يجتاح سيل من الأنباء الكاذبة والشائعات حول فيروس كورونا المستجد الإنترنت في بعض دول آسيا، مثيرا الخوف والالتباس.
وأحصت وكالة فرانس برس أكثر من 150 نبأ كاذبا بشأن الحجر المنزلي منذ فرض أولى تدابير العزل لمكافحة انتشار وباء كوفيد-19 في المنطقة في شباط/فبراير.
وتتراوح دوافع الذين ينشرون أنباء مضللة بين الرغبة في النيل من مصداقية الحكومات وتأجيج الخلافات الدينية، أو حتى الفكاهة بكل بساطة.
لكن مهما تعددت الاسباب، الواقع أن الأنباء المضللة تنتشر على نطاق واسع على وقع مشاركتها بين رواد الإنترنت.
ففي الفيليبين على سبيل المثال، عرضت فيديو تمت مشاركتها على فيسبوك وشاهدها عشرات آلاف الأشخاص، رجلا ي قتل بالرصاص لتجاوزه مركز مراقبة أقيم في سياق مكافحة فيروس كورونا المستجد، بحسب ما اورد المنشور. لكن الحقيقة أن ذلك كان تدريبا قامت به الشرطة.
واثارت المشاهد استنكار البعض الذين احتجوا على استخدام عناصر الشرطة القوة في بلد تتهم فيه قوات الأمن بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في سياق الحرب التي يشنها الرئيس رودريغو دوتيرتي على المخدرات.
في المقابل، اثنى المؤيدون لهذه السياسة المتشددة في محاربة تجار المخدرات والتي أوقعت آلاف القتلى حتى الآن، على تصدي قوات الأمن للرجل.
وانتشرت معلومات مضللة أخرى في الفيليبين، أفاد بعضها عن تمديد الحجر المنزلي أو نزول متظاهرين معارضين للحكومة إلى الشارع في انتهاك لحظر التجمع.
وفي تايلاند، أظهرت فيديو شاركها مئات الآلاف متسوقين يتدافعون مذعورين لشراء حاجياتهم في ماليزيا بعد فرض حجر منزلي صارم. وأعرب بعض مستخدمي فيسبوك في تعليقاتهم عن خشيتهم من حصول مشاهد مماثلة في تايلاند.
لكن الواقع أن المشاهد صورت في البرازيل في تشرين الثاني/نونبر 2019 خلال يوم "الجمعة الأسود"، وهو يوم تنزيلات كبرى يهرع الجميع فيه للتسوق.
وأوضح أكسيل برانز الذي يدر س الإعلام في جامعة التكنولوجيا في كوينزلاند بأستراليا، أن الفوضى على الإنترنت كانت أكبر في الدول التي لم تشرح حكوماتها تدابير الحجر بشكل واف لمواطنيها.
ففي تايلاند حيث فرضت القيود في آذار/مارس، انتشر القلق على وقع رسائل كاذبة تؤكد أن عدم وضع الكمامة يعرض لغرامة قدرها 200 بات تايلاندي (5,66 اورو).
ولقيت هذه الشائعة انتشارا واسعا على فيسبوك وتويتر وعلى تطبيق "لاين" للرسائل، ما أرغم الشرطة على عقد مؤتمر صحافي لنفيها.
لكن بعد أقل من شهر، أعلنت بعض المحافظات فرض غرامات أعلى على من لا يضع كمامة، ما أثار البلبلة.
وفي الهند، انتشرت الأخبار المضللة مع فرض الحجر المنزلي على كامل البلاد في آذار/مارس.
وتضمنت بعض الرسائل الكاذبة التي تمت مشاركتها قدحا سياسيا وشائعات بشأن الحجر الصارم وأنباء مضللة تهدف إلى تأجيج التوتر الديني.
وأكد رسم بياني مع مقاطع فيديو لهجوم بالساطور شوهد عشرات آلاف المرات عبر منشورات على فيسبوك وتغريدات على تويتر، أنه يظهر متطرفين إسلاميين يقتلون هندوسيا في ظل الحجر المنزلي.
والحقيقة أن المقاطع كانت تظهر هجوما في باكستان.
وفيما ذكر بعض مستخدمي مواقع التواصل ان المشاهد وقعت خارج الهند، صدق البعض الخبر الكاذب مؤكدين أنه يثبت الحاجة إلى "نظام عسكري" في الهند.
ويرى برانز أن سيل الأنباء المضللة من أسبابه عجز الحكومات على طمأنة مواطنيها بشكل فعال.
وأوضح أن "انتشار التضليل الإعلامي يزداد في مثل هذه الفترات لأن الناس يبحثون يائسين عن أجوبة عما يجري، وأسباب، وما يمكنهم القيام به لحماية أنفسهم".
وأضاف "إذا لم يجدوا أجوبة مرضية من قبل السلطات، فسيباشرون البحث في مكان آخر".