سيكون ريال مدريد حامل الرقم القياسي في عدد ألقاب مسابقة دوري أبطال أوروبا (13 مرة)، الفريق الذي يريد الجميع تفاديه في قرعة الدور ثمن النهائي اليوم في مدينة نيون السويسرية. فالنادي الملكي الذي أحرز اللقب للمرة الأخيرة عام 2018 في تتويج ثالث توالياً، هو أبرز الأسماء في المستوى الثاني من القرعة التي تقام في مقر الاتحاد القاري (ويفا)، بعدما حلّ ثانياً في ترتيب المجموعة الأولى خلف باريس سان جيرمان.
ووزعت الفرق الـ16 التي تأهلت إلى ثمن نهائي المسابقة القارية، على مستويين، يضم الأول تلك التي احتلت المركز الأول في كل من المجموعات الثماني للدور الأول، والمستوى الثاني تلك التي حلت ثانية. وسيكون ريال مدريد أمام احتمال مواجهة فرق مثل ليفربول حامل اللقب، أو جوفنتوس، أو مانشستر سيتي. لكن الأكيد أن الريال لن يكون في مواجهة غريمه الأزلي برشلونة أو مواطنه فالنسيا نظراً لأن قوانين القرعة تحول مواجهة في هذا الدور بين فريقين من الاتحاد الوطني ذاته، أو باريس سان جيرمان نظراً لأن القوانين تمنع أيضاً المواجهة في ثمن النهائي بين فريقين تقابلا في دور المجموعات.
من جهته، يجد ريال مدريد نفسه في موقف لا يُحسد عليه، فالخيار "الأمثل" بالنسبة إليه على الورق في المستوى الأول هو لايبزيغ الذي يبلغ هذا الدور القاري للمرة الأولى، لكنه من المنافسين على لقب "البوندزليغا" حتى الآن هذا الموسم. ولا يخلو المستوى الثاني من أسماء أخرى قادرة على جعل مسار أندية المستوى الأول في ثمن النهائي مهمة شاقة، ومنها بوروسيا دورتموند وصيف الدوري الألماني في الموسم الماضي، وطوطنهام الذي حلّ وصيفاً لمواطنه ليفربول في نسخة 2018-2019، ويخوض المنافسات حالياً بقيادة مدرب جديد محنك أوروبياً هو البرتغالي جوزي مورينيو. أما تشيلسي المتوّج بلقب عام 2012، فيأمل في ألا يتعثر في ثمن النهائي، لا سيما أن الفريق اللندني بإشراف مدربه ونجمه السابق فرانك لامبارد، سيكون متاحاً له خلال فترة الانتقالات الشتوية (يناير المقبل) تعزيز صفوفه بلاعبين جدد، بعد رفع عقوبة منع التعاقدات عنه. ويأمل باريس سان جيرمان الذي تصدّر المجموعة الأولى في دور المجموعات، في أن يكون أداؤه هذا العام أفضل من التجارب السابقة، ويتمكن من تخطي عتبة الدور ثمن النهائي بعد فشله في ذلك منذ 2016. ولا يزال يعاني من طعم الإقصاء من ثمن النهائي في المواسم الثلاثة الماضية، ب«ريمونتادا» قاتلة من برشلونة في 2017، ودرس كروي من ريال مدريد في العام التالي، وعودة لافتة أخرى من مانشستر يونايتد في 2019.
ومن منظار أندية المستوى الأول، سيكون أطالانطا الخيار الأسهل على الورق، إذ أنه يبلغ هذه المرحلة للمرة الأولى في تاريخه، ويعدّ أضعف الفرق تصنيفاً في ثمن النهائي (56 في ترتيب الاتحاد القاري)، ويتوقع أن يخوض المنافسات من دون أي ضغط يُذكر، على عكس مواطنه نابولي بقيادة مدربه الجديد غاتوزو المعين حديثاً بدلاً من كارلو أنشيلوتي الذي أقيل بعيد ضمان الفريق تأهله إلى ثمن النهائي في وقت سابق هذا الأسبوع.