كأس محمد السادس للأندية الأبطال كانت تجربة فريدة من نوعها
انطلقت من الهواة والآن أنا أتألق بقميص الأولمبيك في البطولة
أتشوق للعب تحت قيادة السكيتيوي 
كنت قريبا من اللعب مع النسور
تطور مستواي بشكل ملحوظ مع السلامي

من بين الأسماء العصامية التي تعد قدوة للاعبين الشباب في أيامنا، رضا الزهراوي هو واحد من اللاعبين الذين بدأوا مشوارهم الكروي من الدرجات الدنيا في أقسام الهواة، ثم استطاع حمل القميص الوطني في الفئات السنية ونجح في صناعة إسم له داخل البطولة الاحترافية بفضل إرادته وقوة عزيمته، كاريزما وقوة شخصية كل هذه التوابل مكنت الزهراوي من تجاوز صعوبات البدايات وقيادة أولمبيك أسفي لمقارعة كبار الأندية العربية خلال آخر نسخة من منافسات كأس محمد السادس للأندية الأبطال ويعد الزهراوي اليوم من بين أفضل اللاعبين على مستوى التمريرات المفتاحية في البطولة المغربية خلال السنوات الأخيرة.

المنتخب: حدثنا عن فترة الاستعدادات مع فريق أولمبيك أسفي
رضا الزهراوي: أجرينا فترة استعدادات أولى في ظروف عادية في مدينة أسفي بمعدل حصة تدريبية واحدة في اليوم، سندخل بداية من الأسبوع المقبل في مرحلة التداريب الجماعية، وذلك حسب البروتوكول الذي سطرته الجامعة للأندية قبل استئناف البطولة الوطنية في ال25 من الشهر الحالي، وهناك إمكانية واردة لإجراء تربص إعدادي مغلق انطلاقا من الأسبوع القادم بمدينة أكادير.
المنتخب: كيف هي علاقتك بالمدرب عبد الهادي السكيتيوي؟
رضا الزهراوي: أكن الكثير من الاحترام والتقدير للسيد عبد الهادي السكيتيوي فهو إطار مشهود له بالكفاءة، يحب اللعب المفتوح، وبالتالي لن أجد صعوبة تذكر في الانصهار مع منظومته الطكتيكية، وبالمناسبة لقد كنت قريبا من الالتحاق بالحسنية خلال فترة إشراف الإطار السكيتيوي سابقا على الفريق، إنه من نوعية المدربين الذين يساعدون اللاعبين على تطوير مهارتهم وصقل موهبتهم.

المنتخب: من الأشياء التي قد يجهلها المتتبعون للشأن الكروي المحلي، أنك بدأت مسارك الكروي كمهاجم وتألقت في البطولات المدرسية خلال منافسات كأس دانون الدولية؟
رضا الزهراوي: هذا صحيح، لقد بدأت كمهاجم، سجلت أهدافا كثيرة وقدمت أداءا مميزا في البطولات المدرسية المؤهلة لكأس دانون الدولية مع مدرسة ثكنة المظليين بسلا، الفضل في ذلك يرجع للأستاذ جواد الصديقي الذي أحييه بهذه المناسبة فقد كان بمثابة الأب، كنا صغار نجهل خبايا كرة القدم، لقد زرع فينا الثقة، وجعلني شخصيا أبدع على أرضية الملعب.
ليس كل المدربين قادرون على تشجيع الأطفال الصغار ومنحهم الثقة اللازمة من أجل تحقيق أحلامهم، كل ذلك يحسب لهذا الشخص الذي أحييه بهذه المناسبة. 

المنتخب: أنت تعد من بين اللاعبين العصاميين الذين انطلقوا من الهواة ووصلوا إلى البطولة الاحترافية الأولى
رضا الزهراوي: نعم، لقد جاورت فريق أفاق سلا الممارس في الهواة، لعبت معهم مباريات قليلة، تطور أدائي بسرعة دفعني  للمشاركة في الاختبارات الأولية للالتحاق بالمنتخب الوطني الذي كان يقوده السيد مصطفى الحداوي، اجتزت كل المراحل الأولية بنجاح رفقة 75 لاعبا ينتمون لجل ربوع المملكة المغربية، دخلنا لمراحل التصفيات النهائية بمعهد مولاي رشيد، كنت من بين اللاعبين المنتمين لقسم الهواة، استطعت ولوج القائمة النهائية للمنتخب الوطني المكونة من 20 لاعبا والتي كان من بينها بالمناسبة الحارس الحالي لعرين الأسود ياسين بونو وعادل الرحايلي مدافع الوداد و عبد الإله اعميمي لاعب الجيش الملكي. 

المنتخب: كنت قريبا من مجاورة الرجاء في فترة سابقة؟
رضا الزهراوي: نعم، تم ذلك بتوصية من السيد مصطفى الحداوي، تزامن التحاقي بمركز تكوين الرجاء مع نهاية الموسم، تدربت مع لاعبي أمل الرجاء الذين توجوا في تلك السنة بلقب بطولة المغرب بقيادة السيد سعيد الصديقي، كنت وحيدا لم أستطع البقاء في مركز التكوين، طلب مني مسؤولو الفريق الأخضر البقاء من أجل قضاء معسكر لمدة 10 أيام، لم أستطع الصبر بسبب إحساسي بالملل، توصلت بعدها بعروض من الجمعية السلاوية والفتح الرباطي، وفي النهاية بعد استشارة مع محيط العائلة ولاعبين سابقين اخترت عرض الفتح الرباطي.

المنتخب: صف لنا تجربتك مع الفتح الرباطي؟
رضا الزهراوي: انطلاقتي مع الفتح كانت مع فئة الأمل، وبالموازاة مع ذلك، كنت أحضر تداريب الفريق الأول تحت قيادة المدرب الحسين عموتا، خلال موسم حيازة الكونفدرالية الافريقية، شاركت أيضا مع المنتخب الوطني المغربي في تلك الفترة، فرغم أن السيد عموتا لا يعتمد على اللاعبين الشباب، وبحكم مثابرتي في التداريب كنت من بين أقرب اللاعبين له، حظيت بفرصة الحضور مع الفريق في بعض المباريات الرسمية للاستئناس مع الأجواء، لقد ساعدني السيد عموتا كثيرا.

المنتخب: هل تغير وضعك بعد رحيل السيد عموتا؟
رضا الزهراوي: بعد رحيل المدرب عموتا، قضيت فترة الاستعدادات مع السيد جمال السلامي، تطور مستواي بشكل ملحوظ بكل صراحة مع السيد السلامي، استفدت أكثر على الصعيد التقني، لعبت أول مباراة لي مع الفريق أمام مولودية وجدة في كأس العرش، ثم اعتدت الحضور في المباريات الرسمية، تعرضت للإصابة في إحدى المباريات الودية، غبت بسببها عن الميادين لأربع أشهر كاملة، تزامن ذلك مع قرب نهاية العقد الذي يربطني بالفتح، مباشرة بعد عودتي من الإصابة طلب مني السلامي خوض تجربة إعارة للاحتكاك أكثر، التحقت معارا بفريق شباب المسيرة ومباشرة بعد نهاية الإعارة، انتهت قصتي مع الفتح.

المنتخب: هل أثرت نهاية قصتك مع الفتح على بقية مشوارك الاحترافي؟
رضا الزهراوي: لا على العكس، التحقت بفريق شباب أطلس خنيفرة لموسم ونصف، حققنا الصعود، وبسبب ظروف عائلية، اخترت عرض الجمعية السلاوية فلم أعمر طويلا مع الفريق السلاوي لأسباب تقنية، خضت تداريب مع فريق سطاد المغربي الذي أشكره بهذه المناسبة لأنه فتح أبواب مرافقه في وجهي، قضيت نصف موسم مع الفريق، تألقت مع الفريق ثم تحصلت على عرض جديد من اتحاد الخميسات، انطلقت من جديد قضيت موسمين رائعين مع الزموريين وكأنني بعثت من جديد، لكن لسوء حظي، تعرضت لإصابة قوية مرة أخرى، ثم انتهى عقدي مع الفريق. قررت اللعب في صفوف الكوكب المراكشي، رغم تألقي في المباريات مع فارس النخيل إلا أن النادي كان يعاني على مستوى النتائج وبعد هبوطه إلى الدرجة الثانية، قررت فسخ عقدي مع الفريق، ومباشرة بعدها توصلت بعروض مهمة من الجيش الملكي الذي كنت قريبا من الالتحاق به، كما أن أندية خريبكة، الدفاع الحسني الجديدي اتحاد طنجة والمغرب التطواني كلها قدمت عروضا للاستفادة من خدماتي، في النهاية قبلت بالعرض المسفيوي الذي كان مناسبا من الناحية المادية كما أن النادي كان مقبل على المشاركة في البطولة العربية.

المنتخب: لقد تم تغيير مركزك الأساسي من وسط ميدان دفاعي إلى وسط ميدان هجومي كما شغلت أيضا مركز المهاجم الوهمي في بعض الأحيان؟
رضا الزهراوي: إنها لمسة السيد السلامي الخاصة، كما أنني اضطلعت بأدوار هجومية أكثر خلال تجربتي الأخيرتين مع الكوكب وأولمبيك أسفي، أنا متفائل أكثر الآن بعد قدوم المدرب السكيتيوي، فهو ملم ببروفايلي كما أسلفت الذكر، إنه يلعب كرة مفتوحة، وأنا بدوري سوف أحاول الانسجام مع نهجه الطكتيكي.

المنتخب: ما هي وضعيتك الحالية مع الفريق؟
رضا الزهراوي: عقدي الحالي يمتد لموسم آخر مع الفريق المسفيوي، لدي عروض حالية من أندية أخرى، لكنني الآن مركز مع الفريق وسوف أختار الوجهة الأنسب لي مستقبلا.  
المنتخب: شاركت مؤخرا مع الأولمبيك في كأس محمد السادس للأندية الأبطال، ما حجم استفادتك من هذه المشاركة؟
رضا الزهراوي: إنها تجربة فريدة من نوعها، بعيدا عن أجواء منافسات البطولة وكأس العرش، سنحت لنا الفرصة للعب أمام فرق عربية عتيدة، تتوفر على لاعبين محترفين من جنسيات مختلفة، شكلت لنا هذه المنافسة إضافة كبيرة وإثراءا للرصيد الكروي كلاعبين.

المنتخب: هل وصلتك عروض بعد تألقك مع الأولمبيك في الكأس العربية؟
رضا الزهراوي: نعم لقد وصلتني عروض كثيرة إلا أن أغلب هذه الأندية ترغب إتمام صفقات حرة، لا تود الجلوس على طاولة المفاوضات مع النادي مالك العقد.

المنتخب: جاورت عدة أندية تزاول في البطولة الاحترافية في قسميها الأول والثاني، هل هناك فرق بين المنافسة في الدرجتين؟
رضا الزهراوي: بصراحة ليس هنالك فرق كبير، أظن أن الفرق الوحيد يتجلى في النضج الكروي لدى اللاعبين، أي أن هناك انضباط طكتيكي وأسلوب لعب منظم من طرف اللاعبين في الدرجة الأولى مقارنة بلاعبي الدرجة الثانية، أؤكد لك أنه ليس هناك تفاوت كبير على مستوى النسق الكروي بين الدرجتين، الريتم هو مماثل، وكمعلومة إضافية تؤكد كلامي فإن أبرز اللاعبين الذين يزاولون حاليا في البطولة الاحترافية قد سبق لهم اللعب في بطولة الهواة أو الدرجة الثانية. بالإضافة لذلك، هناك ميزة النقل التلفزي التي تتيح للاعبين فرص الظهور أكثر والحصول على متابعة إعلامية، زد على ذلك جودة الملاعب التي تحتضن المباريات.

المنتخب: ما هي طموحات رضا الزهراوي المستقبلية؟
رضا الزهراوي: أسعى كل يوم لتطوير مستواي، ولي الطموح الكبير في الاحتراف الخارجي مستقبلا لم لا.

بطاقته:
تاريخ ومكان الازدياد: 10 يوليوز 1991- الرباط
الفريق: أولمبيك أسفي
مركزه: وسط ميدان هجومي
الطول: 1،82 متر
الوزن: 75 كلغ
الأندية التي لعب لها: آفاق سلا، الفتح الرباطي، شباب المسيرة، الجمعية السلاوية، سطاد المغربي، اتحاد الخميسات، الكوكب المراكشي.
كما حمل الزهراوي قميص المنتخب الوطني لفئة الشبان في عدة مناسبات.