البطولات الأوروبية بين الإلغاء والأمل بالعودة 

تسير مجموعة من البطولات الأوروبية نحو استئناف نشاطها، وقررت تحدي كل الصعاب، وتجاوز الإكراهات التي فرضها انتشار فيروس كرونا، وأصاب الكرة العالمية بالشلل، وإذا كانت بطولات قد قررت استئناف نشاطها بشروط جد صارمة، فإن بطولات أخرى قد أعلنت الإستسلام ورفعت الراية البيضاء، وقررت إلغاء الموسم وعدم استئنافه، لتفادي التداعيات التي يمكن أن يفرزها أي قرار بخصوص عودة المنافسات، بسبب وباء «كورونا».
مستديرة تحت رحمة الجائحة
ستتذكر كرة القدم بحزن كبير ما فعلته جائحة «كورونا»، وكيف أثرت على مشوارها، وجعلت الملاعب عبارة عن فضاءات مهجورة، جمهورها ولاعبيها، وكل العناصر المتدخلة في المباريات.
والواقع أن لا أحد، كان يعتقد يوما أن فيروسا سيحرم الملايين من عشاق الكرة من متابعة لعبتهم المفضلة، وأن يفرض على اللاعبين تعليق أحذيتهم، وعلى المدربين وضع خططهم جانبا، فشتان بين الأمس القريب، حيث الإحتفالية التي لا تنتهي، وبين ما تعيشه اللعبة من غياب اضطراري.
هي الجائحة التي فرضت على جميع الفاعلين التوقف عن النشاط، في انتظار الإعلان عن موعد استئناف بنفسية جديدة، وطموحات أخرى.
الراية البيضاء
كان متوقعا أن تستسلم بعض البطولات أمام جائحة «كورونا»، وتعلن إلغاء موسمها، ولو أن مثل هذه القرارات، لا تطلع من الإتحادات، التي  تكون مضطرة لتنفيذها، خاصة أنها تطلع بعد دراسة عميقة، وطبقا لوضعية كل البلد.
البطولة الفرنسية، تعتبر واحدة من البطولات التي قررت إنهاء الموسم بقرار حكومي، وهو الأمر الذي حدث أول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، وكان مقررا أن تعود البطولة الفرنسية للدوران شهر غشت، لذلك صدم هذا القرار العديد من عشاق الكرة في هذا البلد، علما أنه تم تتويج باريس سان جيرمان باللقب.
وحذت البطولة الهولندية حذو فرنسا، وألغت البطولة بعد أن قررت الحكومة الهولندية تمديد الحجر الصحي إلى فاتح شتنبر، لذلك كان من الصعب سواء عودة المنافسة قبل هذا التاريخ، أو انتظار استئنافها بعد إنهاء تاريخ الحجر، ليتقرر إلغاؤها، علما أن  البطولة البلجيكية أول من أعلنت إنهاء الموسم، وتتويج بروج باللقب.
تفاؤل مقرون بالحذر
أخذت مجموعة من البطولات، الترتيبات من أجل العودة للمنافسة، سواء في نهاية هذا الشهر أو في الشهر المقبل، فعاد لاعبو البطولة الألمانية للتدريبات قبل أسابيع، وتقرر أن تستنأنف البوندسليغا في 16 من الشهر الجاري وستنتهي في 27 من شهر يونيو، علما أن المباريات ستجرى بدون جمهور.
كما اتخذت البطولة الإسبانية خطوة مهمة، بهدف العودة لأجواء التباري، حيث خضع لاعبو الليغا خلال الأيام الأخيرة  لفحوصات طبية، قبل العودة لاستئناف التداريب، التي أشَرت عليها الحكومة الإسبانية، ولم يتم الإعلان بعد عن موعد استئناف الليغا.
وما زالت علامات استفهام مطروحة حول مستقبل البطولة الإيطالية، أمام معاناة هذا لبلد من جائحة «كورونا»، ذلك أن السماح بعودة اللاعبين للتداريب، لا يعني أن البطولة ستعود، إذ ما زال الجدل يحيط بمختلف الفاعلين في هذا البلد الجريح.
وما زال لاعبو البطولة الإنجليزية يواصلون التدريب في الحجر، وستكون العودة للتدريبات الجماعية في 18 من هذا الشهر، ما يعني أن هناك تفاؤلا كبيرا لاستئناف البطولة في الشهر المقبل، علما أن باقي البطولات تنتظر هي الأخرى موعد الاستئناف كالبرتغال.