بدأت إجراءات الحجر الصحى التي اعتمدتها معظم البلدان المتضررة من جائحة فيروس كورونا المستجد تؤتي ثمارها، خاصة في أوروبا حيث تم تسجيل تباطؤ تدريجي في وتيرة انتقال العدوى وفي عدد الوفيات.
ففي إسبانيا، البلد الأكثر تضررا بعد الولايات المتحدة (560 ألف و 433 حالة إصابة)، سجل عدد حالات الاختبارات الإيجابية تراجعا مع اكتشاف 3477 حالة جديدة فقط في يوم واحد، ليصبح المجموع 169 ألف و496 حالة، فيما عرفت الحصيلة اليومية للوفيات بدورها انخفاضا طفيفا مع تسجيل 517 حالة وفاة في الـ 24 ساعة الماضية (17 ألف و 489 حالة وفاة في المجموع).
بدورها، أعلنت إيطاليا التي تحتل المرتبة الثالثة لحد الآن من حيث عدد الإصابات بعد إسبانيا والولايات المتحدة، عن حصيلة تعد هي الأقل بعد أكثر من ثلاثة أسابيع، وذلك بتسجيل 4092 حالة إصابة جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
كما أعلنت ايطاليا عن انخفاض دال في عدد الوفيات، حيث بلغ 431 حالة وفاة في 24 ساعة الماضية (ما يقرب من 20 ألف قتيل في المجموع)، بينما ظل العدد اليومي للوفيات، منذ 19 مارس، يتجاوز بشكل منتظم 500 حالة وفاة يوميا.
من جانبها، سجلت فرنسا انخفاضا طفيفا في عدد حالات الإصابة (+2.937) وفي عدد المرضى الذين يوجدون بالعناية المركزة وذلك لليوم الرابع على التوالي، كما انخفض العدد اليومي للوفيات بالمستشفيات (310 حالة وفاة مقابل 345 حالة يوما من قبل حيث) ليبلغ المجموع 14393 حالة وفاة.
وأحصت ألمانيا، من جهتها، 1204 حالات إصابة جديدة و126 حالة وفاة إضافية اليوم الاثنين، ليصبح المجموع 126 ألف و656 حالة إصابة مؤكدة، و2799 حالة وفاة منذ بداية جائحة كوفيد- 19 ، وهو رقم منخفض نسبيا مقارنة بجيرانها في أوروبا.
أما الصين، حيث تم احتواء الوباء بشكل عام، فقد أعلنت اليوم الاثنين عن تسجيل 99 حالة إصابة جديدة، معظمها حالات وافدة لصينيين عائدين من الخارج، وهو مستوى لم يتم تسجيله منذ بداية مارس المنصرم. وفضلا عن ذلك، لم تسجل أي حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية في هذه الدولة الآسيوية ، حيث ظل العدد الإجمالي للوفيات عند 3339 منذ ظهور الفيروس.
وسجلت كوريا الجنوبية، بدورها، انخفاضا كبيرا مقارنة بيوم الذروة الذي تم فيه تسجيل 909 حالات جديدة في 29 فبراير المنصرم، إذ أعلنت أمس الأحد عن تسجيل 32 حالة إصابة بالفيروس ليصل المجموع إلى 10 آلاف و512 حالة إصابة.
وبلغ عدد المرضى الذين رفع عنهم الحجر الصحي بعد تماثلهم للشفاء التام 7368 حالة، بزيادة 125 حالة عن اليوم السابق.
وللحفاظ على هذا المنحى التنازلي، حذرت المنظمة العالمية للصحة من مخاطر وعواقب "رفع سريع للحجر الصحي" المفروض للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، معتبرة أن عملية التعجيل برفع القيود يمكن أن يؤدي إلى عودة الوباء بشكل قد يتسبب في الكثير من الوفيات.
وتعمل المنظمة العالمية للصحة مع البلدان المتضررة على استراتيجيات للتخفيف التدريجي والآمن من القيود التي تم فرضها للحد من انتشار الوباء . ومع ذلك، فإن رفع القيود بسرعة كبيرة قد يؤدي حسب المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحفي على الإنترنت من جنيف، إلى انتشار موجة ثانية من الوباء بشكل أكثر فتكا .
وبالنسبة للمدير العام للمنظمة العالمية للصحة، فإن العوامل المهمة التي تجب مراعاتها لرفع القيود تتعلق بشكل خاص بمراقبة سلاسل نقل العدوى، وتعبئة ما يكفي من المرافق والخدمات الطبية ، وتنفيذ التدابير الوقائية في مكان العمل والمدارس والأماكن الأخرى والتدبير الجيد لمخاطر الحالات الوافدة، بالإضافة إلى أن المجتمعات يجب أن تكون بدورها واعية تماما ومشاركة في هذا "التحول" .
وتسبب وباء كورونا المستجد في وفاة 114 ألف و 335 على الأقل في 210 دولة منذ ظهوره في دجنبر الماضي، فيما بلغ عدد المصابين به مليونا و857 ألف و 128 شخصا، تم شفاء 428 ألف و 336 منهم. ولا تزال الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا حيث سجلت ما لا يقل عن 22 ألف و20 حالة وفاة (+897 خلال الـ 24 ساعة الماضية) وأكثر من 560 ألف حالة إصابة مؤكدة.