يواصل منتخب مدغشقر مغامرته الإفريقية ومفاجأته فوق أراضي الفراعنة، بعد أن وجد نفسه ضمن المنتخبات التي ستلعب دور الربع، حيث أعطى نكهة أخرى لهه النسخة، لذلك يصمم هذا المنتخب الفتي على مقارعة نسور تونس، في هذا الدور، إذ تؤكد كل المؤشرات أنه يصرَ على عدم الإستسلام بسهولة رغم أن المهمة لن تكون سهلة.

النسور لا تمزح
من وقف على مستوى منتخب تونس في دور المجموعات، سيتأكد له أنه ليس في "الفورمة" وأنه يعاني تقنيا، حيث تعادل في مبارياته الثلاث، ولم ينجح في إقناع المتتبعين، رغم أنه من المنتخبات التي عودتنا على تقديم المستويات الجيدة في المنافسة الإفريقية، وكانت كل المؤشرات تؤكد أن نسور قرطاج لن تحلق بعيدا في المنافسة، وتلقى المدرب الفرنسي آلان جيريس سيلا من الإنتقادات أمام المستوى الذي قدمه النسور.
ولأن المنتخب التونسي عودنا أنه من المنتخبات التي لا تستسلم سريعا وتعرف كيف تخدع المنافسين، فقد استطاع تجاوز منتخب غانا في دور الثمن، رغم أن منتخب نجوم السود كان مرشحا على الورق لتجاوز خصمه، وأكد المنتخب التونسي أن يكبر كلما تقدم في الأدوار.

المفاجأة السارة
لم يكن أشد المتفائلين من جمهور مدغشقر، ينتظر أن يصل منتخبهم إلى دور الربع بعد مشوار رائع ومشجع، وهو الذي يوقع على أول مشاركة له في المونديال الإفريقي، وانتظر المتتبعون أن يلقى مصير الإقصاء في دور المجموعات، خاصة أن القرعة لم تكن رحيمة به، ووضعته أمام منتخبات قوية، خاصة نيجيريا وغينيا ثم بوروندي.
والواقع أن بلوغه هذا الدور لم يكن من محض الصدفة، بل هو نتاج مستوى رائع قدمه اللاعبون، بدليل أنه تصدر المجموعة الثانية بـ 7 نقاط أمام منتخبين مجربين تأهلا معه، وهما نيجيريا وغينيا بعد تعادله مع غينيا 2ــ2، وفوزه على بوروندي 1ــ0 وعلى نيجيريا بهدفين للاشيء، واصطدم في دور الثمن بجمهورية الكونغو وانتصر عليه بضربات الترجيح 4ــ1، بعد أن انتهت المباراة في وقتها الأصلي والإضافي بهدفين لمثلهما.

ADVERTISEMENTS

إحتياط وحذر
سيتجنب المنتخب التونسي أن يلدغ من نفس الجحر الذي لدغت منه المنتخبات السابقة التي واجهت مدغشقر، لذلك سيرفع شعار الحذر والإحتياط، وعدم استصغار الخصم، إذ يدرك منتخب نسور قرطاج أن وصول مدغشقر يؤكد أن هذا المنتخب يملك مقومات النجاح، وقادر على مقارعته.
المنافسات الإفريقية عودتنا على المفاجآت، لذلك يسعى منتخب مدغشقر رغم أنه لا يعتبر من الحيتان الإفريقية الكبرى، لمقارعة النسور، خاصة أنه كلما تجاوز الأدوار، كلما زادت ثقته وتقوَى حماسه، حيث تؤكد كل المؤشرات أن لن يكون باللقمة السهلة في فم منتخب نسور قرطاج، الذي يسعى حتما إلى الإستفادة من خبرته وتجربته في هذه المباراة.

شأن فرنسي
الخبرة لا تتمثل على مستوى  المنتخبين، بل أيضا على صعيد المدرب معا، ذلك أن المدربين الفرنسيين للمنتخبين يختلفان في هذا المعطى، حيث لا يخوض مدرب مدغشقر نيكولا ديبوي أول تجربة له في المونديال الإفريقي وهو مدرب مغمور، إذ يقود أيضا أول منتخب إفريقي منذ 2017، بعد أن درب أندية فرنسي مغمورة في الهواة، بينما تبقى لآلان جيريس تجارب كبيرة إفريقيا، إذ درب عدة منتخبات إفريقية، غير أن هذا المعطى لن يكون له تأثير، أمام الذكاء الذي يتميز به ديبوي وكذا الضغط الي يمارس على جيريس.
وسيعتمد منتخب مدغشقر كالعادة على أبرز لاعبيه كالخزري الذي استعاد عافيته بعد أن أدخله جيريس كاحتياطي في مباراة غانا للإصابة والمساكني والخنيسي وغيرهما، من جانبه يعول مدغشقر على المخضرم أندرياتسيما والهدف التاريخي لهذا لبلد والبالغ من العمر 35 سنة، وكارلوس ماستينورو الذي سجل هدفين في المنافسة، وبين الخبرة والفتوة ستكون المباراة مليئة بالإثارة والتشويق، والمفاجأة تبقى مطروحة.

الخميس 11 يوليوز 2019
ربع نهائي كأس إفريقيا لأمم 2019
ملعب السلام: س20: مدغشقر ـ تونس