مع عودة بعض البطولات الأوروبية الكبرى واستئناف المباريات بعد توقف طويل الأمد بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، استطاعت أسماء يافعة لا تزال في بداية المشوار أخذ المشعل سريعا بعد نجاحها في إبراز ملكاتها التقنية خلال مباريات فرقها وقيادتها لتحقيق انتصارات كانت حاسمة في المنعرج الأخير من هذه البطولات، وهذا ما يدفعنا لانجاز هذا التقرير المقتضب الذي نستعرض من خلاله أبرز تلك الجواهر التي تتزين بها ملاعب أوروبا الخالية حاليا من سمفونية وإبداع الجماهير.
أنسو فاتي.. سهم بلوغرانا الحارق
اخترنا أن نبدأ تقريرنا بأنسو فاتي جناح برشلونة لأن نسق أداءه في تطور سريع مقارنة بالآخرين وهذا ما تؤكده لنا الأرقام و الإحصائيات سواء في مباريات البلوغرانا الأخيرة التي لعبها وحتى مقارنة بتلك التي غاب عنها أخذا بعين الاعتبار أرقام منافسيه في نفس المركز، فاتي فك شيفرة العديد من المباريات و حل الاستعصاء خلال مباراة ليغانيس بالخصوص من تسديدة ذكية فاجأ بها حارس ليغانيس لتستقر على يساره في الشباك، ناهيك عن إرهاقه للخصوم بفضل تحركاته الكبيرة داخل الملعب وأكيد أن الخاسر الأكبر و أكثر المتضررين مستقبلا من تطور أنسو فاتي هو الفرنسي أنطوان غريزمان إلم نقل في المستقبل القريب ولعل التقارير الصحفية التي أكدت استعداد فريق من حجم مانشستر يونايتد الإنجليزي لدفع ما يناهز 100 مليون اورو لجلب إبن غينيا بيساو لأولدترافورد إلا دليل على تألق "فتى لاماسيا الذهبي".
تاكي كوبو...ميسي مايوركا
قدرة ابن الساموراي الخارقة في المراوغة بدون كلل ولا ملل، و قراءته للعب رغم حداثة سنه كلها تجعل من لقب ميسي اليابان أو مايوركا مطابقا ل"تاكيفوسا كوبو"، شاهدنا "تاكي" أمام فريقه السابق برشلونة و كيف أن انسيابية تحركاته قضت مضجع سيرجيو بوسكيتس و الآخرين كما أن خط دفاع فياريال تعب كثيرا لإيقاف الكومبيوتر الياباني، وقد يتحسر فريق مايوركا الإسباني مستقبلا على رحيل الموهبة اليابانية لأن كوبو هو معار فقط من ريال مدريد إلى فريق الجزيرة الإسبانية، وتنتهي فترة الإعارة مع نهاية الموسم الرياضي الجاري ولا شك أن فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد سيكون أسعد رجل في إسبانيا لسببين أولهما لنجاحه في تحويل مستقبل كوبو من لاماسيا إلى فالديبيباس ثم عودة لاعبين من طينة كوبو وأوديغارد وحكيمي إلى الريال خصوصا وأن ذلك يتزامن مع نهاية خدمة الحرس القديم للقلعة البيضاء.
جوشوا زيركزي..وريث مكاي في بافاريا
"حدثني عن ماكينة أهداف بافاريا سأشير لك على ليفاندوفسكي" هكذا هو لسان حال جماهير بايرن ميونيخ بل كل الألمان، لكن الهولندي الصغير ذو 18 ربيعا نجح في خطف الأنظار ولو لوهلة وبالضبط بعدما غاب الهداف البولندي ليفاندوفسكي عن مباراة باييرن المفصلية أمام بوروسيا مونشنغلادباخ وتقمص زيركزي دور المنقذ عندما باغث أصدقاء الحارس السويسري يان سومر مسجلا هدفا بل أن من تابع تلك المباراة لم يشعر بغياب ليفاندوفسكي طيلة الدقائق الملعوبة! وهذا ربما يحسب لمدرب بايرن هانز فليك الذي يفضل الاعتماد على المنظومة على حساب صناعة اللعب خدمة لنجومية اللاعب الواحد. زيركزي أو روي ماكاي الجديد تبلغ قيمته التسويقية قرابة 7 مليون اورو ويملك في رصيده هدفين و 3 تمريرات حاسمة.
فلوريان فيرتز هداف ليفركوزن الشاب
سقط ليفركوزن أمام بايرن ميونيخ الألماني وخارت قواه في دقائق الشوط الثاني معلنا استسلامه أمام رفاق كيميش و غوريتسكا رغم تقدم زملاء بلعربي في النتيجة بفضل هدف مهاجم ريفر بلايت السابق ألاريو لكن نتيجة المباراة آلت في النهاية لأصدقاء ديفيز برباعية مقابل هدفين، إلا أن أبرز ما جاءت به المباراة هو هدف فلوريان فيرتز التاريخي في مرمى العملاق نوير الذي أدخل إسم ناشئ ليفركوزن إلى سجلات تاريخ البوندسليغا كأصغر هداف في البطولة بعمر 17 سنة و 34 يوما و أشارت شبكة "سكواكا" في مصادفة عجيبة أن المهاجم الألماني كان يبلغ من العمر 3 سنوات فقط عندما دشن مانويل نوير بدايته الأولى في البوندسليغا.
تلقى فلوريان فيرتز تكوينه داخل مركز تكوين كولن الألماني قبل الالتحاق بالفئات السنية لفريق بايرن ليفركوزن الألماني.