بعدما كان أحد أسباب الهزائم في ريال مدريد، يبدو أن كورتوا يجعل رفاقه في الميرنغي كل يوم يعتمدون عليه أكثر، والدليل دوره الدفاعي والهجومي، في التعادل القاتل بالمستايا ومستواه المتقدم في الآونة الأخيرة.

لم يكن الموسم الأول للبلجيكي تيبو كورتوا سيئاً مع الفريق الملكي فقط، من حيث الألقاب الجماعية، بل كان عصيباً جداً من حيث الأخطاء والمسؤولية الفردية التي وجّهت له في الكثير من الخسارات.

وحتى وقت قريب من هذا الموسم، كانت جماهير ريال مدريد تتذكر تفاني حارسها السابق الكوستاريكي كيلور نافاس بكثير من الحسرة، حين تقارنه بأخطاء تيبو كورتوا، لكن يبدو أن البلجيكي في الآونة الأخيرة جعل رفاقه في الميرنغي فخورون بالاعتماد عليه.

ADVERTISEMENTS

ملامح كورتوا الباردة كانت تستفز الجماهير وتوحي بأن الرجل الذي لم يحقق مع ريال مدريد سوى لقب كأس أندية العالم 2018، غير مبالٍ بوضعيته القلقة بين خشبات المرمى في سانتياغو برنابيو.

وبالحديث رقمياً، تلقى كورتوا 48 هدفاً في 35 مباراة لعبها ضمن موسمه الأول بالقميص الملكي (جميع المسابقات)، وُزّعت على الشكل التالي؛ 36 هدفاً في الليغا، 8 في الأبطال، 2 كأس العالم للأندية، 2 كأس الملك، ولم يحافظ على نظافة شباكه إلا في 8 مباريات في الليغا و2 بالأبطال.

لكن هذا الموسم تبدو الصورة مغايرة تماماً، فقد حافظ الحارس البالغ من العمر 27 عاماً على نظافة شباكه 8 مباريات حتى الآن؛ 6 في الليغا و2 في الأبطال. ما يدل أن الدولي البلجيكي بدأ بالفعل بالتحول ليصبح أحد أساسات المدرب زين الدين زيدان لحصد الألقاب نهاية الموسم.

وأمس كان لكورتوا دور كبير في تحاشي خسارة ريال مدريد قبل الكلاسيكو، ليس فقط للرأسية المميزة التي مهدت لهدف التعادل القاتل في مرمى فالنسيا، بل بالتصديات الـ5 التي قام بها في المباراة، لعل أبرزها في الدقيقة 45+1 عندما خرج بكل شجاعة لإبعاد الكرة من أمام فيرين توريس. ثم التصدي بالقدم في الدقيقة 90+3 لكرة البديل مانو باليخو.

ADVERTISEMENTS

وبدأ كورتوا بالاستفادة من جميع نقاط القوة لديه ليس فقط على مستوى الأيدي والأرجل بل في الرأس، فارتقاؤه أمس لركنية طوني كروس كان بداية مشاركته في الهجوم وقد قال عن ذلك: "لقد استفدت من ارتفاعي لأقابل الركينة، فأنا بطول مترين وأُصيب الخصوم بالتوتر إذا ارتقيت للركنيات وقد كنت أعرف أن كروس سيرسل الكرة إلى الزاوية القريبة".

أمام كورتوا تحدٍ من نوع خاص يوم الأربعاء في كامب نو، فإذا أراد أن يعود بطلاً إلى مدريد فعليه أن يظهر معدنه الخاص في وجه ميسي وسواريز وغريزمان... في الكلاسيكو.