في إسميه الشخصي والعائلي اللذين بات بهما معروفا من كل المغاربة، ما يرمز إلى شخصيته الرائعة، فهو أيوب المجبول على الصبر في مغالبة كل الظروف لبلوغ الهدف، وهو الكعب العالي في إصطياد الأهداف من أنصاف الفرص.
أيوب الكعبي الذي دخل تاريخ كرة القدم الإفريقية من الباب الواسع، عندما سجل تسعة أهداف في الـ«شان» ليصبح الغوليادور التاريخي لهذه المسابقة، يعود اليوم للمغرب منضما للوداد على سبيل الإعارة بعد موسم ونصف الموسم، قوام بداياته الإحترافية بالقارة الأسيوية مع نادي هايبي فورتونا الصيني..
ما الذي أعاد يا ترى الكعبي للبطولة الإحترافية التي شهدت ميلاده الحقيقي مع فارس البرتقال النهضة البركانية؟
ولماذا اختار الوداد بالذات ليلعب مججدا في البطولة كمُعار؟
وما الذي شعر به وهو يقف على مسافة من الفريق الوطني المشارك في «كان» مصر؟
الكعبي بذات الدقة التي يكون عليها أمام أمهر الحراس، يجيب على أسئلة «المنتخب» بلا أدنى حرج..

 ــ المنتخب: من قبل أن تلعب أي مباراة رسمية مع الوداد، ينادي عليك في المنتخب المحلي الذي عادت عارضته الفنية للإطار الحسين عموتا، شيء رائع هذا الذي يحدث معك؟
 الكعبي: لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين صدى جميل في ذهني وموقع كبير في مساري الكروي، فهذه البطولة هي التي قدمتني للأفارقة وللعالم، بخاصة وقد وفقت في نيل الحذاء الذهبي للبطولة التي استضافها المغرب سنة 2018، عندما تمكنت من تسجيل 9 أهداف وأصبحت الهداف التاريخي لهذه البطولة التي لا تقل أهمية عن كأس إفريقيا للأمم.
ستكون فرصة رائعة لألتقى وجددا ببعض زملائي الذين شاركوني فرحة التتويج لأول مرة بلقب هذه البطولة، وأيضا للعمل مع الإطار التقني الوطني الكفء الحسين عموتا الذي أشكره من صميم القلب على أنه شملني بهذه الدعوة، والرهان طبعا هو أن نتجاوز حاجز المنتخب الجزائري في التصفيات لنتأهل للأدوار النهائية بأثيوبيا ويكون متاحا لنا الدفاع عن لقبنا. 

 ــ المنتخب: أنت ككل لاعبي الوداد تعيش على إيقاع الإحباط الذي تركه قرار لجنة الإنضباط داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم والذي حرم الوداد من فرصة لعب نهائي معاد ومنح اللقب الإفريقي للترجي التونسي؟
 الكعبي: أصداء هذا القرار الذي فاجأ الكل ما زالت قوية داخل بيت الوداد، كلنا محبطون من هذا القرار الذي أضاف لظلم النهائيين، ظلما جديدا من الصعب تحمله.
شخصيا ليس لي أن أتحدث في ما له طبيعة قانونية، لأن هناك رجال إختصاص هم من يحددون طبيعة الظلم الذي أصابت به القرارات فريق الوداد، إلا أنه يمكنني أن اتحدث عن الظلم الذي أصاب الوداد على أرضية الميدان في نهائي عصبة الأبطال ذهابه وإيابه، ففي الذهاب تعرض الوداد لسرقة موصوفة وهو يحرم من حكم المباراة من هدف لا غبار عليه ومن ضربة جزاء صحيحة، وفي الإياب تعرض الوداد لمؤامرة ليس فقط عندما رفض له هدف بدعوى تسلل غير موجود ولكن أيضا لعدم تشغيل الـ«فار» وهذا فيه إجحاف كبير.
عموما الوداد لها رجال يحمون مصالحها، وهم الآن يتبعون المساطر القانونية، وحتى إذا ما لم يجد ذلك نفعا، فالوداد مصمم على أن يحضر بقوة في النسخة الحالية لعصبة الأبطال.

ADVERTISEMENTS

 ــ المنتخب: غبت عن كأس إفريقيا للأمم بمصر، أنت من حضرت كاس العالم بروسيا، هل أحبطك الغياب عن الـ«كان» بمصر؟
الكعبي: لا يمكن أن يتحدث بلوعة عن مرارة الغياب عن الفريق الوطني، إلا من تذوق حلاوة حمل هذا القميص، وأنا تشرفت أولا بحمل قميص المنتخب المحلي وكنت في قمة السعادة باللعب في كأس العالم، المسابقة الأكثر كونية، وفي كل مرة ينادى علي للعب مع الفريق الوطني تجتاحني مشاعر لا أستطيع وصفها، مشاعر الفخر والسعادة والرهبة أيضا.
إزاء هذا نشعر في حال عدم حضورنا مع الفريق الوطني بالمرارة ولكن هذا لا يمنع من الإعتراف على النفس، بأن هناك ناخبا وطنيا يتحمل مسؤولية الإختيارات، وعندما لا تشملني الدعوة أتحول لصف المشجعين وهم بالملايين لمساندة الفريق الوطني.

 ــ المنتخب: بماذا يصف الكعبي مشاركة الفريق الوطني في كأس إفريقيا للأمم بمصر؟
 الكعبي: بالمخيبة للآمال، فأنا أول من يستطيع الحديث عن هذا الفريق الوطني لأنني عاشرته وانتميت إليه ولقيت من كل لاعبيه الترحيب الكبير في أول يوم نودي علي للإنضمام لعرين الأسود، وأنا أقول أن اللاعبين هم أول من حزنوا لخروجهم من دور الثمن أمام منتخب بنين، ولربما لم يغادرهم هذا الحزن حتى الآن، فقد كانوا في غاية التصميم على التتويج باللقب القاري مصداقا لكل الترشيحات التي سبقت الـ«كان» والتي كانت تقول بأن الفريق الوطني سيكون مع أسود السنغال وفراعنة النيل من أكبر المنافسين على اللقب القاري.
أنا أتصور أن كل سوء الحظ الموجود في كرة القدم، حضر في مباراة بنين ليحكم على الفريق الوطني الخروج من بوابة الثمن، عموما لا يمكن أن نطيل البكاء على الأحلام الضائعة وأن نتوجه للمستقبل، فما يحدث داخل كرة القدم يشجع فعلا على مزيد من الأمل، لا بد وأن تكون لنا ثقافة التعامل مع النتائج، بحيث لا تجعلنا نهدم كل ما بنيناه لمجرد حدوث نتيجة سلبية قد تتداخل فيها عوامل كثيرة منها على الخصوص عدم التوفيق.

 ــ المنتخب: بخروج الفريق الوطني صاغرا من كأس إفريقيا للأمم بمصر، تطوى صفحة المدرب الفرنسي هيرفي رونار، أي علاقة كانت تربطك بهذا الرجل؟
 الكعبي: سأذكره كثيرا مثلما سأذكر كل الذين أثروا في مساري الكروي.
هيرفي رونار هو من نادى علي في الفريق الوطني الأول بعد أن تألقت بصفوف المنتخب المحلي، وقد فعل ذلك بإيعاز من مشاهدات كثيرة أقنعته بمؤهلاتي.
هو شخصية رائعة ذات كاريزمية، يرتبط مع اللاعبين بعلاقات حميمية، وقد كان له الفضل في أن الفريق الوطني أصبحت له شخصية وله أسلوب لعب، نال به تقدير واحترام الخصوم.
 وأنا هنا أشكره على الفرصة التي مكنني منها باللعب للفريق الوطني، وأيضا بالحضور في حدث كبير هو كأس العالم، وأتمنى له حظا سعيدا من المنتخب السعودي.