صنف أحد علماء الأوبئة الإيطاليين، المباراة التي جمعت نادي أطلنطا بيرغام ونادي فالنسيا الإسباني بملعب سان سيرو بميلان، برسم ذهاب ثمن نهائي عصبة الأبطال الأوروبية، على أنها "قنبلة بيولوجية"، وقال أنها كانت من مسببات الإنفجار القوي لحالات الإصابة بإيطاليا وارتفاعها لمستويات قياسية، إذ باتت إيطاليا تتصدر دول العالم من حيث عدد المصابين بفيروس "كورنا المستجد"، ومن حيث عدد الذين هلكوا بسبب انتشار العدوى.
- ملعب الفرح والموت
يجب العودة إلى يوم الأربعاء 19 فبراير 2020، حيث كان ملعب سان سيرو بميلان، قبلة لمباراة اعتبرتها ساكنة مدينة برغام عيدا لها، ففريقها موعود مع إنجاز تاريخي، العبور إلى الدور ربع النهائي لعصبة الأبطال.
فى تلك الأمسية وبملعب سان سيرو، تواجد ما لا يقل عن 40 الف متفرج، جلهم قدموا من برغام على متن القطارات والسيارات والطائرات إلى مدينة ميلان الإيطالية، عدا عن 2500 مناصر إسباني، انتقلوا أيضا إلى مدينة الموضة بإيطاليا لمؤازرة فريقهم فالنسيا.
في ذاك اليوم لم تكن إيطاليا قد سجلت سوى 3 حالات إصابة بوباء كورونا.
- "قنبلة بيولوجية" بميلان
ساعتان من الجنون، عاش خلالها 40 ألف شخص، الواحد إلى جانب الآخر، يتبادلون العناق والحديث والفرح عقب كل هدف يسجل في مرمى هذا الفريق أو ذاك، وطبعا لا أحد يعلم كم كان عدد المصابين بينهم، ممن لم تكن قد ظهرت عليهم الأعراض بعد، ولكن ما سيتأكد فيما بعد أن الحصيلة ستكون كارثية.
يوم 4 مارس 2020، بعد 15 يوما بالتمام والكامل على إجراء المباراة، وهي المدة التي تؤكد إما سلامة الأشخاص أو إصابتهم بالعدوى، ستسجل مدينة برغام 423 حالة مؤكدة بفيروس "كورونا المستجد"، فيما ستسجل مدينة ميلان في نفس اليوم 145 حالة، ولا خلاف على أن هؤلاء المصابين كانوا من المتواجدين بملعب سان سيرو في تلك الليلة التي لا نعرف إن كانت تاريخية أم مأساوية، أم من الذين اختلط بهم هؤلاء في المقاهي والحانات والقطارات.
طبعا الأمر لم يقف عند الإيطاليين، ولكن تعداه إلى الإسبان، فكثير من الذين رافقوا نادي فالنسيا لميلان، تبث تعرضهم للإصابة بالعدوى عند فحصهم لدي عودتهم إلى إيطاليا، الأكثر من ذلك، أن 35 بالمائة من بعثة فالنسيا تأكدت أصابته بفيروس كورونا المستجد.
- المباراة تقتل 500 شخصا
انتهت المباراة بفوز تاريخي لأطلنطا برغام برباعية لهدف، ولكن هيستيريا الفرح لا يمكن بالقطع أن تخفي الجوانب المأساوية في مباراة ستصنف من أكثر المباريات دموية في تاريخ كرة القدم.
"القنبلة البيولوجية" التي انفجرت في ذاك اليوم بملعب سان سيرو بميلان، أودت بحسب تقديرات أولية إلى وفاة ما لا يقل عن 500 شخص.