لا خلاف على أن أياكس أمستردام، وهو يخلق الحدث الموسم الماضي بوصوله للدور نصف النهائي لعصبة الأبطال الأوروبية، وإقصائه للكبير ريال مدريد الإسباني حامل اللقب، وبتتويجه بطلا لهولندا أمام الغريم بي إس في إيندهوڤن، إنما وقع على كل تلك الإنجازات بجماعية أدائه وتناغم خطوطه، وكأني به يعزف سيموفونية رائعة، ولكن هل من يجادل في أن من كان المايسترو والمبدع والفنان وسط تلك الجوقة، هو المغربي حكيم زياش؟
فلماذا يا ترى يرحل النجوم، الواحد بعد الآخر ويبقى زياش مرابطا في القلعة؟
لماذا تهافت كبار أوروبا على دي يونغ، دي ليخت وفان دي بيك، ولا يلتفتون لزياش؟
لماذا هو ممنوع من الرحيل؟
لئن كان هناك لاعب صنع التميز والإستثناء داخل هذه الجوقة الرائعة، فهو بالتأكيد حكيم زياش، فهو الهداف وهو ملك التمريرات الحاسمة وهو أكثر لاعب صانع للفرص في البطولة الهولندية مبتعدا بكثير عمن سواه، ولا أدل على ذلك أن قيمته السوقية تضاعفت مع نهاية الموسم الكروي، وجراء ذلك تهافتت أندية من أجل استقطابه.
جاءته أولى العروض من نادي اشبيلية الإسباني، إلا أن زياش تولى بنفسه الرد على هذا العرض عندما قال "إذا كان لابد أن أرحل عن أجاكس فلألعب لفريق أكبر منه".
والجواب يختزل كل شيء.
ومع أن أياكس سمح لنجميه دي يونغ ودي ليخت للتحليق صوب برشلونة واليوفي، إلا أنه لم يبد أي حماس للتفريط في زياش، فلماذا يا ترى؟
هل خانته ال"كان" بمصر؟
بدا واضحا أن كأس إفريقيا للأمم بمصر، ستزيد في رفع أسهم الفنان زياش، فقد كانت الأنظار مصوبة إليه مع كل من المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والجزائري رياض محرز،
لذلك لم يعر زياش اهتماما لعرض اشبيلية الإسباني.
للأسف لم تأت كأس إفريقيا للأمم بما كان يشتهيه زياش ولا أياكس أمستردام، فقد كان أول حضور لحكيم بالمونديال الإفريقي باهثا بل سيئا، حتى أن المراصد التي تثمن اللاعبين في بورصة القيم، قالت بأن القيمة السوقية لزياش تراجعت وقد بلغت قبل الخروج من نصف نهائي عصبة الأبطال ل60 مليون أورو، وأن السباق على ضمه قد خفت بشكل كبير.
وهو ما كان بالفعل، ذلك أن زياش لم يتلق أي عرض حقيقي، إلا ما كان من العرض المقدم من بايرن ميونيخ الإلماني والذي كان يرى في زياش المايسترو الذي يبحث عنه، قبل أن يتراجع عن ذلك، ليجلب لصفوفه البرازيلي كوتينهو من برشلونة على سبيل الإعارة.
أياكس يغريه بعام إضافي
وتتضارب التقارير، بين ما يقول بأن زياش تأثرت أسهمه كثيرا بكأسه الإفريقية السيئة مع أسود الأطلس، وما يقول بأن زياش وقع تحت ضغط كبير من أجل البقاء مع أجاكس، لأنه لن يكون ممكنا التخلي دفعة واحدة عن ثلاثة من أهم أعمدة الفريق، بل إن مدرب أجاكس، يرى أن زياش أهم بكثير من كل هؤلاء، دليل ذلك أن إدارة أياكس سارعت على الفور لإقناع زياش بالبقاء على الأقل لموسم واحد، وحتى تعبر له عن امتنانها، عملت على تمديد عقده لسنة إضافية لينتهي سنة 2021، طبعا ومع التمديد هناك امتيازات مالية سيحصل عليها زياش.
موسم كل التحديات
لا ندري إن كان زياش قد فعل حسنا بالبقاء مع أياكس واستبعاد كل العروض التي تلقاها، وأهمها على الإطلاق عرض بايرن ميونيخ الألماني، ولا ندري إن كانت جنسية زياش المغربية هي ما تجعله يأتي في مرتبة ثانية وثالثة بعد حاملي الجنسية الهولندية ومن يلعبون للطواحين من أمثال دي ليخت ودي يونغ وفان دي بيك، برغم أن الرجل المؤثر بامتياز في منظومة لعب أياكس هو حكيم زياش.
إلا أن زياش حدد بدقة التحديات التي تنتظره هذا الموسم مع أياكس، فإما أن يواصل التألق حتى في غياب من كانوا الموسم الماضي، إلى جانبه نجوما تشع وتضيء ملاعب أوروبا، ويتمكن من اقتناص عرض أقوى من كبار الأندية الأوروبية، وإما أن يحكم على نفسه بأن يكون أياكس هو منتهى الحلم.