رفضت محكمة التحكيم الرياضي ("طاس") الأربعاء القضية التي رفعتها العداءة الجنوب إفريقية كاستر سيمينيا ضد القواعد الجديدة المثيرة للجدل للجامعة الدولية لألعاب القوى حول مستويات التستوستيرون لدى الرياضيات، معتبرة في الوقت ذاته أن هذه القواعد تمييزية.
ورأت لجنة مؤلفة من ثلاثة قضاة في المحكمة التي تتخذ من مدينة لوزان السويسرية مقرا لها، أن القواعد الجديدة "تمييزية"، لكن "هذا التمييز هو وسيلة ضرورية، معقولة، ومتناسقة لتحقيق هدف الجامعة الدولية لألعاب القوى للحفاظ على نزاهة العداءات".
وعلى رغم أن اللجنة القضائية رفضت في قرارها اليوم مطلب البطلة الأولمبية الجنوب إفريقية باعتبار القواعد الجديدة "باطلة"، لكنها أبدت في الوقت ذاته "مخاوف جدية من التطبيق المستقبلي" لهذه القواعد، وذلك في مستند من 165 صفحة تم إرساله الى الجامعة الدولية.
وأضافت "على رغم أن الأدلة المتوافرة حتى الآن لا تظهر أن هذه المخاوف تلغي الاستنتاج الأولي بوجود تناسب، لكن هذا الأمر قد يتغير في المستقبل ما لم يتم توفير اهتمام دائم لعدالة الطريقة التي يتم من خلالها تطبيق القواعد".
وتعد التعديلات الجديدة من الأكثر إثارة للجدل في أم الألعاب، ويتوقع أن تكون حاسمة لمستقبل العداءة البالغة 28 عاما، والتي تحظى بدعم واسع لاسيما من السلطات المحلية في بلادها.
وتقول الجامعة الدولية إن القواعد التي كان من المقرر بدء العمل بها في نونبر الماضي، لكن تم تأجيلها لخمسة أشهر، تهدف الى ضمان المساواة بين العداءات على المضمار. وتتطلب القواعد من العداءات اللواتي يتمتعن بمستويات مرتفعة من التوستستيرون، بخفض الى ما دون مستويات معينة اذا ما أردن مواصلة خوض المنافسات.
ولقيت القواعد انتقادات لاسيما من اتحاد جنوب إفريقيا لألعاب القوى الذي اعتبر أنها موجهة ضد سيمينيا بالذات، وتصل الى حد "التمييز" الجنسي.
وأثارت القواعد الجدل على خلفية المساواة حيال العداءات.
وأكدت الجامعة الدولية في تصريحات سابقة، أن القواعد تطال العداءات بشكل عام ولا تستهدف سيمينيا، موضحا أن تمتع أي عداءة "بمستويات ذكورية من التستوستيرون، يؤدي الى زيادة في حجم العظم والعضلات والقوة، مماثلة لتلك التي يختبرها الذكور في مرحلة البلوغ، وهذا ما يمنح الذكور أفضلية في الأداء مقارنة بالإناث (...)، لذلك، ومن أجل الحفاظ على منافسة عادلة لدى الإناث، من الضروري الطلب من العداءات اللواتي يتمتعن بنمو جنسي مختلف، بخفض مستويات التستوستيرون قبل المنافسة على المستوى الدولي".
وتعد حاملة الذهبية الأولمبية مرتين في سباق 800 م (2012 و2016)، وبطلة العالم ثلاث مرات (2009، 2011، 2017)، من الرياضيات الأكثر تأثرا بهذه القواعد الجديدة. وعلى الرياضيات مثل سيمينيا، اللواتي لديهن نسبة عالية من انتاج التستوستيرون، العمل على خفض مستوياته لمواصلة المشاركة في المنافسات، وهذا ما تراه العداءة الجنوب إفريقية انتهاكا لقواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى والشرعة الأولمبية.