بدأ عدد كبير من لاعبي أندية الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم الجمعة مقاطعة تستمر 24 ساعة لمواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجا على ظاهرة العنصرية التي تزايدت في الملاعب وعبر الانترنت في الأسابيع الماضية.
وانطلقت الحملة التي تتولى التنسيق بشأنها رابطة اللاعبين المحترفين في إنكلترا، عند الساعة الثامنة صباحا بتوقيت غرينيتش، على أن تستمر لمدة 24 ساعة. ونشر اللاعبون وسم "#كفى" عبر حساباتهم على "تويتر"، مع رسالة "اتخذوا موقفا ضد العنصرية -- حملة لرابطة اللاعبين المحترفين".
وتستهدف الحملة ليس فقط المستخدمين الذين ينشرون عبر مواقع التواصل إهانات عنصرية بحق اللاعبين ذوي البشرة السوداء، بل أيضا الشركات التي تدير هذه الشبكات مثل "تويتر" و"فيسبوك" و"انستاغرام"، لحضها على اتخاذ المزيد من الخطوات للحد من هذه الظاهرة.
وشهدت ملاعب كرة القدم الأوروبية سلسلة من الحوادث العنصرية في الفترة الماضية، لقيت انتقادات من رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو، ونظيره في الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين.
وكان من بينها توجيه هتافات عنصرية للاعبين في المنتخب الإنكليزي مثل رحيم سترلينغ وداني روز خلال مباراة ضد مونتينيغرو ضمن التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2020، وإهانات مماثلة بحق لاعب يوفنتوس الإيطالي مويز كين خلال مباراة ضد كالياري في الدوري المحلي هذا الشهر. كما أعلن نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي هذا الأسبوع أن لاعبه آشلي يونغ تعرض لسلسلة من الاهانات العنصرية عبر مواقع التواصل، بينما كان المصري محمد صلاح نجم ليفربول عرضة لاهانات عنصرية من مشجعين لتشلسي خلال مباراة بين الفريقين الأسبوع الماضي، بحسب شريط مصور.
وانضم الى حملة المقاطعة لاعبون مثل سترلينغ (مانشستر سيتي)، والمدافع الدولي هاري ماغواير (ليستر)، وترنت ألكسندر-أرنولد (ليفربول).
وكتب الأخير "نحن نتخذ موقفا ضد الاساءة العنصرية (...) نقر بأن لدينا مسؤولية عبر حساباتنا، ونحن نرفع الصوت ضد الاساءة العنصرية. معا، ندعو شبكات التواصل الاجتماعي وهيئات كرة القدم للقيام بالمزيد".
وردت الشبكات الاجتماعية ببيانات منفصلة.
وأكد موقع "تويتر" أنه "يقوم بتعليق نشاط حسابات مسيئة خلال 24 ساعة من تلقي تقرير بشأنها، (يبلغ عددها) ثلاثة أضعاف ما كان عليه خلال هذه الفترة العام الماضي".
في المقابل، أفاد "فيسبوك" أنه حقق تقدما على صعيد توفير وسائل وأدوات تتيح لأصحاب الحسابات "تنقية" التعليقات المسيئة من خلال إخفائها أو إلغائها، مضيفا عبر متحدث باسمه "سنزيل خطاب الكراهية أو التهديدات الجدية من أي نوع كانت، ونشجع كل من يجد مضمونا مسيئا للتبليغ عنه لنتمكن من إزالة كل ما يخالف قواعدنا".
كما أكد تطبيق انستاغرام المملوك من "فيسبوك"، أنه سيتحرك بمجرد تلقي إشعار بوجود منشورات مسيئة.
وفي مؤتمر صحافي الجمعة، تطرق الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول الى الحملة، مؤكدا بأنه لن يتردد في سحب لاعبيه من أرض الملعب في حال وجود إساءات عنصرية من قبل عدد كبير من المشجعين.
وقال "اذا قام المشجعون على مدرج بأكمله بذلك، فسأقوم بذلك (سحب اللاعبين) بنسبة مئة بالمئة. لكن في حال كان من يقوم بذلك ثلاثة أو أربعة أغبياء، سنمنحهم قوة أكبر من اللازم (في حال تم إيقاف المباراة بسببهم). لكن اذا كان الأمر متعلقا بمدرج كامل، فالوضع يختلف تماما".