بعد ثلاثة أشهر من العطلة القسرية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، يعود الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كريم بنزيمة وباقي نجوم كرة القدم الاسبانية إلى ملاعب الليغا بدءا من الخميس، وسط قيود صحية صارمة في بلد ضربه "كوفيد-19" في الصميم، ويتوق لعودة المباريات حتى دون جماهير.

عاد عملاقا القارة العجوز برشلونة وريال مدريد لهوايتهما المفضلة: التنافس على لقب البطولة الإسبانية. يحل "الكاطالوني" السبت على مايوركا فيما يستقبل "الملكي" إيبار الاحد.

قبل 11 مرحلة على ختام البطولة، يستعيد القطبان منافستهما دون جماهير ووسط قيود صحية صارمة، مع أفضلية لبرشلونة المتصدر المتقدم بفارق نقطتين فقط.

ADVERTISEMENTS

لكن الصراع على باقي المراكز الأوروبية يبقى مفتوحا، في ظل فارق النقاط الخمس بين إشبيلية الثالث وفالنسيا السابع.

بعد 91 يوما من شلل كروي طال البلاد، تسير إسبانيا على خطى ألمانيا، أولى البطولات الخمس الكبرى التي استأنفت الموسم، على أن تعود بطولتا انكلترا وايطاليا في الأيام المقبلة.

وحدها فرنسا بين البطولات الكبرى، ألغت الموسم وتوجت باريس سان جرمان وسط اعتراضات بعض الاندية المتضررة.

يستعد الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد لرحلة إنزال برشلونة عن عرشه، وذلك بعدما استهل حقبة كورونا بحجر صحي، فيما يأمل ميسي، أفضل لاعب في العالم ست مرات، بقيادة كتيبة المدرب كيكي سيتيين محاولا إبقاءها على القمة للموسم الثالث تواليا.

من الايجابيات القليلة في عزل الشهرين الماضيين، تعافي بعض المصابين، على غرار البلجيكي ادين هازار نجم ريال مدريد المصاب بكسر في كاحله، والأوروغوياني لويس سواريز هداف برشلونة، والذي أجرى جراحة في الغضروف في 12 كانون الثاني/يناير.

استعاد اللاعبان نشاطهما مع عودة نسق التمارين تدريجا على مدى خمسة أسابيع، ضمن بروطوكول صحي لتفادي العدوى: أولا في حصص تمارين فردية، ثم بمجموعات صغيرة وأخيرا بتمارين شبه عادية منذ مطلع حزيران/يونيو.

أصبحت الليغا الثالثة من بين بطولات المستوى الأول في أوروبا، بعد ألمانيا والبرتغال، تقترب عجلتها من الدوران مجددا.

من دون جماهير، سيكون دربي الاندلس بين إشبيلية وريال بيتيس هجينا في افتتاح المرحلة مساء الخميس (الساعة 20:00 ت غ). مواجهة صاخبة جدا في الايام العادية، لكنها ستكون صامتة هذه المرة وجاذبة لأنظار عشاق الكرة الاسبانية أينما وجدوا.

من جهته، يستضيف برشلونة خصومه وسط أصداء المدرجات الشاسعة لملعبه كامب نو الذي يتسع لنحو مئة ألف متفرج.

في المقابل، سيلعب ريال مدريد مبارياته البيتية على ملعب ألفريدو دي ستيفانو (6 آلاف متفرج)، الواقع ضمن مقره التدريبي فالديبيباس، بسبب الأعمال الجارية لتجديد ملعبه الأساسي سانتياغو برنابيو.

وقال لاعبه ومديره الرياضي السابق الأرجنتيني خورخي فالدانو السبت لصحيفة "ال بايس": "سيعاود الفريق الظهور الاسبوع المقبل وسط صمت المدرجات وسري ة فالديبيباس. وكأنه يعود الى معركة اللقب على أطراف أصابعه".

يخيم الارتياح على عودة البطولة الإسبانية في بلد دفع الكثير من الأرواح في الصراع مع الفيروس المميت (أكثر من 27 ألف حتى الثلاثاء). لكن الدولة الايبيرية عرفت كيف تسيطر على الجائحة مع تدني معدل الاصابات والوفيات في الفترة الماضية.

لم تلق استئناف البطولة معارضة سوى من بعض الأصوات الاستثنائية، على غرار نادي إيبار او مدافع فالنسيا البرازيلي غابريال باوليسطا، خوفا من موجة ثانية للفيروس.

لكن عودة المباريات لن تكون لأسباب رياضية أو جماهيرية فقط، فالعامل الاقتصادي والخوف من إفلاس الاندية، كما حذر مرارا رئيس العصبة خافيير طيباس، لعبا دورا كبيرا في معاودة البطولة.

ADVERTISEMENTS

تتعلق هذه العودة بتشغيل قطاع اقتصادي يمثل 1,37% من الناتج المحلي، بحسب تقرير لليغا يعود الى العام 2019.

وبعدما كان تقدير الخسائر يبلغ مليار اورو بحال إلغاء الدوري، سيتقلص هذا الرقم إلى 303,4 مليون اورو في حال عودة المستديرة الى المستطيل الأخضر.