لا يجد حرجا في أن يقول أن الموسم الحالي هو موسمه، وأنه يستشعر أهمية الرهان وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد مغادرة محمد أوناجم صوب الزمالك المصري..
بديع أووك السهم الناري القادم من الحسنية في ثوب الخجل، بدأ يتلمس له طريقا داخل فريق بضغط قوي وبحضور جماهيري طاغي و في رمشة عين تحول لواحد من المدللين وواحد من النجوم المحبوبة داخل الفريق. 
نترككم في هذا الحوار، تكتشفون بديع أووك الخلوق والدينامي ..

ــ المنتخب: ننطلق من حدث يهم نادي الوداد قبل أن نعرج على أشياء أخرى التي ترتبط بمسارك، كيف تقيم رحلة نواذيبو أولا؟
بديع أووك: بداية أشركم كثيرا على هذه الإستضافة والتي تواكبون من خلالها اللاعب المحلي وتسهمون في تحفيزه ليتحسن ويقدم أفضل ما لديه.
بطبيعة الحال لا يمكن إلا أن أكون مسرورا وسعيدا لنتيجة الذهاب أمام نادي نواذيبو والذي على عكس ما اعتقده البعض، لم يكن منافسا سهلا ولا في المتناول وتطلب منا هزمه بذل مجهد كبير. كنا بحاجة لانطلاقة موفقة من هذا النوع في الظرفية الحالية وبعد كل الذي أثير بعد أحداث رادس.

ــ المنتخب: هل تقصد مباراة الترجي وما أعقبها من تداعيات؟
بديع أووك: أكيد، لأن هذه المباراة سرقت منا غصبا في الرباط ورادس، فقد كنا الأجدر والأحق بالتتويج لما قدمناه على امتداد المباراتين، لغاية اللحظة الأخيرة وفي مصادفة غريبة أن الحكم الذي أصدرته لجنة الإستئناف تزامن مع مباراة نواذيبو، كنا نؤمن أن "الكاف" ستصحح خطأها وتعيد لنا حقنا الضائع إلا أنه للأسف لم تفعل ذلك.
هذه صفحة طويت والعوض وجدناه في دعم جماهيرنا وإخلاصهم لنا وفي تعاطف فئات حتى من خارج المغرب مع قضية الوداد الذي عرى عن ظلم كبير وغش لا يليق بلعبة كرة القدم.

ــ المنتخب: بما أنك استعرضت ما حدث، هل سيكون هذا عامل إيجابي لتقدموا الأفضل، أم أنكم تستشعرون أنه نال من معنوياتكم؟
بديع أووك: على العكس من ذلك تماما، إيماننا كان كبيرا وسيظل كذلك أننا تعرضنا للظلم ويقيننا أكبر أن الوداد كان أفضل من الترجي وضاعت من حقوق وأهداف كان يستحقها.
من عليه أن يخجل هو الترجي للأساليب التي لجأ إليها وللمساعدة التحكيمية التي حظي بها وليس نحن، بالنسبة لنا نشعر بالفخر ونشعر أننا قدمنا المباراة التي تليق بسمعة وقيمة الوداد وتاريخه الكبير وما حدث أيضا سينير لنا الطريق لنواصل التعريف بعلامة كروية كبيرة إسمها الوداد حان الوقت ليبسط سيطرته إفريقيا ويتواجد على الدوام في المواعيد النهائية.

ــ المنتخب: قبل أن نطوي هذه الصفحة، ألم يساوركم الندم مثلا على عدم إكمال مباراة الترجي؟
بديع أووك: إطلاقا لا لأننا رغبنا في إكمالها ولم نعلن انسحابنا كما يتم الترويج له، مطالبنا كانت واضحة وبالإجماع بين الرئيس والمدرب البنزرتي واللاعبين وهي احتساب هدف الكرتي أو على الأقل العودة للڤار للتقين منه.
غير معقول أن نلعب في الرباط بالفار الذي حرمنا من هدف وضربة جزاء وحين احتجنا للڤار لينصفنا في تونس لم نجده، بل عمدوا لتخريبه، لا يوجد ندم من عليهم الندم هم من تصرفوا بالغدر والغش وأن يخجلوا مما فعلوا.

ــ المنتخب: الآن وبعد ثنائية نواذيبو يبدو أن الوداد في طريقه للمجموعات التي استأنس بها في النسخ الأخيرة؟
بديع أووك: ممكن أن يكون ما تقوله صحيحا وهو انطباعنا كلاعبين وجماهير لأن هذا هو الوضع العادي والطبيعي، لكن كرة القدم محمولة على المفاجآت غير المتوقعة ولا شيء يحسم ما لم يعلن الحكم نهاية المباراة.
أمامنا مباراة إياب ينبغي أن نجاريها بالحكمة اللازمة وأن لا نتهور فيها ورحلة نواذيبو كانت لفتح الشهية من جديد في هذه المسابقة الرائعة بعد عسر الهضة الذي تسبب فيه لنا ما حدث في رادس.

ــ المنتخب: تواجد الوداد للموسم الخامس تواليا في دور المجموعات والتي يتصدرها باستمرار يجعل منه في رأي النقاد فارسا كبيرا لعصبة الأبطال ومرشحا فوق العادة  للتتويج، لا تخشون من ثقل الضغوط وهذه الترشيحات؟
بديع أووك: على العكس من ذلك تماما لأن هذا فيه تشريف للفريق ورفع من شأنه وقيمته، الوداد أصبح مستأنسا بهذه الأجواء وعارفا بالتضاريس وزار تقريبا كل البلدان الإفريقية وهذا يكسب اللاعبين خبرة معتبرة.
لا يوجد ما يثير القلق لأننا أصلا نحن كلاعبين مؤمنون أن كل الفرق المتبقية والتي تشارك في المسابقة ستتبرص بالوداد كونه بطل ووصيف وسوبر إفريفيا وحاضر بقوة في آخر النسخ وهذا يزيدنا كما أسلفت لك إصرارا وعزما على التألق البصم على حضور قوي مرة أخرى.

ــ المنتخب: بين النضج والثقة، أيهما أكثر شيء كسبته وترى أنه يسهل عليك الإندماج هذه المرة مع المنتخب المحلي؟
بديع أووك: كلا الوصفين والميزتين، النضج نكسبه بكرور السنوات والكبر في السن. حيث تتغير نظرتنا للعديد من الأمور والثقة تكتسب مع توالي المباريات ومع السفر الإفريقي والعربي ومواجهة مدارس مختلفة سواء مع الوداد الذي ينافس على أعلى مستوى أو مع المنتخب المحلي، لذا كلاهما حاضران وأنا استفدت منهما بل يمكن القول أني أراهن على أن أجعل من الموسم الحالي موسمي ولن أقدم تنازلات لربح رسميتي في كل سياق سأتواجد فيه.

ــ المنتخب: هل أخذك لمكانك رسميا بالتدريج داخل الوداد واطلاعك بأدوار رئيسية بعد ذهاب أوناجم هو من ساهم في هذه الإستفادة؟
بديع أووك: أنا لم أنتظر ذهاب أوناجم أو أي زميل آخر كي أنافس على مكان قار لي، لأني كما قلت لك ثقتي كبيرة في النفس وهي التي تغذي بداخلي أمل المنافسة و التطلع دائما للأفضل.
أوناجم صديق لكن كما قلت لك سواء بقي أم احترف، فقد جعلت من الموسم الحابي محطة هامة ونقطة تحول كبيرة في مساري سواء داخل الوداد أو الدولي مع المنتخبات الوطنية.

ــ المنتخب: ورغم كل هذا لا ينبغي إنكار أن إصابة أوناجم مكنتك من استغلال الفرصة على نحو جيد مع البنزرتي واليوم مع زوران تبدو بفرص أكبر من  هذه، ما الذي جاء به زوران للوداد وأفادك؟
بديع أووك: هو مدرب جيد وله بصمته وفلسلفته  في اللعب، لقد قدم من تجارب إفريقية مهمة وهذا شيء مفيد لنا كلاعبين وكمجموعة، لمسنا أنه يملك ثقافة واسعة عن الأندية الإفريقية من خلال تجربة أنغولا وسنستفيد منها حتما.
بالنسبة لي أشعر بالإرتياح مع أي دور أو مهمة ينيطها بي السيد زوران، وأنا واثق من نجاحه ومن أنه فعلا رجل المرحلة مع الفريق».

ــ المنتخب: ألا تشعر أن جمهور الوداد وبالحب الذي خصصه لك وتعاطفه السريع معك ساعدك بدوره لتصبح رقما هاما داخل الفريق؟
بديع أووك: لا يمكن أن أنكر هذا وأنا مدين للجمهور الودادي الرائع بما أنا علي اليوم، لم أشعر للحظة وأنا أترك أكادير لأحل بالدار البيضاء أني غريب عن المدينة.
منذ أول يوم لي تفاعلوا معي واحتضننوني وهم في الخاطر، وأنا من جديد عبركم أتوجه بالتحية للجماهير الودادية عبر العالم وأعدهم بالأفضل.

ــ المنتخب: تلعبون على 4 جبهات وكلها ذات أهمية بالغة، أي هدف يتقدم بقية الأهداف بالنسبة للوداد؟
بديع أووك: يستحيل تقديم رهان على الآخر نحن فريق ألقاب وبطولات، وبطبيعة الحال كل جبهة ننافس عليها تمثل لنا غاية والتتويج بها يتصدر أهدافنا.
سندافع على درع البطولة ويهمنا أن نكسر سوء الحظ مع كأس العرش الذي لم نتوج به منذ فترة طويلة وكذا عصبتي الأبطال إفريقيا وعربيا، بل يمكنني القول أن الوداد يتغذى بهذه الضغوطات التي تقوي الحافز لديه.

ــ المنتخب: تواكب بلا شك فريقك السابق الحسنية، بدوره يبصم على مسار مميز ما تعليقك؟
بديع أووك: الحسنية فريق العشق الأول وأنا مدين له بالكثير، لدي تقدير واحترام كبير لحماهير الحسنية في كل مكان وكل مرة يتحصلون على نتائج إيجابية إلا وتغمرني السعادة لأنني لا أنكر خير وإحسان من كان له فضل علي.

ــ المنتخب: ما الذي تود تمريره في ختام هذا الحوار؟
بديع أووك: أتمنى صادقا أن يحالفني الحظ في تحصيل الأهداف، وأن يبصم الوداد على موسم مميز يستعيد فيه عصبة الأبطال ويواصل سيطرته على درع البطولة لننطلق في رحلة البحث عن نجمة وتحياتي لكل من يتعاطف مع بديع أووك عبر منبركم.