ستكون دورة أستراليا المفتوحة، أولى مسابقات الغراند سلام، على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل في نصف النهائي بين الصربي نوفاك ديوكوفيتش حامل اللقب وغريمه "المحظوظ" السويسري روجي فيدرر، فيما انتهت المغامرة التاريخية للتونسية أنس جابر وفشلت في التأهل الى دور الأربعة الذي بلغته البطلة المحلية آشلي بارتي المصنفة أولى عند السيدات.
وبعد أن أفلت فيدرر من الخروج على يد الأميركي تينيس ساندغرن وأنقذ سبع نقاط في طريقه لحسم المباراة 6-3، 2-6، 2-6، 7-6 (10-8) و6-3، والتأهل الى نصف نهائي المسابقة الأسترالية للمرة الـ15 في مسيرته الأسطورية التي توج خلالها بستة ألقاب في ملبورن وعشرين في الغراند سلام، يصطدم السويسري المخضرم في دور الأربعة بغريمه ديوكوفيتش الذي تخطى بدوره عقبة الكندي ميلوش راونيتش بالفوز عليه 6-4 و6-3 و7-6 (7-1)، محققا الفوز العاشر على الأخير من أصل 10 مواجهات بينهما.
وستكون مواجهة دور الأربعة الخمسين بين ديوكوفيتش وفيدرر منذ لقائهما الأول عام 2006 في دورة مونطي كارلو للماسترز، والسابعة عشرة في الغراند سلام، ويتفوق الصربي حتى الآن بـ26 فوزا مقابل 23 لمنافسه السويسري، بينها 10 في الغراند سلام مقابل 6 هزائم.
وبعد أن وجه تحية لـ"صديقي ومعلمي الذي احتكمت اليه كلما كنت بحاجة لاستشارة" نجم كرة السلة الأميركي كوبي براينت الذي فارق الحياة عن 41 عاما في حادث تحطم مروحية الأحد بصحبة ابنته جيانا (13) وسبعة أشخاص آخرين، تطرق ديوكوفيتش الى مواجهته المتجددة مع فيدرر.
وقال الصربي الذي ارتدى رقمي 24 و8 على صدره بعد المباراة ومن فوقهما الأحرف الأولى لاسم براينت "لدي احترام كبير لروجيه. المباريات التي خضتها أمام روجيه ورافا (نادال) جعلتني اللاعب الذي أنا عليه اليوم".
وعن الذي قام به فيدرر الثلاثاء بانقاذه سبع نقاط لحسم المباراة لصالح ساندغرن، قال ديوكوفيتش "ما قام به اليوم مذهلا، لقد اعتاد على هذا الأمر خلال مسيرته الرائعة"، مضيفا "ليفز الأفضل" في ما يخص المواجهة الخمسين بينهما.
ولم يفز السويسري البالغ من العمر 38 عاما على ديوكوفيتش في الغراند سلام منذ عام 2012 في نصف نهائي ويمبلدون، قبل أن يخسر بعدها في نهائي البطولة الإنكليزية عامي 2014 و2015، نهائي فلاشينغ ميدوز عام 2015، نصف نهائي أستراليا المفتوحة عام 2016، وأخيرا نهائي ويمبلدون العام الماضي حين حقق الصربي فوزه الخامس تواليا على فيدرر في كافة الدورات قبل أن يسترد الأخير اعتباره أواخر العام بالفوز في دور المجموعات لبطولة الماسترز الختامية.
واحتاج فيدرر المصنف ثالثا عالميا لثلاث ساعات و32 دقيقة للتفوق على ساندغرن في لقاء شهد تلقي السويسري إنذارا من الحكم لتلفظه بكلمة نابية، وطلبه وقتا طبيا مستقطعا قبل ان يحقق فوزه الثاني بعد المئة في ملبورن.
وقال فيدرر (38 عاما) الذي لعب خمس مجموعات للمرة الثانية في البطولة هذا العام بعد المواجهة امام الاسترالي جون ميلمان في الدور الثالث " أؤمن بالمعجزات... (قلت لنفسي) فلينهي المباراة...لكنه لم يفعل ذلك. كنت محظوظا جدا الليلة، اليوم -- لا أدري حتى كم هو الوقت الآن"، علما ان السويسري حقق 44 ضربة رابحة مقابل 73 للاميركي في اللقاء.
وتابع "لم أكن أستحق هذا الفوز ولكني هنا ... وبالطبع سعيد. شعرت بألم في الفخذ، اشتد عضل ساقي قليلا. لا أحب استدعاء الطبيب ولا أحب أن أظهر نقاط الضعف لدي"، وتابع ممازحا "يتحتم علي أن ألعب أفضل في نصف النهائي والا سيكون بإمكاني ممارسة التزلج".
وبعد أن حسم الشوط الاول لصالحه 6-3، وجد فيدرر نفسه متأخرا بمجموعتين بعد خسارته الثانية والثالثة بالنتيجة ذاتها 2-6.
وبعدما حافظ كل لاعب على ارساله في المجموعة الرابعة، أتيحت ثلاث فرص للاميركي لكسر ارسال فيدرر والفوز بالمباراة في الشوط العاشر عندما كان متقدما 5-4، الا انه فرط بها جميعها ليلجآن الى شوط كسر التعادل، حيث تقدم ايضا ساندغرن 6-3 وحصل بالتالي على ثلاث فرص اخرى لحسم اللقاء، الا أن فيدرر نجح في معادلة الارقام 6-6 قبل ان يحسم الشوط لصالحه 10-8، علما ان المصنف 100 عالميا أتحيت له فرصة رابعة ايضا عندما تقدم 7-6.
وبعد هذا الكسر، دخل فيدرر حامل لقب 20 بطولة كبرى (رقم قياسي) الى المجموعة الخامسة بزخم اكبر كاسرا ارسال منافسه في الشوط السادس ليحسم المجموعة 6-3.
وعند السيدات، ثأرت بارتي لخسارتها في الدور ذاته من البطولة العام الماضي امام التشيكية بترا كفيتوفا المصنفة ثامنة ووصيفة العام الماضي، بفوزها عليها 7-6 (8-6) و6-2.
وقالت بارتي، المتوجة بلقب رولان غاروس الفرنسية العام الماضي، بعد اللقاء "لقد كان أمرا مذهلا. كنت أدرك أنه علي أن أكون في أفضل مستوياتي أمام بترا والمجموعة الاولى كانت مصيرية".
وباتت بارتي أول أسترالية تبلغ نصف النهائي في ملبورن منذ ويندي تورنبال عام 1984، وسيكون الثقل كبيرا عليها لتكون أول أسترالية تتوج باللقب في أستراليا المفتوحة منذ كريس اونيل عام 1978.
هذا وانتهى مشوار جابر التي أصبحت أول عربية تبلغ الدور ربع النهائي في الغراند سلام، بخسارتها امام الاميركية صوفيا كينن 6-4 و6-4، لتبلغ الأخيرة الدور نصف النهائي لإحدى بطولات الغراند سلام للمرة الاولى في مسيرتها.
وعلى الرغم من خسارتها، كانت جابر، المصنفة 78 عالميا، سعيدة بالدعم الذي حظيت به "أتلقى رسائل خاصة من أشخاص يستيقظون عند الساعة الخامسة صباحا لمتابعة مباراتي. أنا فخورة جدا".
وتابعت ابنة الـ25 عاما "آمل أن يستمروا في متابعتي ومشاهدتي، ليس فقط في بطولات الغراند سلام ولكن في البطولات الاخرى ايضا. سيكون الامر رائعا وآمل أن أقدم مثالا جيدا".