لن أنسى فضل دورتموند ولوسيان فافر علي
مكنتني الإعارة من اللعب باستمرار ومن تطوير مؤهلاتي
لا أعلم  إن كان ريال مدريد يرحب بعودتي
زيدان شاهدني أكبر أمام عينيه، وشاهدني وأنا أحرق المراحل، إنه أكثر شخص يعرف إمكانياتي جيدا
بإمكاننا تحقيق أشياء رائعة رفقة وحيد، فقط علينا أن نمنحه الوقت وأن نثق فيه وفي فلسفة عمله

لا يوجد اليوم لاعب في العالم، برغم ما تصيبنا به جائحة كوفيد 19 من جمود، تستهدفه الإشاعات وتتغذى وتتعشى، تمسي وتصبح على أخباره كل الصحف والقنوات التلفزية والمحطات الإذاعية وحتى وسائط الإتصال، أكثر من الدولي المغربي أشرف حكيمي، الذي سيكون بلا شك أكثر لاعب ورودا وتداولا في في أسواق الإنتقالات.
تنتهي إعارة أشرف حكيمي لبروسيا دورتموند هذا الصيف، ولن تنتهي من حوله الترشيحات والأخبار وحتى الشائعات والفبركات، فمن يقول بعودته للريال حيث ينتظره زيدان على أحر من الجمر، ومن يقول أن استحالة وضع كاربخال في مقاعد البدلاء سيكره حكيمي على فترة إعارة جديدة، ومن يضعه في بايرن ميونيخ أسدا جديدا على الأرينا، ومن ينصبه أميرا جديدا على حديقة الامراء بباريس، ومن يراه مستمرا مع أسود الڤيستيڤالن، ومن يجزم بأنه سينضم للسيدة العجوز ومن سافر به إلى عاصمة الضباب ليلبس مع زميله زياش قميص البلوز.
كل هذا يحدث ولا ينبس أشرف حكيمي ببنت شفة، إنه يتعمد الجلوس خلف شاشة العرض ليتفرج على فيلم إفتراضي يلعب فيه من دون علمه دور البطولة.
"المنتخب" وكعادتها في كسر كل حواجز الصمت، نجحت في الوصول إلى قبل وعقل ووجدان أشرف حكيمي، وحاصرته بالعديد من أسئلة المرحلة، فكان هذا الحوار الحصري والإنفرادي والممتع مع نجم الشاشة الأول.    

المنتخب: أشرف، كيف يمر حجرك الصحي بسبب جائحة كورونا؟ وهل سيكون لذلك تأثير على طراوتك البدنية وحالتك النفسية عند استئناف المباريات؟
أشرف حكيمي: منذ أن دعينا للبقاء في بيوتنا كإجراء وقائي، وأنا ملتزم بالتعليمات، لا أغادر مقر إقامتي بدورتموند إلا للضرورة القصوى.
لا أعتقد أن الحجر الصحي سيؤثر كثيرا على طراوتي البدنية لأنني أقوم بتداريب شاقة يوميا في البيت وأتقيد بالبرامج الموضوعة لنا من طرف الفريق البدني. أما نفسيا فلا أظن أن لهذا الحجر تأثير كبير علي لأنني محاط بزوجتي وبإبني، فلا يمكنني أن أشتكي من أي شيء ولله الحمد.

المنتخب: تقترب من نهاية إعارتك لبروسيا دورتموند، كيف تقيم السنتين اللتين قضيتهما مع أسود الفيستيفال؟
أشرف حكيمي: صراحة، كانا موسمين رائعين وعلى قدر كبير من الأهمية بالنسبة لي، لا رياضيا ولا حتى شخصيا. الموسم الثاني لم ينته بعد حيث تفصلنا بضعة أشهر لإنهائه، أتمنى أن يكون ذلك بأفضل حال، وبعدها يمكنني أن أضع تقييما شاملا، وعلى ضوئه سأتخذ القرار الأنسب لمواصلة مشوار العطاء والتطور، فأنا ما زلت صغير السن وأمامي أشياء كثيرة يمكن أن أحققها على أرضية الملاعب.
في واقع الأمر أحسنت الإختيار بقبول عرض الإعارة المقدم لي من بروسيا دورتموند الألماني، لقد فضلته بتشاور مع وكيل أعمالي على عروض إعارة أخرى من أندية أكبر، إلا أن ما حققته حتى الآن مع دورتموند يجعلني أحمد الله على أنني أحسنت الإختيار، فهامش التطور هنا كان كبيرا. 

المنتخب: هذا مؤكد، فأنت بدورتموند حصلت على مساحة لعب أكبر، طورت كثيرا من إمكانياتك أصبحت تشغل بنجاح أكثر من مركز، هل أنت سعيد بهذا الأمر الذي تحقق مع المدرب لوسيان فافر؟
أشرف حكيمي: أنا سعيد جدا بما قدمه لي المدرب لوسيان فافر، لقد ساعدني كثيرا على التطور وعلى تحسين مستواي في العديد من الجوانب، كما أنه منحني الفرصة لإبراز مؤهلاتي في عدة مراكز ما حولني للاعب متعدد المهام، وهذا ما سيساعدني كثيرا في مشواري الكروي، لأن أغلب المدربين يحبذون هذه النوعية من اللاعبين، الذين يمكنهم شغل أكثر من مركز إن دفاعيا أو هجوميا، كما أن مساحة اللعب التي حصلت عليها حررتني من كثير من الضغوط وجعلتني أهذب أسلوب لعبي.
أنت تعرف أن البطولة الألمانية من بين أكبر البطولات الأوروبية، فهي تعتمد كثيرا على الجوانب التكتيكية وتعتمد أكثر على الحس الهجومي، وهو الأمر الذي ساعدني على تخليق لعبي وتفجير طاقاتي، بخاصة منها الهجومية. 

المنتخب: إذا فالإستفادة كانت كبيرة من موسميك مع أسود الفيستيفال؟
أشرف حكيمي: كما ذكرت سابقا، فقد اكتسبت تجربة كبيرة من خلال موسميّ الإعارة في دورتموند، حيث وصلت خلالهما لمبتغاي ولما يطمح إليه أي لاعب، ألا وهو أن ألعب أكبر عدد من المباريات والإستمتاع بالرياضة التي أعشقها، وكذا الإحساس بقيمتي كلاعب مهم بفريق كبير.

المنتخب: تنتهي إعارتك لدورتموند، وتعود الصيف المقبل لريال مدريد الذي ترتبط معه بعقد لغاية عام 2022، هل شدك الحنين للريال وللبرنابيو؟
أشرف حكيمي: صحيح أن مدة إعارتي لدورتموند تنتهي في شهر يونيو المقبل، وبقوة العقد الذي يربطني بريال مدريد لغاية سنة 2022، سيكون علي أن أعود لفريقي الأصلي ريال مدريد، لكن ما سيحدث بعدها، لا أنا ولا غيري يعرفه.

المنتخب: أنت تعرف أن موسميك بدورتموند جعلا منك لاعبا بارزا بل أحد أجود الأظهرة في العالم، ألا ينتابك القلق من أن تعود للريال ولا تكون أساسيا؟
أشرف حكيمي: صدقا لا أعلم بعد إن كان ريال مدريد يرحب بعودتي أم أنهم يفضلون أن أواصل المشوار خارج أسوار القلعة البيضاء لفترة زمنية أخرى، حتى أواصل اللعب وأواصل التطور وتحسين مستواي. إلا أنني وبكل صدق اشتقت لسانتياغو بيرنابيو، إنه بيتي الذي أشعر فيه بالمتعة ويمكنني أن أحقق فيه أكثر ذاتي.

المنتخب: هذا الشوق للبرنابيو، لا يمكن أن يكون على حساب مسارك الرياضي الآخذ في التصاعد، فأنت بحاجة لأن تلعب باستمرار؟
أشرف حكيمي: بلا أدنى شك، شوقي كبير لريال مدريد ولجماهير سانتياغو برنابيو، ولكن لا شيء يمكن أن يوقف طموحي في اللعب بانتظام، فلا مجال للحديث عن أنني في هذه السن سأفتقد يوما لمتعة اللعب.