• والدتي وأسرتي معزولون في إسبانيا وعقلي مع اللاعبين
• لا أغادر البيت أبدا واتحاد طنجة هم آخر يشغل البال
بيدور بنعلي مدرب المغرب التطواني، من بين المدربين الذين يحملون أكثر منهم في الوقت الحالي، هم كورونا الفيروس العالمي، وهم فريقه الذي يعاني فيروس الهبوط للقسم الثاني، وهم الإبتعاد عن أفراد أسرته الذين عزلهم الحجر الصحي في إسبانيا فتعطلت الرحلات الجوية ليتسحيل لقاؤهم في هذا الظرف العصيب..
تابعوا يوميات بيدرو بنعلي مع هذه الجائحة.
ــ المنتخب: أين بلغ تأقلمك مع الوضع الجديد والذي لم تألفه كغيرك من البشر؟
بيدرو بنعلي: صدقت، إنه وضع غير مألوف بالمرة ودرس من دروس هذه الحياة التي نحاول قدر الإمكان أن نستفيد منها، لا أحد كان يتصور أنه سيأتي على البشرية في ألفيتها الثالثة المطبوعة بالتطور التكنولوجي لتقف عاجزة عن اكتشاف دواء يصد هذا الفيروس.
أنا جزء من الكل وواحد من الذين يسري عليهم القانون وهو ملازمة البيت ومحاولة التأقلم مع هذه الأوضاع قدر ما يمكن وهي النصيحة التي أتوجه بها للجميع «بقاو فديوركم».
ــ المنتخب: كيف تمضي يومياتك وأنت الذي لديك تعاقد غايته إنقاذه من خطر الهبوط؟
بيدرو بنعلي: بالفعل وبعدما كان هم إنقاذ اتحاد طنجة من خطر الهبوط، زادتنا كورونا هموما أخرى، منها ابتعاد اللاعبين عن التدريبات الجامعية مثل سائر الفرق والأندية.
أتواصل مع أي لاعب له استفسار أو إشكال أو سؤال وأعيد قراءة مشهد المباريات السابقة.
ــ المنتخب: ألا تشاطرني الرأي أن اتحاد طنجة من المستفيدين من التوقف القسري كي يراجع نفسه قليلا؟
بيدرو بنعلي: لو خيرونا بين استئناف اللعب في ظروف صحية مثالية وبين أن نعاني وضعا صعبا في الترتيب لاخترنا جميعنا ودون تردد الوضع الصحي السليم هذا لا شك فيه.
لكن بما أن التوقف فرضته القوة القاهرة فسنحاول قدر الإمكان الإستفادة من الوضع قدر ما نستطيع و نصلح ما يمكن إصلاحه.
ــ المنتخب: عشت ضغوطات قوية في الفترة السابقة، الآن وأن تعيد معالجة مباريات الفريق، هل من استفادة ؟
بيدرو بنعلي: مؤكد ذلك، لأن ما قلته صحيحا فقد خضنا اختبارات عسيرة جدا ومباريات متتالية وحارقة ولم يكن من مجال أمامنا لنتنفس، حاليا أخصص ساعات من اليوم لإعادة تفصيل كل مباراة بمنتهى الهدوء بالبيت وتحليل المعطيات بكثير من التروي، وقد خلصت لأشياء يمكنها أن تفيدنا إن شاء الله بعد استئناف التباري.
ــ المنتخب: هل من مراقبة مستقبلية للاعبين بعد العودة للتدريبات؟
ببدرو بنعلي: هذا أول إجراء سنقوم به، الأيام الأولى ستشبه فترة العودة من العطلة الصيفية سيكون كل لاعب أمام الميزان وأن يخضع لاختبارات بدنية دقيقة، نثق في لاعبينا وفي تقيدهم بالنظام التدريبي الموزع عليهم لكن لا مناص بعد استئناف التدريبات من مراقبة أخرى وفق ضوابط احترافية.
ــ المنتخب: وأنت في خضم هذا الروتين اليومي، هل تخضع لبعض التمارين؟
بيدرو بنعلي: مؤكد وبتواجد المهيء البدني للفريق وأحاول ولو لنصف ساعة تنشيط الدورة الدموية كل يوم، الجلوس في البيت وفي نفس المكان وتضاؤل نسبة الحركة أمور من شأنها التأثير على الجميع فما بالك بالرياضي ومن له ارتيباط وثيق بكرة القدم.
ــ المنتخب: هل تحمل من رسالة لأنصار اتحاد طنجة يمكن أن يتفاءلوا بها بعد استئناف البطولة إن شاء الله؟
بيدرو بنعلي: أوقول لهم ما قلته لك في وقت سابق، وهو أن الأمور الجدية كانت ستبدأ عندنا مع الدورة 20 في الثلث الثالث وقطعت وعدا على نفسي أن أنقذ الفريق من خطر الهبوط وقلت لهم مستحيل أن يهبط وهو معي.
حاليا أجدد نفس الوعود وبثقة أكبر شريطة أن نحى بالدعم الكافي والكبير منهم بعد عودتنا للعب وأن يحصروا على بث روح الثقة لدى اللاعبين لأن هذا ما ينقصهم بشكل كبير وهو ما لمسته فور وصولي لهذا الفريق.
ــ المنتخب: كيف هو التواصل مع الأسرة سيد بنعلي؟
بيدرو بنعلي: هذا وجع آخر يا صديقي، الوالدة إمرأة مسنة تتواجد في إسبانيا معزولة والولد بدوره يخضع للحجر هناك وفق ضوابط البلد الذي يقيمون فيه، أنا منشطر ومنقسم لنصفين: نصف يولي اهتمامه وهمه لشؤون النادي والسعي لإنقاذه وهم الأسرة والخوف عليهم والتوجس مما يمكن أن يحدث.
أتمنى صادقا أن تمر هذه المحنة على العالم بأسرع ما يمكن، أتمنى أن تزول هذه الغمامة التي لبدت السماء ويعود الجميع ليحيى الربيع بألوانه الزاهية لكن بعد أن يستفيدوا من كل الدروس التي تعايشوا معها حاليا.
