تعود البطولة الإحترافية أو لا تعود؟
إن عادت فمتى ستعود ومتى ستنتهي؟ وإن لم تعد فكيف سيكون قرار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إشهار لموسم أبيض من دون إعلان بطل للموسم، أو اعتماد للترتيب الحالي وإعلان الوداد البيضاوي بطلا؟
لا أحد من الجامعة إلى الأندية، يعرف لهذه الأسئلة التي تسقط كالمطارق على الرؤوس جوابا، والوضع آخذ في التأزم..

صمت القبور
إنقضى أكثر من شهر والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تنتظر من الحكومة الضوء الأخضر لرفع الحجر عن البطولة الإحترافية بقسميها الأول والثاني، إنتهت فترة الحجر الثانية من دون أن يظهر في الأفق ما يفيد بعودة الأنشطة الرياضية، ومن دون أن تحصل الجامعة على ما يريح بالها، وانقضت فترة التمديد الثالثة ولا صوت سمع للحكومة إلا ما كان من توزيع المغرب على منطقتين، منطقة أخذت في الخروج التدريجي من الحجر الصحي ومنطقة ثانية ما زالت تعيش على وقع الحجر الصحي الذي انطلق منذ العشرين من شهر مارس الماضي، وحالة طوارئ صحية ممددة لغاية العاشر من شهر يوليوز القادم.
وبينما سمح رئيس الحكومة للمغاربة بممارسة الرياضة بشكل فردي، فإنها أبقى ضمن الممنوعات والمحظورات ممارسة الأنشطة بشكل جماعي، وتلك إشارة لم تعتبرها الجامعة على أنها ود صريح على مطلبها باستئناف البطولة الإحترافية لإكمال الثلث المتبقي منها إلى جانب ركام المؤجلات.
ويمكننا أن نتصور حالة القلق التي بلغتها الجامعة بفعل هذا الإنتظار المزاد فيه، فهي كما عبر عن ذلك مكتبها المديري لا تريد تعليق البطولة الإحترافية، بل تطمع في تحقيق ما تعتبره عدالة رياضية، أن تنهي الموسم الكروي ولا ترمي بمجهودات الأندية خلال 7 أشهر كاملة عرض البحر..

ADVERTISEMENTS

الحكومة تتلاعب بأعصابنا
كان المتوقع والحكومة تعلن يوم العاشر من يونيو الأخير عن إجراءات رفع قيود الحجر الصحي بشكل تدريجي، وتبادر إلى إعادة عجلة الإقتصاد الوطني للدوران درءا لمزيد من الخسائر المادية، أن تقدم للجامعة الملكية المغربية ردا شافيا على استراتيجيتها الموضوعة على طاولة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، التي تضع تصورا وبرتوكولا لاستئناف البطولة الإحترافية بالعمل بكل التدابير الوقائية والإحترازية، إلا أن ذلك لم يحصل، لتدخل عائلة كرة القدم الوطنية بكل فعالياتها، جامعة وأندية وحكاما في حالة من القلق والتوهان والحيرة بسبب ما يوصف بالمصير المجهول وبسبب صمت القبور الذي تلتزم به الحكومة، فلا هي قبلت بالإستراتيجية ودعت الجامعة للجلوس لطاولة الحوار للحديث عن تدابيرها الوقائية، ولا هي مانعت في أي عودة للبطولة الإحترافية، وأنهت هذا المسلسل الهابط والرديء.
لقد كانت الجامعة تمنى النفس بالحصول على إشارة الضوء الأخضر للشروع في تنزيل إستراتيجيتها الخاصة بعودة البطولة الإحترافية بداية من الحادي عشر من يونيو الماضي، على أمل أن تبدأ في تصفية المؤجلات البالغ عددها 16 مؤجلا يوم الخامس عشر من شهر يوليوز، إلا أن هذا الأمل تبخر في الهواء..

أسبوع فقط من الإنتظار
وبرغم أن الجامعة ما زالت متشبتة بأمل استئناف البطولة الإحترافية، وتتصدى بالنفي لكل الأخبار التي تقول بنيتها في تعليقها بشكل نهائي، إلا أن انقضاء فترة الحجر الصحي الممددة يوم 10 يونيو من دون الحصول من الحكومة على أي مؤشر يدخل الجامعة في بوثقة ضيقة جدا، إذ ضاق هامش المناورة وتقلصت الحظوظ في عودة هذه البطولة، وما عاد ممكنا الصبر على الصمت الحكومي لأيام أخرى.
وأمكن ل «المنتخب» التي رصدت منذ بداية الحجر الصحي لممكنات ومستحيلات عودة البطولة الإحترافية، أن تتوصل من مصادر عليمة من داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلى أن مساحة الإنتظار ضاقت بشكل كبير وأنه في حال ما لم تقدم الحكومة جوابها على مطلب الجامعة خلال أسبوع من الآن فإنها ستكون مدعوة للدعوة لاجتماع مكتبها المديري وتكشف رسميا عن قرار إنهاء الموسم الكروي بالطريقة التي يتم التوافق عليها، وكما قلت فالأمر سيكون صداعا قويا في الرأس لأن الوصول إلى صيغة لتعليق الموسم الكروي بشكل نهائي سيحتاج إلى إجماع يحد من الإحتقانات.

مراعاة مصلحة السفراء
إن ما يكره الجامعة على الإستعجال للوصول إلى قرار نهائي بشأن استئناف البطولة الإحترافية من عدمه، في أجل أقصاه أسبوعا من الزمان، هو أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وافقت على اعتماد شهر شتنبر القادم موعدا لإجراء الدورين نصف النهائي والنهائي لعصبة الأبطال وكأس الكونفدرالية، وسيكون مثاليا، في هذه الحالة أن تستأنف البطولة الإحترافية يوم 15 يوليوز على أبعد تقدير، لتنتهي مع نهاية شهر غشت القادم، وبالتالي تتفرغ أندية الوداد والرجاء والنهضة البركانية وحسنية أكادير لالتزاماتها القارية.
وسيكون من حق هذه الأندية مجتمعة، ومن حق كرة القدم الوطنية، علينا جميعا وعلى الحكومة تحديدا أن تراعي مصالحها وتتخذ القرارات التي تخدمها، بأن توصلها إلى المواعيد الإفريقية وهي في قمة جاهزيتها.
وكل تأخير جديد للقرار سينعكس سلبا على هذه الأندية، إضافة إلى ما ستتحمله الأندية من فواتير مالية ضخمة للوفاء بإلتزاماتها مع لاعبيها، بخاصة الذين ستنقضي عقودهم مع نهاية شهر يونيو وستمدد بفعل القوة القاهرة..
ليس بمقدورنا إلا أن ننتظر.. ولكن لنقل بكل أمانة أن وعاء الصبر شارف على الفراغ وأن هامش الإنتظار ضاق لأبعد الحدود..     

ADVERTISEMENTS