باتت قضية وجود علم الكيان الوهمي مدسوسا في خريطة القارة الإفريقية بفعل فاعل حبط عمله، والتي اكتشفت لحسن الحظ في البروفة الأولى لحفل افتتاح النسخة 32 لكأس إفريقيا للأمم التي تنطلق مساء اليوم بمصر الشقيقة، في حكم الماضي الذي لا يبرح كثير منه الذاكرة المغربية، لطالما أنه يجبرنا على أن نكون بكامل اليقظة لنتصدى للمناوئين لوحدتنا الترابية، وقد اشتد سعارهم وهاجت مشاعرهم خيبة وإحباطا وتذمرا، بفعل ما تلقوه من هزائم وضربات ديبلوماسية تقسم الظهر.
بالقطع لم يكن ذاك خطأ عرضيا، برغم أن اللجنة المنظمة وكل شرفاء مصر، سعوا إلى جبر خواطر المغاربة وإلى تقديم فروض الإعتذار التي تلزمها أصول المودة وقيم العروبة، إلا أننا ونحن نتجاوز على ذاك الخطأ، لنطمع في أن تدفع اللجنة المنظمة لكأس إفريقيا للأمم بالبحث والتحريات لأبعد مدى، لاستجلاء الحقيقة والقبض على رادار الشر الذي يرسل هذه الإساءات والتربصات من الجحور المظلمة، ويخطط عن بعد  لهذه المؤامرات التي تسعى إلى زعزعة تركيز المغاربة على الحدث الكروي القاري، الذي يدخله أسود الأطلس في جلباب المرشح القوي للمنافسة على اللقب القاري.
والذين اعتبروا أن هذا الذي حدث سينال من تركيز ومعنويات الفريق الوطني واهمون، لأن هذه الغارة الماكرة لن تزيد أسودنا إلى شراسة، بل ستكون لهم طاقة إيجابية ومحفزة للإنتصار أولا لبلدهم الذي يتربص به الحساد والأعداء، وثانيا لتحقيق انتظارات المغاربة وثالثا للإستجابة لتكهنات كبار المحللين والمتابعين للكرة الإفريقية الذين يرون وبكل تجرد أن الفريق الوطني سيكون من السواعد القوية لهذه الكأس الإفريقية، وهم في ذلك يؤسسون هذه القناعة على المستويات الكبيرة التي قدمها الفريق الوطني في السنوات الثلاث الأخيرة، وبخاصة في مونديال روسيا برغم أن الفريق الوطني خرج من كأس العالم متذيلا لمجموعته بنقطة وحيدة.
ومن دون الإرتكان للتشويش الذي طال صورة الفريق الوطني في وديتيه اللتين سبقتا دخوله المونديال الإفريقي أمام غامبيا وزامبيا، فإن ما أنا متأكد منه، أن أسود الأطلس سيكونون في لحظة الصفر، مع ضربة البداية لمباراة ناميبيا، بكامل الجاهزية البدنية والنفسية والتكتيكية لرفع سقف الطموح والأحلام مستلهمين في ذلك روح المونديال بروسيا.
أما كيف أتوقع أن تكون بداية أسود الأطلس أمام "المحاربون الشجعان" لنامبيبا؟ فهذا ما أعدكم به في دردشة قادمة.