في أقل من 30 دقيقة، عمر اللقاء الصحفي السريع الذي أعقب توقيعه بمعية فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على عقد يجعل منه ناخبا وطنيا جديدا للأربع سنوات القادمة، وجه البوسني وحيد خاليلودزيتش 10 رسائل للإعلام الرياضي ومن خلاله للمغاربة..
10 رسائل تحدد بدقة سمات شخصية وحيد التي يمتزج فيها ما هو شرقي براغماتي وتشددي، مع ما هو غربي مؤسس على الإحترافية والدقة، وترسم الأبعاد الرياضية لحضوره الثاني بالمغرب، مدربا لأسود الأطلس بعد 21 سنة من قيادته لنسور الرجاء الخضر..
1- دعونا نتكلم عن كرة القدم
بعد أن أعيته الأسئلة التي تستفسر عن راتبه الشهري الذي جرى الحديث عنه في الكواليس وخلال جولات المفاوضات الماراطونية، والذي قيل عنه أنه فلكي وسيجعل منه أغلى مدرب في القارة الإفريقية، قال وحيد للصحفيين:
«الآن عرفتم كم سأتقاضى وأنا أقول لكم صادقا، أن ما سأقتاضاه كراتب، كان من الممكن أن أحصل على ضعفيه في مكان آخر، ولكنني تحمست للمشروع الرياضي هنا بالمغرب.
أرجو وقد حصلتم على الجواب، أن نتحدث مستقبلا عن كرة القدم ولا شيء غير كرة القدم، نحن نعشق ونتفس هواء كرة القدم، وهذا ما يجب أن يتسيد النقاش».
أكره «الفاك نيوز»
قدم وحيد خاليلودزيتش المدرب والناخب الوطني الجديد الكثير من مفاتيح شخصيته، عند حديثه للصحفيين مساء يوم الخميس عند تقديمه رسميا لوسائل الإعلام، وقال متحدثا عن إنتظاراته من 2-
2- وسائل الإعلام:
«الأشياء المفيدة هي التي تتأسس على الصدق، وأنا لن أنصب جدارات حاجبة بيني وبين الصحفيين، لأنني أكره الإشاعات والكذب و«الفاك نيوز»، فكثيرا ما يجنح البعض إلى الحديث عن أمور تافهة ولا تفيد الناس في شيء، بل هناك من يسعى فقط لتصيد الأخطاء وهذه الأمور عشتها على مدار السنوات الطويلة التي قضيتها في الملاعب لاعبا ومدربا.
أريد من علاقتي بالإعلام أن تتصف بالصدق والإحترافية، فالوصول بالمنتخب المغربي إلى القمة لن يكون عملا فرديا بل هو بالأساس عمل جماعي».
3- رئيسكم طماع وجشع
هذا هو الوصف الذي قدمه وحيد خاليلودزيتش لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، تعقيبا على المداخلة التي قدم بها لقجع الناخب الوطني الجديد والتي حدد فيها الهداف والرهانات التي يتأسس عليها العقد، وقال وحيد:
«رئيسكم ورئيسي طماع وجشع، إنه يرفع سقف الطموحات لنقطة عالية، في النهاية أنا عاشق للتحديات ومساحات الطموح عندي لا حدود لها، وهذا شيء إيجابي، إنما يجب أن نكون صبورين، فالأهداف لا تتحقق بين عشية وضحاها، لابد من الصبر ومن العمل ثم العمل ثم العمل..».
4- أريد مونديالا رابعا
من بين الأهداف التي ينص عليها عقد الناخب الوطني الجديد وحيد خاليلودزيتش، تأهيل الفريق الوطني بكأس العالم 2022 بقطر، وإذا كان الأسود يحلمون بلعب المونديال السادس والثاني تواليا فإن خاليلودزيتش يحلم بأن يصبح أول مدرب في العالم يوصل أربعة منتخبات مختلفة لكأس العالم، يقول وحيد:
«طبعا كأس العالم 2022 في مقدمة الأهداف التي سنعمل جاهدين من أجل بلوغها، وسأكون في قمة السعادة لو نجحت في الوصول مع المغرب للمونديال لأنه سيكون المنتخب الرابع الذي أحقق معه ذلك، ولا أخال أن هناك مدربا فعل هذا من قبل، لقد أهلت منتخبات كوت ديڤوار والجزائر واليابان، على التوالي لمونديالات 2010 و2014 و2018، وإلى الآن ما زالت غصة عدم حضور المونديال مع منتخبي كوت ديفوار واليابان في حلقي».
5- لم آت هنا لا للسياحة ولا من أجل المال
كان وحيد قاطعا في رده على الجدل الذي عرفه مسلسل التفاوض معه قبل صياغة العقد في شكله النهائي، إذ قال أن البعض تحدث عن أن الراتب الشهري كان من أكبر النقاط المختلف عليها:
«سأقول لكم بالصدق الذي يعرفني به بعضكم، لم آت للمغرب من أجل المال أو من أجل السياحة، ولكن ما أتى بي هو رغبتي في ركوب تحد رياضي جديد.
المال الوفير الذي يبحث كلنا عنه، تركته في مكان آخر، ولكي اكون أمينا معكم، سأقول لكم أنني وأنا هنا بالمغرب تلقيت عرضا يضاعف عرض المغرب ولكنني استبعدته.
صحيح أن بلدكم جميل وقد كنت أتردد عليه سائحا من قبل، أما اليوم فأنا هنا لكي أعمل..»
6- فريق العمل مفتاح النجاح
ردا على سؤال الزملاء الإعلاميين حول الطاقم التقني الذي سيرفقه في فترة توليه تدريب الفريق الوطني، قال وحيد:
«هذا الموضوع ما زال موضوع نقاشات، فأنا من الذين يدققون في مثل هذه الأشياء، أريد أن يكون الطاقم المساعد على درجة عالية من الكفاءة والمهنية والقدرة على الإشتغال بلا كلل ولا ملل.
أنتم تعرفون جيدا ما هي متطلبات كرة القدم المستوى العالي، طبعا لي وللجامعة وجهات نظر ولكن من المفروض أن نتوافق في النهاية على المبدأ، الأمر لا يقف عند التقنيين، بل يتعداه إلى الطاقمين الطبي والإداري، وأنا هنا ملحاح ولا أساوم بل ولا أتنازل، أعرف جيدا كثافة الإشتغال وأكثر من ذلك أعرف أنني بحاجة إلى فريق عمل قوي ودقيق في مجالات الإختصاص المتعددة.
إلى الآن لم نحدد بشكل نهائي الأطقم التقنية والطبية والإدارية، ولكنني أتصور أنه سيكون هناك مزيج بين أطر سبق لها العمل مع المنتخبات الوطنية وأطر ستأتي لأول مرة».
7- البطولة المغربية أرضية خصبة
لم يفت الناخب الوطني الجديد في معرض حديثه عن ملامح الفريق الوطني على عهده، أن يذكر بالإنجازات التي تحققت للأندية المغربية في الآونة الأخيرة، وكأنه يلمح إلى الغياب المستفز لبعض عناصر البطولة الوطنية عن الفريق الوطني في مشاركته الأخيرة بكأس إفريقيا للأمم:
«عندما نشاهد أندية مغربية منها من توج باللقب ومنها من بلغ النهائي ومنها من بلغ نصف النهائي، ندرك أن هناك عملا قاعديا ينجز ولا بد من مكافأته، صحيح أننا في المنتخب الوطني لن نوزع الهدايا ولكن ننادي على من يملك الأحقية لحمل القميص الوطني، إلا أننا سنتابع الكل، كل اللاعبين سواء هنا بالمغرب أو أي مكان في العالم، ومن هنا قلت بأن فريق العمل لابد وأن يكون على درجة كبيرة من المهنية والكفاءة والقدرة على صياغة التقارير التي توضع أمامي».
8- غادرت نانط لأنني لم أعد أتحمل
قال وحيد خاليلودزيتش الناخب الوطني الجديد، أنه وهو يطلب الإنفصال عن نادي نانط الفرنسي، لم يكن يفعل ذلك ليأتي للمغرب..
«انفصالي عن فريق الأم بفرنسا نادي نانط، لم يكن أبدا مشروطا بعرض المغرب، لقد وصلت هناك إلى درجة لم أعد فيها قادرا على التحمل، وقد طلبت فسخ العقد لأن الحافز لدي انتهى، ومن عادتي أن لا أعمل مكرها في أي مكان.
كان من الممكن أن اتي بعدها للمغرب ولا نتوافق على العقد، وأكون بذلك قد ضيعت على نفسي فرصة البقاء مع الكناري، هذا لم يحدث ومسئولو نانط يعرفون جيدا كم أنا صادق».
9- من ثري إلى مفلس
في لحظة وهو يتحدث بكل عفوية عن إشكالية المال في بناء المشاريع الرياضية في حياة المدربين، وحتى يظهر صدقه في عدم جعل المال هو الهدف من أي مشروع رياضي، قال وحيد بلهجة حزينة تحيل على وجع قديم جدا..
«المال في الحياة ليس هو كل شيء، صحيح أننا نعمل من أجل أن نؤمن مستقبلنا ومستقبل عائلتنا وأقاربنا، ولكن ما هو نسبي في الحياة هو المال، ذات وقت كنت ثريا، وأفقت في الصباح الموالي لأجد نفسي مفلسا لا أملك إلا التراب، فقد دمرت الحرب في بلادي كل ثروتي، وكل ما بنيته لسنوات من ثروة كلاعب، لذلك أنا من الناس الذين لا يجعلون من المال كل شيء في حياتهم».
10- لي هنا أصدقاء وذكريات
وهو يتحدث عن المغرب، أحال وحيد خاليلودزيتش نفسه على نوسطالجيا تعود لنحو 21 سنة، عندما مر بالمغرب مدربا للرجاء البيضاوي الذي تحصل معه على لقب البطولة الوطنية في الموسم الكروي 1997 – 1998 ولقب عصبة الأبطال الإفريقية سنة 1998، يقول وحيد:
«لي بالمغرب أصدقاء كثر ما زلت أتواصل معهم لأنهم طبعوا لحظة جميلة في مساري كمدرب، عندما اكتشفت المغرب الجميل من خلالهم، وطبعا أذكر تلك السنة التي قضيتها بالمغرب مدربا للرجاء والتي توجت بفوزنا بلقبين واحد قاري وآخر محلي.
ومن فرط عشقي بالمغرب كنت غالبا ما آتيه سائحا لأستمتع بجمال طبيعته».
وكان الرجاء ثالث فريق في المسار التدريبي لوحيد، بعد أن أشرف على فاليز موستار البوسني (1990 – 1992) وأس بوفي الفرنسي (1993 – 1994).