مقاربة مغايرة للكوطة وثورة في سلالة الوافدين
الرجاء بأفضل رباعي وكنادو حقق كل المساعي
غاريدو صدم كازادي والإحتراف على كامبوس ينادي

من الهداف طرافا لغاية الغوليادور جيبور٬ أجانب عبروا من البطولة الإحترافية، فاختلف تقييمهم بين الجيد فالأجود ثم المتوسط وما دونه.. قامات رفيعة خلفت وراءها ذكريات يستطيبها الجمهور لغاية وقتنا الحالي٬ و أخرى عبرت عبورا خفيفا إلا أنها غنمت مالا كثيرا وتركت وراءها لحظات مؤلمة، لارتفاع فاتورة الزواج وتكلفة الطلاق لاحقا.
في الملف التالي ننبش في مقاربة الإرتباط مع الأجانب بالبطولة الإحترافية؟ 
ما قيمتهم المضافة في مشهدها؟ 
هل هم درجة ثالثة أم رابعة أم حتى صف خامس؟ 
ونعرج على الثورة المقبلة للجامعة في تعديل نظام الكوطة الذي أثبت فشله بفرض 10 مباريات دولية، جرى التحايل بأكثر من طريقة عليها.. وبين كل هذا وذاك نحمل القارئ الكريم لينعش ذاكرته بالعابرين من البطولة من خلف الضفة الأخرى باستحضار أسماء ذهبية نوسطالجية وأخرى سيئة الذكر.

أي أجانب نجلب؟
قبل سنوات كان يحق لكل فريق من فرق البطولة ضم لاعبين أجنبيين والثالث لا يسمح بدمجه ضمن التشكيل الأساسي إلا بخروج آخر٬ وكثيرة هي الفرق التي خسرت نقاطا باعتراضات نتيجة توظيفها 3 أجانب دفعة واحدة٬ لعل أشهرها واقعة الوداد التاريخية على عهد الزاكي بادو والخطأ التقني الذي أحدث أزمة داخل الفريق٬ لترتفع الأصوات مطالبة بزيادة عدد الأجانب داخل فرق البطولة ليصير العدد المسموح به 4 لاعبين داخل كل فريق، يسمح بتوظيفهم دفعة واحدة بالتشكيل الأساسي.
انتظرنا أمام إلحاح الفرق لتغني زادها البشري بالأجانب٬ أن يكون إقبالها قويا على محترفين من الصف الأول أو حتى الثاني خاصة من جنوب الصحراء٬ إلا أن ظن المتتبعين وحتى المشرع الذي هو الجامعة خاب بعد أن حشرت الأندية 4 لاعبين وأحيانا 5 أو 6 بضم آخرين لفئة الأمل، مراهنة على الكم وليس الكيف. والدليل أن البطولة تضم أكثر من 60 أجنبيا فما أكثرهم حين تعدهم، لكنهم على مستوى الجودة قليل كما قال الشاعر. أجانب أقل من فلافيو وأجاي وأزارو ومعلول بالأهلي وسطاننلي وبنشرقي وأوناجم بالزمالك، وباقي أرمادة الترجي.

ADVERTISEMENTS

جدل الكوطة
وأمام إغراق عدد من الوكلاء لبطولتنا بوافدين من جنوب الصحراء، كثير منهم قبل على نفسه الخضوع لفترة معايشة أو اختبار وبأسعار زهيدة٬ دون أن ينتج هذا التدفق تطورا على مستوى الأداء والمردود التقني٬ ستتحرك الجامعة لتفرض كوطة تلزم الأندية قبل ضم أي أجنبي أن تتحرى، توفره على رصيد 10 مباريات دولية رفقة منتخبات بلاده  "محلي أم أولمبي أو كبار"
إلا أنه بدا غريبا أن نفس الزخم من الحضور والتعاقدات تواصل رغم شرط الكوطة هذا٬ لتخلص الجامعة إلى أنها أمام أمر واقع يفرضه الفساد المستشري بجامعات الكرة الإفريقية والتزوير المباح هناك٬ إذ يسهل وبأشكال مبتكرة عجزنا عن رصدها هنا، ختم ورقة الخروج الدولية لكل هؤلاء بهذا الرصيد من المباريات مع الصعوبة والتعقيد الذي يفرضه التحري للتحقق من كل هذه المعطيات المعلوماتية.

مالانغو يحدث ثورة
هنا سيكون الكونغولي بين مالانغو سببا في إحداث ثورة سمحت لباقي الأجانب الذين ينشطون اليوم في البطولة باللعب رغم أن أكثر من 70 بالمائة منهم، وهذه حقيقة توصلنا إليها لا يتوفرون على شرط 10 مباريات.
بل منهم من لم يسبق لهم تمثيل منتخب بلاده ولو في مباراة واحدة. الموسم المقبل لن يشهد نفس التسيب بعد الحرج الذي وجدت فيه الجامعة بسبب مالانغو، وتلويح الوداد بالفيفا ضده احتجاجا على كوطته ومستندا لمراسلات الجامعة الكونغولية نفسها، بتوقيع رئيسها كونستان أوماوري الذي أكد أنه لا يتوفر على هذا الشرط.
في الموسم المقبل سيكون لزاما على كل لاعب أجنبي قادم أو وافد جديد، إثبات 10 مباريات بتوقيع رئيس جامعته، وسيسري هذا الشرط على لاعبين من الأربعة واللاعبين المتبقين شرط 5 مباريات مع منتخب الكبار.
كما سيتم تحديد شرط السن والذي ينبغي أن لا يصل 28 سنة، بحسب ذات المصادر تحسينا لجودة المتعاقد معهم.

رباعي الرجاء الأفضل
قد لا يكون الأمر كذلك داخل الرجاء خلال المواسم السابقة٬ بعدما استقبل الفريق نكرات بعضهم ما كان يتخيل في يوم من الأيام أن يكون فردا من النسور الخضر٬ ويكفي أن نستحضر أسماء كل من  ديندا 
ومبينغي الغابونيين ونياسي السينغالي وكوليبالي المالي وأساموا الغاني. لكن هذا الموسم، كان رباعي الرجاء هو الأفضل بين كل أجانب البطولة، استنادا للأرقام وللقيمة  المضافة. فالكونغوليان نغوما ومالانغو دوليان والورفلي وفابريس نغا بنفس الإنتماء، وجميعهم من ثوابت الفريق، ما يعني أنهم يمثلون حوالي 40 بالمائة من التشكيل الأساسي وسجلهم للموسم الحالي يدعم كفاءتهم وما قدموه.
سنهم الصغير أيضا وارتفاع قيمتهم التسويقية٬ إذ أن الرجاء توصل ب 500 مليون من فريق برتغالي مقابل بيع فابريس نغا فرفض العرض، وأكثر من مليار سنتم مقابل مالانغو، في حين الورفلي ونغوما يمثلان ادخارا من ذهب للفريق. لذلك هو رباعي مرجعي وما ينبغي أن يكون عليه الأمر في بطولتنا. 

ADVERTISEMENTS

الوداد في لخبطة
لم يتعود الوداد على هذا الوضع٬ إلا أنه في آخر المواسم دخل متاهة غريبة بسبب الأجانب. فالتاريخ يتحدث عن كون الوداد أكبر من كان يستفيد من أجانبه باستثمارات مربحة. ويكفي أن نذكر جون جاك غوصو غوصو وبوبلاي أندرسون وبكاري كوني وإيفونا وغيرهم.
إلا أنه في آخر 3 مواسم، عاش الوداد لخبطة كبيرة غريبة لعل سببها إناطة مسألة التعاقد لمن هو غير مختص بها٬ فأسماء من قبيل سيسي وسيسوكو وديارا وكينطانا وغوسطافو ثم مورشيد جوكو، مرت دون أن تترك بصمة، بل ربحت مالا بالمجان وغادرت.
هذا الموسم ولغاية توثيق هذا الملف، يبرز أيضا استمرار هذا التخبط٬ فالفريق ضم بداية الثنائي النيجيري بابا توندي وأوكيشوكو لغاية إصابتها ليتعاقد مع ماندرو وغاغبو وكازادي في الشتاء، إضافة للشيخ كومارا.
ورغم البداية الصاعقة لكازادي الذي أعاد بصيص الأمل لجماهير الوداد لانبعاث جيبور أو أيفونا جديد٬ بعدما كشر عن أنيابه بتسجيل 9 أهداف في مجموع ما لعبه من مباريات محليا وقاريا٬ إلا أن غاريدو لم يعشقه من أول نظرة وأدخله الثلاجة مطالبا بأجانب صف أول، في حال واصل مع الفرسان الحمر غير مقتنع بالمتوفر حاليا.

أي استثمار للبقية
نهضة بركان من الفرق التي عودتنا على ضم أجانب بكعب عال ٬نذكر المالي كوناطي المنتقل لنجم الساحل قبل موسمين وآلان طراوري وخاصة لابا كودجو هدافه الإفريقي وهداف البطولة مناصفة مع ياجور.
وقبل نهضة بركان، كان الدفاع الجديدي وما يزال ولو مع مؤاخذة هذا الموسم، كشف عنها سوء تقديره مع البلغاري بينيف الذي غادر سريعا والغيني كامارا المتوسط وطولينغي الكونغولي الذي غادر فارا وهاربا، لكنه من كارل ماكس التشادي الذي باع بأكثر من مليار  للأفريقي التونسي، لغاية الطانزاني مسوفا فالموريطاني أنداي، ما يزال ضمن خانة الفرق التي تجيد اصطياد الطيور الناذرة من جنوب القارة.
الجيش انفتح على الأجانب ويا ليته ما فعل، لأنه لم ينتج لنا تعاقدا عملاقا يليق بقيمة قميصه وتاريخه، وحده كنادو المهاجم من أوفى بالوعود هذا الموسم وعلى نهجه سار كامبوس مع الفتح والهداف القادم من النادي القنيطري هدافا للمظاليم.
وبالعودة لنهضة بركان فقد اشترى على السريع  الأوغندي باتريك كادو ثم باعه في نفس الفترة للإسماعيلي المصري. باقي الأندية مواردها المالية المتوسطة تقف حائلا بينها وبين ضم أجانب صف أول.