من الرؤية الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ومنخرطة في خطة التطوير التي وضعتها وزارة الثقافة والشباب والرياضة تحقيقا لأهدافها الاستراتيجية، وتماشيا مع توصيات المجلس الأعلى للحسابات،  فتم القيام بإصلاح شمولي إستفاد منه العنصر البشري حيث لاحظنا كيف أن المعهد الملكي لتكوين الأطر أصبح بفضل إعادة الإنتشار، يتوفر اليوم على كوادر وكفاءات من شأنها أن تعمل على تدبير شؤونه، وفق مقاربة تشاركية يسهر عليها الدكتور طارق أتلاتي، وهذا كلفه جهدا كبيرا خاصة فيما يتعلق بإعادة ترتيب البيت عندما لاحظ أن هناك عبثا في الملفات، وأن هناك موظفين ضاعت منهم ملفاتهم في إطار اختلالات تدبيرية للموارد البشرية داخل المعهد في عهد الادارة السابقة، فحرص على تنفيذ التطابق في القرارات المتعلقة بالتعيين وما بين ما يزاوله الموظفون بالمعهد، ثم تعيين الأطر المناسبة في المسؤولية المناسبة، والقضاء على ظاهرة الموظفين الاشباح وكذا الحرص على ان تشمل التعويضات كل المشتغلين بالمعهد كل حسب جهده وكفاءته بعيدا عن المحسوبية التي كانت سائدة. ومن بين الإصلاحات الجوهرية التي قام بها الدكتور طارق أتلاتي أنه أعاد للمعهد المكانة الحقيقية التي يجب أن يكون عليها، بحيث كل الأنشطة التي لا تناسب رؤية الوزارة وتوصيات المجلس الأعلى للحسابات أصبحت مرفوضة، فمرافق المعهد عادت مخصصة لكل الأنشطة ذات البعد الأكاديمي والرياضي، بعد أن كانت في السنوات القليلة الماضية تستخدم لصالح حزبين معروفين كانا يتخذان المعهد ملجأ لهما لتنظيم مهرجاناتهما ولقاءاتهما بل وتظاهراتهما الحشدية والإجتماعية واليوم، تحلى الدكتور أتلاتي بالشجاعة الكافية لإبعادهما لصالح الأطر الرياضية والتربوية المرتبطة بمجالات إشتغال المعهد الملكي لتكوين الأطر.
إن رؤية المعهد منذ أول يوم لاضطلاع الدكتور أتلاتي مهمة تسييره، ارتكزت على تطوير الذكاء الرياضي والإدماج بواسطة التنشيط السوسيوثقافي، وعبر التربية وحماية الطفولة، كما إنبنت ولازالت تنبني على التميز في مجال إستقبال الأحداث الرياضية الكبرى وتطوير خبرة ودراية كفيلة بمنح المعهد مكانة متميزة وقيادية في مجال التكوين الرياضي ذي المستوى العالي وفي مجال الديبلوماسية الرياضية.
لذلك لابد من التنويه بكل الإصلاحات القياسيةمن حيث أهميتها وسرعة تحققها وانجازها التي عرفها المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة في عهد الدكتور طارق أتلاتي والذي يعتبر من الكفاءات الوطنية التي ساهمت في الدفاع عن قضايا ومصالح الوطن ضد أعداء الوحدة الترابية، بل يشهد له الكثيرون بأنه مفخرة للمغرب كإطار ساهم في تكوين العديد من الأطر في الجامعة وبادر إلى المشاركة الإيجابية والفعلية في كل أوراش الجامعة المغربية، مما يجعل وجوده على رأس مؤسسة المعهد الملكي لتكوين الأطر مكسبا للمعهد في إطار رؤية تحويل هذا الصرح العلمي والرياضي والتربوي ذي الرمزية الهامة إلى مؤسسة عمومية، وسيشهد التاريخ للأستاذ طارق أتلاتي بأنه صاحب مواقف نبيلة ووطنية صادقة وغيرة على مصالح وطننا الغالي بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.