حذر الأخصائي في طب الأطفال، الدكتور مكين الوزاني التهامي، أن التوقف عن تلقيح الرضع خلال فترة الحجر الصحي الذي تفرضه جائحة (كوڤيد-19) قد تكون له عواقب وخيمة من حيث الإصابة بالأمراض والوفيات، معبرا عن خشيته من عودة ظهور أمراض خطيرة يقي منها التلقيح، وتفشي الأوبئة، ومخاطر الوفاة.

وأشار البروفيسور الوزاني، في مقال بعنوان "مواصلة تلقيح الرضع خلال جائحة كوڤيد-19: ضرورة ملحة"، إلى أنه منذ ظهور الجائحة لم يول أحد تقريبا اهتماما يذكر بخطر كبير محدق جراء إجراءات الحجر الصحي، ألا وهو التوقف عن تلقيح الرضع خلال هذه الفترة".

وكتب الوزاني أن الحجر وحالة الطوارئ الصحية قيدت حركة التنقل بشكل كبير، مضيفا أنه نتيجة لذلك انخفض نشاط عيادات الأطفال بشكل ملحوظ، خاصة على مستوى التلقيح، الأمر الذي لا يخلو من المخاطر على اعتبار أن أي توقف عن التلقيح، ولو لفترة قصيرة، يهدد بمعاودة ظهور، في غضون بضعة أشهر، أمراض خطيرة ورهيبة وأحيانا مميتة مثل السعال الديكي، والدفتيريا، والكزاز، وشلل الأطفال، والهيموفيلوس، والجرثومة المكورة الرئوية، والروتافيروس، والحصبة، وغيرها من الأمراض التي يقي منها التلقيح.

ADVERTISEMENTS

وسجل الأخصائي أنه "على الرغم من قيود الحجر الصحي، فإنه من الضروري مواصلة تلقيح الأطفال خلال هذا الوباء، ومن هنا تنبع جهودنا للتواصل مع الآباء وإخبارهم وتحسيسهم".

وفي هذا السياق، أوضح البروفيسور الوزاني أن أطباء الأطفال يتعبؤون لتنبيه السلطات الصحية إلى ضرورة استئناف تلقيح الرضع في أسرع وقت ممكن، ولإخبار وتحسيس الآباء بأهمية التلقيح واحترام جدول التلقيح، وطمأنتهم في نهاية المطاف على أن جميع ممارسات الأطفال أعيد تنظيمها لضمان التلقيح في ظروف سلامة جيدة.

من جهتها، دعت كل من الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، والجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم، و"أنفوفاك المغرب"، إلى إعادة تنظيم استشارات طب الأطفال لضمان استمرارية رعاية الأطفال، وخاصة عدم التوقف عن تلقيح الرضع، والإبقاء على الاستشارات التي تتضمن تلقيحات 2 و3 و4 و12 و18 شهرا، وتأخير استدعاء الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنتين للتلقيح.

وحسب منظمة الصحة العالمية، يضيف الوزاني، فإن التلقيح يتعين أن يظل مكونا أساسا في الخدمات الصحية من خلال الإبقاء على حصص التلقيح وتعزيز التدابير الوقائية المعتمدة خلال فترة الجائحة.

ADVERTISEMENTS

وبالفعل، فقد تم بفضل البرنامج الوطني للتلقيح لوزارة الصحة وجهود أطباء الأطفال بالقطاع الخاص، القضاء على عدد من الأمراض وتحقيق معدلات تغطية مريحة وواقية بالنسبة لبعض الأمراض من قبيل الحصبة التي تناهز نسبة التغطية ضدها 95 في المائة.

وخلص الوزاني إلى أن أطباء الأطفال معبؤون للتواصل وإخبار وتحسيس الآباء بأهمية الاستمرار في تلقيح المواليد ما دون سن الثانية خلال فترة (كوفيد-19)، داعيا الآباء إلى تحمل مسؤولياتهم واتباع التوصيات، واحترام مواصلة التلقيح، رغم الصعوبات الحالية، من أجل حماية أبنائهم وتفادي الإصابة بالأمراض التي من الممكن تفاديها.