إنه يعيد بناء القلعة واسترجاع الهوية المفقودة
الحكم آخر البطولة...

مرت فترة طويلة ونحن نقلب سؤال الوجع عن الإختفاء المستفز للجيش الملكي عن مقصورة المتنافسين على الألقاب، وربطنا ذلك بسياسة رياضية غير متطابقة، وبغياب ربان له جرأة على شق المواجع، وبدا وكأن الجيش عثر هذه المرة على الربان القادر على الخروج بالسفينة من المأزق.
عبد الرحيم طاليب، برغم أنه كان بصدد بناء ملمح جديد للجيش، إلا أنه تمكن من وضع العساكر في درج متقدم، برغم أن النتائج لا تستقر على حال.
ما حققه الجيش قبل حلول جائحة "كورونا" كان أفضل بكثير مما حققه في المواسم الأخيرة، وقد يكون هذا الموسم بداية للإنعتاق، أو لنقل بداية لاستعادة الجيش الملكي لذاكرته المفقودة.
هيئة تحرير "المنتخب" أنجزت محاكمة للعمل الذي قام به عبد الرحيم طاليب على رأس العارضة التقنية للجيش الملكي، وجاء الحكم كالتالي:

بدر الدين الإدريسي: نكهة جديدة
أرهقني طول البحث للمشهد العسكري عن عنوان، وهو يجتر المأساة بعد الأخرى ولا يجد قدرة على مغادرة المستنقع، إلا أنني ألمح هذا الموسم ما يشبه الإنقشاع لغيمة التواضع، فبمجيء عبد الرحيم طاليب لقلعة العساكر، أصبح للجيش الملكي شكل أول للشخصية بل إنه بدأ تدريجيا في استعادة الهوية المفقودة.
وبرغم أن المرحلة هي مرحلة بناء للمكون البشري والملح التكتيكي، إلا أن طاليب تقدم في هذا الورش خطوات كثيرة، ويمكن القول أن الجيش الملكي الذي نشاهده اليوم، فريق منظم يحتكم على أسلوب لعب وعلى تصريف جيد لممكناته البشرية، وهنا تحضر خبرة وبراعة طاليب الذي يملك كيمياء المدرب الذي يصنع التغيير.
صحيح، لا نستطيع تقديم حكم نهائي بنجاح طاليب في المهمة، لكن ما شاهدناه إلى اليوم يقول بأنه سيقدم لنا جيشا مختلفا.
المنتخب: 6.5

محمد فؤاد: رجل المبادئ الناجحة
من يوليوز الى اليوم، يبدو مسار عبد الرحيم طاليب مع الجيش ناجحا وفي أقوى حالاته الذهنية والنفسية والرقمية، إن لم نقل تجاوز عقد الأهداف المسطرة خلال هذا الموسم، بوصوله الى المركز الخامس من أصل عشرين مباراة فقط، وبرعيل جديد اختاره بنفسه بمعزل عن المشاكل التي واجهته، بعد مغادرة العديد من الأسماء لدرجة بدا لم يبق سوى 3 لاعبين مجربين، هم باعيو وبامعمر وعميمي، والاغلبية مشكلة من عناصر جديدة قادمة طبعا من الأمل. والظاهر أن طاليب كان دائما مولوعا بالقاعدة الشبابية لكونه يرسم خريطة طريق جديدة لإعادة الجيش لسكة الألقاب بغض النظر عن الضغط الذي يطاله من الجمهور العسكري المطالب بالأداء والنتيجة والتنقيط الجيد.
التنقيط : 7.5

محمد النابلسي: إنه الطبيب المداوي 
بالخبرة التي اكتسبها وبالتجربة التي راكمها، بعد مروره بالعارضة التقنية للعديد من الأندية الوطنية، استطاع عبد الرحيم طاليب، اكتشاف الداء الذي كان ينخر جسد الجيش الملكي، حيث تمكن بعد تقلده زمام الإشراف عليه من التوصل إلى مكمن الداء وعمل على استئصاله، بوضع خطة عمل، همت أولا اختيار لاعبين يناسبون منهجية عمله، ثانيا الإعتماد على تشكيل مغاير بعض الشيء عن التشكيلات السابقة التي اعتمدها مدربون سابقون ولم ينجحوا في تحقيق نتائج كالتي حققها طاليب، وثالثا منح الفرصة للاعبين شباب بعضهم ينتمي لمدرسة الفريق العسكري كرضا سليم، وانتداب لاعبين على المقاس منحوا الإضافة للتشكيلة والشاكلة على غرار الحارس باعيو، وعلى با معمر واعميمي والراحولي وفكري والمهاجم الإفريقي جوزيف ثاني هداف بالبطولة ب9 أهداف.
والنتائج التي حققها الجيش قبل توقف البطولة تؤكد العمل الجيد الذي قام به طاليب مع الفريق، فهو يحتل الرتبة الخامسة ب31 نقطة جمعها من 20 مباراة (9 انتصارات و4 تعادلات و7 هزائم). 
ومع استئناف البطولة نشاطها، فإن غاية الجيش وطاليب هي المنافسة على مركز مؤهل للمشاركة في كأس الكاف أو البطولة العربية. 
التنقيط: 7


محمد الجزولي: كسب نصف الرهان!
إن كان هناك مدرب في البطولة الاحترافية حاليا، يراهن على النجاح أكثر من أي وقت مضى فهو عبد الرحيم طاليب..
فالرهان مع الجيش بالنسبة لطاليب مبني على تحقيق حلمين اثنين، أولا فهو يرغب في تكرار التجربة الرائعة التي بصم عليها سابقا مع الدفاع الجديدي.. وثانيا للرد على المشككين الذين جزموا بالقطع، قبل انطلاق الموسم، بأنه لا يصلح لقيادة فريق في حجم الجيش الملكي، وبأنه بات "جوادا هرما" لا يمكن الرهان عليه في أي "سباق"!
ويكفي طاليب أنه ربح نصف الرهان حتى الآن والستار لم يسدل بعد على منافسات البطولة، أولا لأنه المدرب الثاني فقط الذي لم "يُطرد" ولم يُقل" ولم يتم الاستغناء عنه حتى الآن إلى جانب مدرب مولودية وجدة عبد الحق بن شيخة.. ثانيا لأن النتائج التي حققها حتى الدورة 20 تمهد له الطريق لبلوغ نسبة النجاح التي يأمل فيها.. ففريق الجيش حتى وإن غابت عنه الانتصارات خلال مبارياته الأخيرة (3 تعادلات وخسارة) فهو يمضي نحو بلوغ المركز الذي يضمن له على الأقل المشاركة في إحدى المسابقات القارية.. كما أن لاعبيه باتوا على دراية كافية بفلسفة الرجل في التعامل مع المباريات، وهو ما يضمنه عادة عنصر الاستقرار في حال واصل أي جهاز تقني تعامله مع أي فريق لأطول فترة زمنية ممكنة.
التنقيط: 7

محمد الجفال: تجربة ناجحة لإعادة التوهج 
عبد الرحيم طاليب اعتبره شخصيا من بين المدربين المغاربة المكونين والناجحين، بصم على مسار تدريبي ساهم خلاله في تكوين وإبراز العديد من المواهب. 
تعاقد إدارة نادي الجيش معه مردها الحمولة الفكرية لطاليب، لطالما أن الهدف هو تكوين فريق شاب تنافسي قادر على اعادة الزمن الجميل للعساكر، وبالفعل وبفضل استراتيجية متكاملة بين المدرب طاليب والإدراة ، تمكن الجيش الملكي وفي ظرف وجيز من بناء مجموعة شابة متجانسة نجحت في تحقيق نتائج لا بأس بها، وفي بعض الأحيان متميزة، بفضل الروح الجماعية والعمل الكبير الذي قام به الطاقم التقني حيث أصبح للفريق عمق في اللعب برغم غياب التجربة الكافية عن بعض اللاعبين الشباب.
صحيح أن الجيش حرم من نقاط غالية، إلا أن مرتبته الحالية على بعد 10 دورات من خط النهاية تؤهله لأن يحقق طموح جماهيره بالمنافسة على احدى المراتب المؤهلة لإحدى المشاركات الخارجية.
التنقيط: 6.5

منعم بلمقدم: الزعيم بقناعين مختلفين
نجح طاليب في  تجاوز أرقام سلبية لمدربين سبقوه للعارضة التقنية للعساكر خلال نفس المرحلة، وكان بالإمكان أفضل مما كان، لولا نتائج آخر 4 مباريات.
لم يكن سهلا ضم 19 لاعبا دفعة واحدة وتشكيل توليفة متناغمة، قادرة على تحقيق طموحات مسؤولي وأنصار النادي.
تحقق جزء من هذا وبقي جزء آخر مرتبط بوعد أطلقه المدرب بداية الموسم باحتلال مرتبة بين الأربعة الاوائل.
مع طاليب الجيش بهويتين، غير مقنع بميدانه ومتفوق خارجه والأرقام تلخص هذا التقييم. ومع ذلك هي نسخة للزعيم أفضل من كل النسخ السابقة في إنتظار بلوغ ما حققه عبد المالك العزيز باحتلال الصف الرابع أو تجاوزه. 
التنقيط: 6

جلول التويجر: أخرج الزعيم من عنق الزجاجة 
جميعنا يعرف الوضعية التي كان عليها الجيش الملكي في السنوات الأخيرة، إذ بات فريقا عاديا، بعد أن كان يصول ويجول وطنيا وإفريقيا، لكن عندما تقلد الإطار الوطني عبد الرحيم طاليب مسؤولية تدبير العارضة التقنية للفريق العسكري، كان يدرك جيدا بأن المسؤولية ستكون صعبة للغاية لوجود خلل تقني كبير.
طاليب أقدم على مغامرة كبيرة عندما قام بتغيير شامل للتركيبة البشرية مع بداية الموسم الكروي، للأسف ظلت النتائج تراوح مكانها، لكن فيما بعد إستأنس اللاعبون بطريقة وفلسفة طاليب ليعود الفريق تدريجيا للمنافسة، وفي إعتقادي طاليب نجح لحد الآن في مهمته بعد أن عاد من بعيد.
التنقيط: 7

عبد اللطيف أبجاو: مشروعه بحاجة للوقت
قام عبد الرحيم طاليب بثورة جذرية في التركيبة البشرية للجيش، بدليل أن لاعبا واحدا هو من واصل المشوار من فريق الموسم الماضي، ويتعلق الأمر بالمالي أبو بكر طونغارا، لذلك كان لا بد من بعض الوقت، من أجل تقوية لحمة المجموعة، خاصة وأن العديد من اللاعبين تنقصهم التجربة، ويستشرفون لأول قسم الأضواء.
لم يصل عبد الرحيم طاليب لما يتمناه من أداء تقني وتكتيكي، خاصة الصرامة الدفاعية، ما يؤكد أن مشروع طاليب ما زال بحاجة للوقت، ويتطلب الصبر وعدم استعجال النتائج، مثلما عودنا عليه في التجارب السابقة، ولو أن هناك إشارات بأن الفريق قادر على تقديم الأفضل، مع توالي المباريات.
التنقيط: 6.5

أمين المجدوبي: نتائج بين مد وجزر
أعتقد أنه من السابق لأوانه الحكم على العمل التقني لعبد الرحيم طاليب داخل الجيش الملكي، في أول موسم له مع فريق عاش كل أنواع العذاب بغيابه عن منصات التتويج خلال السنوات الأخيرة، وهو الذي يجر من خلفه تاريخا مثقلا بالألقاب.
نتائج الجيش كانت بين مد وجزر، وهذا أمر عادي لفريق غير جلده وضم العديد من الوجوه الجديدة في مختلف الخطوط، ما يتطلب المزيد من الصبر والوقت على الربان التقني ليبلور طريقة عمله، وإن كنا بدأنا نلمس الميلادات الأولى لهوية اللعب التي تتطابق مع ممكنات اللاعبين.
التنقيط: 6 

المهدي الحداد: بصمة وطموح وتحدي
دخل عبد الرحيم طاليب، الثكنة العسكرية متسلحا بالخبرات الطويلة في الملاعب الوطنية، والمعارف الدقيقة بمختلف الأوضاع التي تعيشها الأندية المحلية كبيرة كانت أو صغيرة، فلم يجد أدنى صعوبة لتشخيص داء العساكر ومرضهم قبل الشروع في إعداد دواء سريع لا يسكن الألم وإنما يزيله تماما.
وهكذا قصد طاليب مختبره لإعداد توليفة بشرية بمجموعة من اللاعبين المغمورين من المغرب وخارجه، مع تعزيز الثقة في بعض المخضرمين والقادة ممن يملكون التجارب الكبيرة، ليصنع مجموعة متجانسة وطموحة وساعية لإعادة الزعيم إلى عرشه.
ولأن التحدي صعب فإن الجيش لن يتبث في البداية على الطريق الصحيح، وإرتبك وتعذب قبل أن يأخذ تدريجيا المسار الصحيح، ويلتحق بكوكبة المقدمة متربصا بمرتبة تعيده إلى الساحة القارية أو العربية.
تنقيط: 6.5