صنع أولي غونار سولسكاير اسما لنفسه كلاعب في صفوف مانشستر يونايتد من خلال قدرته على صنع الفارق عندما يشارك احتياطيا، ويبدو انه نقل عدوى نجاحاته الى مجال التدريب حيث صنع الفارق في نتائج فريقه بعد ان استلم المهمة قبل ثلاثة اشهر بشكل مؤقت.
قلة من الاشخاص توقعوا ان يستمر سولسكاير الى ما بعد فترة اعارته من نادي مولده النروجي في نهاية الموسم الحالي، عندما استلم تدريب مانشستر يونايتد بشكل طارىء في كانون الأول/ديسمبر الماضي خلفا للبرتغالي جوزيه مورينيو. لكن ادارة النادي اكدت ثقتها بالمدرب ومنحته عقدا لمدة ثلاث سنوات.
استدعى المدير التنفيذي في مانشستر يونايتد إد وودوارد سولسكاير على عجلة من مولده الذي قاده الى احراز اللقب المحلي مرتين، علما بانه تجربته الوحيدة السابقة في الدوري الانكليزي الممتاز لم تكن مشجعة لأنها انتهت بسقوط فريقه كارديف سيتي الى مصاف الدرجة الأولى.
ونجح سولسكاير المبتسم دائما في اعادة البسمة الى غرفة الملابس الكئيبة في عهد مورينيو والأهم ان ذلك ترافق مع نتائج إيجابية على ارضية المستطيل الأخضر حيث نجح في الفوز في 14 مباراة من أصل 19 خاضها كان أبرزها تحقيق الريمونتادا في مواجهة باريس سان جرمان الفرنسي في دوري ابطال اوروبا.
فبعد خسارة فريقه على أرضه بهدفين نظيفين، نجح في قلب الطاولة على منافسه في ملعب بارك دي برانس بنتيجة 3-1 وينتزع بطاقة التأهل الى ربع النهائي حيث تنتظره مواجهة قوية ضد برشلونة الاسباني.
وما يزيد من حجم انجاز مانشستر يونايتد ضد سان جرمان بأنه قلب الامور في صالحه في غياب 10 لاعبين مصابين. كما سجل سولسكاير انتصارات لافتة خارج ملعبه ضد توتنهام في الدوري وضد أرسنال وتشلسي في مسابقة الكأس.
-هدف أسطوري-
ويقول سولسكاير الذي دخل أسطورة النادي عندما سجل له هدف الفوز 2-1 في مرمى بايرن ميونيخ الألماني في الثواني الأخيرة من نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1999 "منذ اليوم الأول الذي وصلت فيه، شعرت بأني في بيتي في هذا النادي المميز".
وأردف قائلا "حلمت دوما بهذه الوظيفة وأنا أكثر من متحمس لقيادة الفريق لهذه الفترة الطويلة وآمل فيها تحقيق نجاح يستحقه جمهورنا الرائع".
وكان مانشستر يونايتد يتخلف عن المركز الرابع بفارق 11 نقطة عندما استلم سولسكاير منصبه لكنه قلص الفارق الى نقطتين في الوقت الحالي.
واشاد قائد مانشستر يونايتد السابق غاري نيفيل بتثبيت سولسكاير مدربا بقوله "النتائج والعروض كانت أكثر من مدهشة لدرجة المثالية".
واضاف نيفيل الذي لعب الى جانب سولسكاير في الحقبة الذهبية للفريق "في الشهرين أو الثلاثة الأخيرة، شعرت بالاثارة من خلال ما رأيته للمرة الأولى منذ فترة طويلة، الاجواء في المدرجات عادت الى سابقها، وكذلك الفرحة على وجوه انصار الفريق والتفاعل بينهم وبين اللاعبين".
ويسجل لسولسكاير بأنه اعاد الثقة الى ابرز نجوم الفريق الذين كانوا يتخوفون من العقاب باشراف مورينيو في حال عدم تقديمهم لأفضل مستوياتهم، وعلى رأسهم الفرنسي بول بوغبا ومواطنه انطوني مارسيال وقال بوغبا "انه فعلا مدرب سعيد وقد اعاد الثقة الى اللاعبين".
وتابع "هذا الأمر أعطانا الحرية للعب والاستمتاع بكرة القدم من جديد لأننا ربما افتقدنا الى ذلك في ظل النتائج التي حققناها في السابق".
وتحسن الفريق في كافة الخطوط، فقد اعاد سولسكاير التوازن الى خط الدفاع كما ان فريقه يقدم عروضا هجومية رائعة كما لم يتردد في منح الفرصة للاعبين الشبان في أكاديمية النادي وعلى رأسهم مايسون غرينوود وتاهيت تشونغ.
وأشاد الرئيس التنفيذي ليونايتد إد وودوارد بمدربه بالقول إلى أن "أكثر من الاداء والنتائج، يجلب أولي تجربة غنية كلاعب ومدرب، مع رغبة في منح اللاعبين الشبان فرصتهم وفهم كبير لثقافة النادي".