"كان 2019" حقق نجاحا مبهرا
أشاد أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" بالسلطات المصرية، ونجاحها في تنظيم بطولة كأس أمم أفريقيا الأخيرة، كاشفا في الوقت ذاته عن كواليس مثيرة تخص خضوعه للتحقيقات في العاصمة الفرنسية باريس بشأن اتهامه بالفساد المالي، والعقبات التي يجدها لتحقيق أهدافه منذ توليه المسؤولية في مارس 2017.
وقال أحمد في حوار مطول لعدد من صحف مدغشقر: "لقد وعدت في كل جولاتي الانتخابية بالتغيير، ورغم كم المخاوف، فإن قرار زيادة عدد منتخبات كأس الأمم إلى 24 فريقا كان قرارا رائعا، وأعتبره الأفضل، ونتج عنه مكاسب مالية ورياضية".
نجاح كبير
وتابع: "لقد كانت فرصة لمنتخبات مثل مدغشقر وبوروندي وموريتانيا للتنافس على أعلى مستوى، كما أن إيرادات البطولة زادت 25% مقارنة بالنسخة الأخيرة، وزاد عدد الرعاة الدوليين من 4 إلى 9، وتضاعفت مساهمة الرعاة المحليين من 500 ألف إلى 5 ملايين دولار، أشكر الحكومة المصرية على نجاحها في تنظيم البطولة والاستعداد لها في غضون 5 أشهر فقط، وأعتبرها شريكا رئيسيا في هذا النجاح".
وأضاف: "كما أشكر الكاميرون ورئيس جمهوريتها على تفهم نقل البطولة إلى مصر، وهو ما أدى لتوقف حالة الهجوم ضد الكاف والقول إن البطولة تم الاستيلاء عليها، علما بأن زيادة عدد المنتخبات يتطلب ملاعب وفنادق أكثر وتوفير أعلى درجات الراحة خاصة أن 95% من لاعبي المنتخبات من المحترفين في أندية أوروبية".
وأكمل: "كما أن إقامة البطولة في الصيف أتاح لها معدل مشاهدة أكبر، وتفادى اللاعبون الدخول في أي مشاكل مع أنديتهم كانت تحدث سابقا عند تعارض موعد كأس الأمم مع الدوريات الأوروبية في يناير".
اكتشاف "الكان"
وأشار رئيس الكاف: "منتخب مدغشقر كان اكتشاف النسخة الأخيرة لكأس الأمم، ونتائجه الرائعة وتأهله لدور الثمانية لم يتحقق بين يوم وليلة بل نتاج عمل سنوات طويلة".
وزاد: "لقد تعرضت لهجوم شديد عند رئاستي لاتحاد الكرة في مدغشقر عندما منعت انتقال اللاعبين المحليين إلى أندية بلدان أخرى في المحيط الهندي بل دعوت لانتقالهم إلى أندية درجة ثالثة في أوروبا ثم يتدرجون في المستوى ليكونوا أفضل فنيا وبدنيا".
وأضاف: "الخطة بدأت تؤتي ثمارها، كما قام المدرب نيكولا دوبوي بعمل كبير، لقد كان راتبه ألف دولار عن المباراة الواحدة، والآن تلقى عروضا براتب شهري 50 ألف دولار".
تقنية الفيديو
كما تحدث رئيس الاتحاد الأفريقي عن تقنية الفيديو، قائلا "تطبيق الفار غرضه إرساء العدالة التامة، ولعل ركلة الجزاء التي ألغاها الحكم للسنغال في المباراة النهائية ضد الجزائر أبرز مثال، ولكن لابد من عدم التسرع في إقرارها لأن العديد من الدول الأفريقية ليست لديها الإمكانيات الكافية لتطبيقها".
وأوضح: "لقد كان لدينا 4 حكام أفارقة فقط يجيدون التعامل معها والآن بات لدينا 16 حكما كما تم الاستعانة بحكمين من أوروبا في كأس الأمم، ورغم تطبيق التقنية في نهائي كأس أفريقيا للمحليين عام 2015 ونهائي دوري الأبطال والكونفيدرالية وكأس السوبر، لكن أشبهها بالطيار الذي يحتاج للطيران عدد ساعات كبيرة ليتمكن تماما من مهام عمله".
اتهامات الفساد
وبشأن اتهامه بالفساد، رد أحمد أحمد: "بالطبع التحقيقات معي في العاصمة الفرنسية أثرت كثيرا على صورتي العامة، فأنا شخص ملتزم تماما بتعاليم الدين الإسلامي، وكنت أعلم أن قوة من الشرطة ستداهم مقر إقامتي في باريس والبعض نصحني بالمغادرة قبل وصولها، لكنني رفضت".
وتابع: "قلت لهم لماذا الهروب ولا توجد أي إدانة ضدي، لقد وجدت كل احترام من جهات التحقيق، ومع ذلك كانت لحظة سيئة لأنها أول مرة يتم فيها استجوابي أمام الشرطة ولكن الإفراج عني دون توجيه أي اتهام رد جزء من اعتباري ومنحني فرصة لتبرئة ذمتي".
وألمح رئيس الكاف "خضوعي للتحقيقات لا أعتبره قضية منعزلة، بل نتيجة طبيعية لما أعيشه في مصر، فالاتحاد الأفريقي لكرة القدم يعاني من مشاكل عديدة، لذا عندما تسعى لإجراء إصلاحات ستواجه المزيد من العقبات".
وواصل: "توقعت هذه الضربة الموجعة في ظل سعي الدائم لإجراء إصلاحات مستمرة، والتي تزعج الكثيرين، فالاتحاد الأفريقي تسيطر عليه عائلتان ويعاني من أزمات عديدة، وإصلاح ما تم في 30 سنة ماضية لا يعد أمرا سهلا".
فاطمة سامورا
وكشف: "قرار الاستعانة بمندوبة الفيفا فاطمة سامورا بناء على طلبي، وليس وصاية من الاتحاد الدولي لكرة القدم، لقد كان أمامي خيارين لمواصلة الإصلاحات إما الاستعانة بمستشار خاص وهو ما سيرهق ميزانية الكاف أو اللجوء لحل مجاني من الفيفا لذا تمت الاستعانة بفاطمة، التي تملك خبرة كبيرة بالكرة الأفريقية، وستكون قادرة على تنفيذ خارطة الطريق بشأن حوكمة الكرة بالقارة وإدارة المسابقات".
وأكد: "أنا من رشحت فاطمة سامورا للانضمام لمنظومة الكاف، لقد لعبت دورا كبيرا في الأزمة التي عاشها اتحاد الكرة في مدغشقر عام 2009، وبالطبع وجدت بعض أصوات المعارضة لهذه الخطوة داخل الاتحاد الأفريقي، لكن مستمر في الإصلاح وأجد دعما كبيرا من جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي".
وواصل: "كما قام الفيفا بالتعاقد مع شركة متخصصة في التدقيق المحاسبي، نسعى لتنفيذ خارطة الطريق في غضون 3 إلى 6 أشهر بعدها سترحل فاطمة سامورا، وسنواصل العمل لتعظيم موارد الكاف، حيث تبلغ ميزانيته حاليا 60 مليون دولار".
دوري الأبطال والكونفيدرالية
وفي سياق آخر، قال أحمد أحمد إن إقامة نهائي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفيدرالية من مباراة واحدة جاء بعد دراسة مطولة ولتفادي المشاكل والجدل الكثير بشأن التفسيرات الخاطئة خاصة فيما يتعلق بمباراة الإياب وما يتردد عن مجاملة فريق على حساب آخر، وسيتم الإعلان عن المعايير مع بداية العام الجديد مع مراعاة عاملي جودة أرضية الملعب وضمان الحضور الجماهيري.
وزاد: "لقد ترشحت لمنصبي في 2017 بعد اقتناعي بمحاولات عدة رؤساء للاتحادات الوطنية في أفريقيا، فالأولوية لاستكمال فترتي الانتخابية الحالية ومواصلة الإصلاحات وترك إرث للكرة الأفريقية، أما بشأن ترشحي لدورة جديدة فهو أمر يتوقف على مدى رغبة حكومتي في استمراري".
وختم: "أتطلع لترك إرث للكاف مثلما فعلت لمدغشقر.. ترشحي للانتخابات القادمة لن يكون قراري بمفردي بل سيأتي بناء على رغبة الجمعية العمومية وإعلان رغبتها في استمراري".