اتجهت الأنظار إلى البرتغالي أندريه فياش-بواش مدرب فريق مرسيليا الفرنسي لكرة القدم، المرجح رحيله عن النادي المتوسطي بعد إعلان الأخير ابتعاد مديره الرياضي الإسباني أندوني زوبيزاريطا، نظرا للارتباط الوثيق بين الرجلين.
وأعلن النادي الجنوبي الخميس رحيل الإسباني الذي كان عاملا أساسيا في التعاقد مع فياش-بواش في العام 2016، علما بأن المدرب البرتغالي يرتبط بعقد مع النادي حتى 2021، وقاده الى المركز الثاني في ترتيب "ليغ 1"، قبل قرار العصبة الفرنسية إنهاء الموسم بشكل مبكر بسبب تبعات فيروس كورونا المستجد، ومنح اللقب لباريس سان جرمان.
وفي حين أكد مرسيليا ان رحيل زوبيزاريطا قبل عام من نهاية عقده أتى باتفاق متبادل، يبدو ان الخطوة تخفي تباينات واسعة يتوقع ان تنعكس على مستقبل فياش-بواش على رأس الإدارة التقنية لأحد أعرق الأندية الفرنسية، والمتوج بلقب البطولة المحلية عشر مرات.
واختصرت صحيفة "ليكيب" أزمة مرسيليا على الصفحة الأولى لعدد السبت، مع صورة لفياش-بواش ورئيس النادي جاك-هنري إيرو، يفضل بينهما عنوان "الطلاق المنجز" بالخط العريض.
مساء الجمعة، أعرب إيرو عن تمسكه بالبرتغالي، وقال لإذاعة "أر أم سي" إن "الأمور واضحة للغاية من وجهة نظري، أندري فياش-بواش هو مدرب مرسيليا وآمل أن يكون كذلك لسنوات عديدة قادمة".
وعلى غراره، تمنى مالك النادي الاميركي فرونك ماكور بقاء البرتغالي، ونقل عنه بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه انه "التقى فياش-بواش وابلغه انه متفق تماما" مع ايرود "لاقتراح بقاء اندريه مدربا للنادي حتى انتهاء عقده".
لكن اذا اراد المدرب الرحيل "لاسباب تخصه، يتمنى له فرانك الافضل لمستقبله".
لكن هذه البديهية تبدو أقل وضوحا من جهة المدرب الذي ربط مصيره بزوبيزاريطا، الحارس السابق لبرشلونة ومنتخب إسبانيا، أكثر من مرة.
وقال في تصريحات سابقة "أتيت إلى هنا أولا لأنه ناد كبير وثانيا لأجل أندوني زوبيزاريطا. قلت سابقا ان مستقبلي مرتبط تماما بمستقبله".
واعتبر إيرود أنه إذا اختار البرتغالي الرحيل قبل نهاية عقده، فالأمر سيكون "مسؤوليته، قراره"، متعمدا رمي الكرة في ملعبه. وأضاف "إذا وضع أندريه علاقته مع أندوني فوق كل شيء، فوق المشروع الرياضي، واللاعبين، والارتباط مع المشجعين، ماذا تريدون مني أن أقول لكم؟".
ووفقا لتقارير إعلامية، فإن هذا الاتجاه واضح منذ البداية، بعدما أكد فياش-بواش مرارا وتكرارا أنه يستطيع جمع أغراضه والمغادرة إذا لم يعد الوضع يناسبه.
وبحسب "ليكيب"، سافر البرتغالي الى بلاده الخميس، وباتت عودته الى فرنسا مستبعدة، وحتى "أشد المتفائلين من عشاق مرسيليا بدأوا يشككون في ذلك".
وسبق للمدرب ان قال في كانون الثاني/يناير الماضي في معرض دفاعه عن زوبيزاريطا "لقد تخليت عن عقد مع الفريق الصيني (شنغهاي سيبغ) لقاء 12 مليون اورو سنويا بلا ضرائب للقيام بهذه المهمة (تدريب مرسيليا)".
ومن نقاط الخلاف التي أثارها فياش-بواش، إقدام ماكورت، على تعيين الإنكليزي بول أولدريدج مستشارا، معتبرا ان ذلك يعد تعديا على مهام المدير الرياضي (أي زوبيزاريطا).
وخلال حديث صحافي سابق له، شدد المدرب السابق لتشلسي وطوطنهام الإنكليزيين على أنه يطمح لتشكيل فريق تنافسي للموسم المقبل، وانه لن يخوض مسابقة عصبة أبطال أوروبا لكرة القدم "من أجل المشاركة فقط".
ونال مرسيليا البطاقة الثانية للمشاركة في عصبة الأبطال بموجب ترتيبه في البطولة الفرنسية، وسيخوض المسابقة القارية الأم التي فاز بلقبها في العام 1993، للمرة الأولى منذ موسم 2013-2014.
سبب آخر قد يدفع فياش-بواش الى الرحيل هو ان النادي لن يتمكن من الانفاق بشكل كبير لتعزيز صفوفه في ظل قواعد الاتحاد الأوروبي "ويفا" للعب المالي النظيف. وأعلن الأخير في آذار/مارس إحالة مرسيليا الى غرفة التحكيم التابعة لهيئة الرقابة المالية على الأندية.
وسيكون النادي مضطرا للامتثال لقواعد اللعب المالي النظيف، والا واجه عقوبات قاسية قد تصل الى حد منعه من المشاركة على المستوى القاري.
بعد ثلاثة مواسم من العجز، وجد النادي نفسه في أزمة مالية متزايدة بسبب تبعات فيروس كورونا المستجد. وسيضطر مرسيليا في فترة الانتقالات المقبلة، للتخلي عن لاعبين من ذوي الرواتب المرتفعة، لخفض قيمة كلفة الأجور التي بلغت الموسم الماضي 127 مليون اورو.
ومن بين اللاعبين المحتمل التخلي عنهم، الهولندي كيفن ستروتمان الذي يبلغ راتبه الشهري 500 ألف يورو. ويعتبر عدم نجاح زوبيزاريتا في بيعه في فترة الانتقالات الصيفية الماضية، أحد إخفاقات الإسباني.
ولكسب المال أيضا، سيكون على مرسيليا بيع أحد لاعبيه الشباب مثل ماكسيم لوبيز أو مورغان سانسون أو الكرواتي دويي تشاليتا-تسار.
أكد مرسيليا رغبته في تعيين مدير رياضي جديد، لكن لم يتم تسريب أي أسماء مطروحة لهذا المنصب حتى الآن.
ويضم النادي حاليا في صفوفه مديرا عاما سبق له العمل في برشلونة وروما الإيطالي هو لورون كولي، لكنه ليس خبيرا بالجانب التقني من اللعبة، وهو ما يتطلبه منصب المدير الرياضي.
وترى الإدارة أن زوبيزاريطا أنجز مهمته في هيكلة النادي، لكن "المرحلة الثانية" تبدأ في وضع مضطرب.
وسيكون على الفريق الاستراحة بعد موسم ناجح نسبيا، في انتظار انطلاق الموسم المقبل الذي سيوفر له عائدات مالية إضافية جراء المشاركة في عصبة الأبطال، إضافة الى إيرادات النقل التلفزيوني للبطولة المحلية.
كما تأتي الأزمة في ظل تقارير فرنسية عن مسعى متجدد للأمير السعودي الوليد بن طلال للاستحواذ على ملكية مرسيليا، بعد محاولة مماثلة في 2014. لكن مصادر مقربة من الإدارة تنفي وجود أي نية للبيع حاليا.