يقف رفيق بنجلون الأستاذ المتخصص في الإعداد الذهني والنفسي والحاصل على تكوين علمي وأكاديمي بفرنسا، في هذه الزاوية على واحد من الجوانب المهمة التي يشتغل عليها المعد الذهني، إصابات اللاعبين، ويقدم من منطلق تجربته الدور الإستراتيجي للمعد الذهني في انتشال اللاعبين من هموم وهواجس ومآسي الإصابات البليغة.
"الإصابات لها عواقب وخيمة عندما لا يتم علاجها بشكل جيد، وتكون في بعض الأحيان مآسي بالنسبة للاعبين، وتحد من نجاحهم المحتمل، بل وقد تقضي على مساراتهم الرياضية، لذلك يبدو ضروريا مرافقة الرياضي الذي أصيب من قبل معد ذهني، بالإضافة إلى المراقبة الطبية والعلاج الطبيعي، فهذه المرافقة الذهنية لها أهمية قصوى لإعادة الرياضي للمستويات العالية.
ويمكن للمعد الذهني أن يوصي بعدة طرق، وهنا أقدم الخطوات التي يجب اتباعها للإدارة السليمة لفترة النقاهة.
هناك عدة خطوات ضرورية لضمان الإدارة السليمة للنقاهة، يتم اتباعها بالمقابلات والملف المحدد الذي يسجل مختلف العناصر الأساسية لنجاح إعادة التأهيل وإدارة النقاهة.
1- شرح الإصابة: يجب على الشخص أن يسترجع تاريخ إصابته مع التفكير في الفرضيات التفسيرية، يجب ان تكون هناك عودة لزمن الحادث.
2- إن وضع أهداف الشفاء، يجعل من الممكن إضفاء الطابع الرسمي على التزام الرياضي بالشفاء بشكل جيد وإعادته للتدريب تدريجيًا. يجب أن نشرح للرياضي المصاب بروطوكول الشفاء، أهدافه الإيجابية والدقيقة والواضحة على الأمدين القصير والمتوسط.
يجب أن ينظم نفسه ويلاحظ تطورات أدائه، وأفكاره الإيجابية، مع العلم أن التقدم ليس خطيًا. لذلك سوف يسلح نفسه بالتقنيات الذهنية لمواجهة فترات صعبة عادة ما تتأثر خلالها الروح المعنوية.
إن الأهداف المرتبطة بإعادة التأهيل، تجعل من الممكن تحديد مراحل العمل، كما أن تسجيل التقدم في دفتر التدريب يحفز على التقدم في البروتوكول الإستشفائي والعودة إلى النشاط في المستقبل.
3- إن الإبقاء على الرياضة في محيطه الخاص به يعني له أنه ما زال حاضرا في معظم الدورات التدريبية إما كمراقب أو مع برنامج معين، وهنا يجب تجنب الغياب الطويل للاعب المصاب. يجب أن تستمر الحياة داخل المجموعة. والدعم الإجتماعي هو جزء أساسي من التعافي الجيد. ويمكن للرياضي المصاب ان يحافظ على الروابط مع زملائخ من خلال التواجد المنتظم أو التدريجي في برامج القوية العضلية، وسيتم تنفيذ عمل المهارات التقنية المكيفة، كما يجب تجنب الإصابات النفسية مثل رفضه من المجموعة التي ينتمي إليها، والتخلي عنه من قبل زملائه، والتقليل من شأنه، والظلم المتصور أو الخبرة فيما يتعلق بوضعه الجديد.
4- استخدام تقنيات التصور يعزز الشفاء، ويحافظ على مستوى معين من المهارة والثقة بالنفس. ويتم اقتراح أربعة أشكال من الصور (غالبًا ما يتم تنفيذها من قبل الرياضي ولكن ليس بانتظام كافٍ أو بطريقة دقيقة)
- صور الشفاء حيث يرى الشخص ويشعر بأن إصابته تشفى.
- يعاين صور العلاج الطبيعي، حيث يشعر بآثار العلاج وهو يتعافى. ويمكن للرياضي أيضًا أن يتخيل المشاعر المحتملة أثناء عملية التعافي، وعدم الراحة والألم أثناء شفائه، وبالتالي يبقي على هدوئه.
- صور الاسترجاع، حيث يرى نفسه معالجا بالكامل من خلال عرض نفسه على الإنجازات الجديدة. وهنا نقترح لقطات من اللعب يتفوق فيها، مع خطاب داخلي إيجابي.
بالنسبة إلى الأشخاص الذين يواجهون صعوبات، فإن استخدام الفيديو وحفظ الألعاب يؤدي إلى تحسين الصور الذهنية
- صور عمليات إعادة التأهيل حيث يتخيل الرياضي ويشعر بالتقدم الحركي، وفعالية العلاج الطبيعي وهذا يشعره بالتعافي السريع.
5- تعلم الإسترخاء مع تقنيات التقليل من الإجهاد. ويتم تنفيذ هذه التقنيات خلال الجلسات وأثناء مراحل الراحة.
الأمر يتعلق بالاسترخاء عقليًا وجسديًا مع الحفاظ على موقف إيجابي وحماسي. ويتركز العمل الهام على تطور الإصابة بأكبر قدر ممكن من التفاصيل، بما في ذلك جميع الحواس.
ويبدو من المثير للإهتمام، أن يرى الرياضي المصاب نفسه وهو يلعب مستقبلا بجسده وهو في حالة بدنية مثالية. كلما تحسّن شكله وزاد تفاؤله، لكن على العكس، كلما انهارت المعنويات كلما تعقدت عملية