6 مليون دولار في انتظار بطل العرب
تسدل الستارة مساء اليوم الخميس على النسخة الجديدة لكأس زايد للأندية الأبطال العرب، بإجراء نهائي قوي ومثير بين الهلال السعودي سفير كرة القدم العربية بأسيا ونجم الساحل التونسي سفير الكرة العربية بإفريقيا، بعد أن نجحا الناديان معا في تخطي العديد من العقبات والفوز على قوى عربية تقليدية، من خلال مطاف تنافسي استمر لنحو سنة وضم كبريات الأندية العربية.
ورغبة من الإتحاد العربي لكرة القدم في إعطاء دفعة قوية لمسابقة الأندية أبطال العرب، ترفع تنافسيتها وتضمن لها أعلى درجات التسويق، فقد عمد إلى اختيار كبريات الأندية العربية لتؤثت فضاء النسخة لجديدة للأندية الأبطال والتي أطلق عليها إسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان أل نهيان، تكريما للرجل الذي وصف بحكيم العرب.
أكبر الأندية على خط الإنطلاق
ونجح الإتحاد العربي في استقطاب أكثر الأندية العربية جماهيرية وشعبية واجتذابا لوسائل الإعلام، بفضل الجوائز المالية المغرية والتي تفوق من حيث القيمة المنح المالية المرصودة من الإتحادين الإفريقي والأسيوي لحاملي لقب الأبطال، وعليه فإن المتوج اليوم الخميس بكأس زايد للأندية الأبطال، من بين الهلال السعودي والنجم الساحلي التونسي، سيحصل على ما مجموعه ستة ملايين دولار، فيما يعود وصيف البطل وفي جيبه 2,5 مليون دولار.
وكان الإتحاد العربي لكرة القدم قد اختار من المغرب أندية الوداد والرجاء البيضاويين والفتح الرباطي، إلا أنه فرض على الفتح الخضوع لبطولة تصفوية شهر ماي الماضي، خرج منها بعد أن حل ثانيا في مجموعة ضمت الإتحاد السكندري المصري وأساس تيليكوم من جيبوتي والسالمية الكويتي. وبرغم أن الفتح تعادل مع السكندري المصري وفاز بسباعية على أساس تيليكوم ثم فاز بسباعية على السالمية الكويتي، إلا أنه غادر المنافسة متأخرا عن الإتحاد السكندري بفارق الأهداف.
النجم يهدم حلم الغريمين
واستهل كل من الوداد والرجاء منافسات كأس زايد للأندية الأبطال من دور السدس عشر، فعانيا كثيرا من أجل بلوغ الدور ثمن النهائي، فبينما نجح الرجاء في الفوز بلبنان على السلام زغرتا بهدفين لهدف، سيتعادل هنا بالمغرب بهدف لمثله، بينما لعب الحظ دوره في تخلص الوداد من قبضة أهلي طرابلس الليبي، فبينما انتهت مباراة الذهاب بالمغرب متعادلة بهدف لكل فريق، آلت مباراة الإياب بملعب الطيب لمهيري بالصفاقس التونسية إلى ذات النتيجة، ليحتكم الفريقان للضربات الترجيحية التي أهلت الوداد لدور الثمن.
وكانت الضربات الترجيحية حاسمة في تأهيل الرجاء إلى الدور ربع النهائي بعد انتهاء المواجهتين، ذهابا بالإسماعلية وإيابا بالدار البيضاء، على إيقاع الأصفار، فيما سقط الوداد البيضاوي أمام النجم الساحلي التونسي، بالتعادل سلبا بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء والخسارة إيابا بمدينة سوسة بهدف للاشيء.
وسيشهد الدور ربع النهائي سقوط آخر سفراء الكرة المغربية في كأس زايد للأندية العربية الأبطال، ذلك أن نجم الساحل التونسي سيتحول إلى شبح أسود للأندية المغربية، فبعد أن أسقط الوداد من الدور ثمن النهائي، سيفعل الشيء ذاته مع الغريم الرجاء في الدور ربع النهائي، ولكن بسيناريو مختلف.
فبعد أن سقط الرجاء ذهابا بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء بهدفين نظيفين، ليقال بعدها مباشرة الأسباني غاريدو، سيتمكن الرجاء تحت إمرة الفرنسي كارطيرون من تحقيق الفوز بسوسة في مباراة الإياب بهدف الغوليادور محسن ياجور، إلا أن ذلك لم يكن كافيا ليصعد به إلى المربع الذهبي.
ما الذي يجب أن يتغير؟
ولئن كانت النسخة المحينة لكأس زايد للأندية الأبطال قد حققت نسبا عالية من حيث المتابعة الجماهيرية، ولعبت فيها جماهير الرجاء والوداد دور البطولة، بالإحتفالية التي صممتها في المدرجات، إلا أن ما عاب نسبيا الشكل الجديد والمنقح للبطولة هو تباعد تواريخ الأدوار التصفوية، بل إن المواجهة الواحدة كان يفصل ذهابها عن إيابها الشهر تقريبا، وهو ما لا يمكن أن يضمن متابعة إعلامية كبيرة، ويفترض أن يلحق الإتحاد العربي لكرة القدم تعديلات على أجندة البطولة في نسختها القادمة لضمان نجاح إعلامي كبير للمسابقة التي حققت نسختها التي تنتهي اليوم نجاحات تنظيمية ورياضية وتسويقية أيضا.
ويفترض أيضا أن يأتي الإتحاد العربي لكرة القدم بتعديلات على مستوى شكل المنافسة، بالحدو حدو مسابقات الأبطال في القارتين الأسيوية والإفريقية، أي باعتماد دور تمهيدي ودور مجموعات من 16 ناديا وأدوار نهائية (ربع نهائي ونصف نهائي ونهائي)، بحيث يلعب بطل النسخة في حال بدأ من دور المجموعات 11 مباراة على مدار السنة.
الهلال والنجم في النهائي الحلم
وبرغم أن النهائي يقام بالإمارات العربية المتحدة، حيث المناخ والبيئة يمنحان للهلال السعودي سبقا استراتيجيا، إلا أن ذلك لا يمثل للهلال نقطة تفوق، بالنظر إلى أن النجم الساحلي الذي نجح في إبعاد كل من الوداد والرجاء، يملك الكثير من الحوافز النفسية لتحقيق حلم التتويج بلقب النسخة المليونية، ولو أن الهلال السعودي بترسانة النجوم التي يحتكم عليها يطمح في تزيين خزانته بهذا اللقب الفخري، ولا يبدي أي استعداد للوقوف في منصة أخرى غير منصة الأبطال.