وجه المنتخب الهولندي إنذارا شديد اللهجة لغريمه الألماني بفوزه الكبير على ضيفه البيلاروسي 4-صفر في مستهل التصفيات المؤهلة لكأس أوروبا 2020، فيما حقق المنتخب البلجيكي بقيادة نجمه إدين هازار بداية واعدة بفوزه الخميس على ضيفه الروسي القوي 3-1.

في المجموعة الثالثة، بدأ المنتخب الهولندي رحلة استعادة مكانته بين الكبار والعودة الى المسابقات الكبرى، بفوز مستحق تماما في روتردام تحقيق بفضل الثنائي ممفيس ديباي الذي سجل ثنائية، الأول بعد 50 ثانية فقط بعد خطأ من الدفاع والثاني في الدقيقة 55 من ضربة جزاء، وكان خلف الهدفين الآخرين لجورجينيو فينالدوم (21) والقائد فيرجيل فان دايك (86).

وبعد صدمة الغياب عن نهائيات كأس أوروبا 2016 في فرنسا ثم مونديال روسيا 2018، يأمل المنتخب "البرتقالي" بقيادة رونالد كومان الذي خلف ديك أدفوكات في شباط/فبراير 2018 بعد الفشل في التأهل الى كأس العالم، في أن يعود للعب دوره بين كبار القارة العجوز.

ADVERTISEMENTS

وأظهر كومان ورجاله قدرتهم على إعادة بلادهم الى المستوى الذي خولها نيل وصافة مونديال جنوب إفريقيا 2010 والمركز الثالث في مونديال البرازيل بعدها بأربعة أعوام، بتأهلهم الى الدور نصف النهائي للنسخة الأولى من عصبة الأمم الأوروبية، من مجموعة ضمت فرنسا بطلة العالم 2018 والغريمة ألمانيا.

وشاءت الصدف أن تكون هولندا في تصفيات البطولة القارية، ضمن مجموعة تضم ألمانيا التي لعب منتخب "الطواحين" دورا في هبوطها الى المستوى الثاني لعصبة الأمم الأوروبية بالفوز عليها 3-صفر ذهابا في أمستردام ثم بالتعادل معها على أرضها 2-2، ما يجعل مواجهة الأحد بينهما في أمستردام أكثر شراسة وحماسة.

وتضم المجموعة ايضا ايرلندا الشمالية واستونيا اللتين تواجهتا الخميس وخرجت الأولى منتصرة على أرضه 2-صفر.

وكان بإمكان هولندا أن تزيد غلتها من الأهداف لولا اضطرارها لإكمال اللقاء بعشرة لاعبين في الدقائق العشرين الأخيرة، وذلك بسبب اصابة كيني تيتي بعد دقيقتين فقط على دخوله كبديل ثالث لكومان الذي تطرق الى هذه المسألة بالقول "من المؤسف أن نلعب آخر 20 دقيقة بعشرة رجال. كنت غاضبا من نفسي، لأنه لم يكن بإمكاننا إجراء تبديل بعد إصابة كيني".

وأوضح "لكن دنزيل (دومفريز الذي دخل بدلا منه تيتي) شعر بوخز في فخذه لذا اضطررت الى التغيير. ربما كان من الممكن أن أبقي راين (بابل) لفترة أطول قليلا (في الملعب). لكن مرة أخرى، لا يمكنك معرفة هذه الأشياء مسبقا".

أما بخصوص أداء الفريق الذي حقق الفوز الأكبر له بقيادة لاعب برشلونة الإسباني السابق، قال كومان "لقد كانت بداية مثالية، سجلنا في الدقيقة الأولى. لكني أعتقد أن اللاعبين ظنوا بأنهم حسموا اللقاء، لأننا لعبنا (بعد الهدف) باستهتار. هذا ليس ما أريد رؤيته. كان علينا أن نمنع بعض التسديدات في منطقتنا. كان الشوط الثاني أفضل بكثير، وسيطرنا بشكل أفضل".

وفي المجموعة التاسعة، استهلت بلجيكا مشوارها بفوز على ضيفتها القوية روسيا 3-1، بفضل قائدها المتألق إدين هازار، واضعة خلفها خسارتها المذلة أمام سويسرا 2-5 في دوري الامم وتفريطها ببطاقة تأهلها الى نصف النهائي قبل شهرين.

وافتتح منتخب "الشياطين الحمر" التسجيل بعدما وصلت الكرة الى الشاب يوري تيليمانس (21 عاما) سددها من خارج منطقة الجزاء زاحفة إلى يمين الحارس (14).

ولم يتأخر رد المنتخب الروسي الذي فرض التعادل بعد دقيقتين اثر خطأ فادح من الحارس تيبو كورتوا الذي مرر تحت ضغط أرتيم دزيوبا الكرة الى دينيس تشيريتشيف الذي تجاوزه وسددها في المرمى الخالي (16).

ومنح هازار منتخب بلاده التقدم من ضربة جزاء حصل عليها بنفسه اثر خطأ من يوري جيركوف داخل المنطقة (45)، ثم أضاف الهدف الثاني له والثالث لبلاده بعدما مرر تيليمانس كرة عرضية الى المنطقة فشل ميتشي باتشواي في السيطرة عليها، فوصلت الى لاعب تشلسي الذي سددها ارضية في الشباك (88).

ويأمل منتخب بلجيكا في مواصلة مشواره التصاعدي مع جيله الذهبي الحالي والبناء على مركزه الثالث في مونديال روسيا من خلال الحصول على إحدى بطاقتي المجموعة.

في المقابل مني المنتخب الروسي، الذي طرد له الحكم لاعبه ألكسندر غولوفين في الدقيقة 90، بخيبة أمل وهو الطامح الى البناء على ما قدمه في موندياله حين وصل الى ربع النهائي للمرة الأولى منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي قبل الخروج على يد كرواتيا بضربات الترجيح.

وتلعب الاحد بلجيكا أمام قبرص الفائزة على سان مارينو بخماسية نظيفة، فيما تلعب روسيا مع كازخستان التي حققت مفاجأة مدوية بفوزها على اسكتلندا 3-صفر، التي تستقبل الجريحة سان مارينو.

وفي المجموعة الخامسة، استمرت معاناة كرواتيا منذ مشاركتها التاريخية في مونديال روسيا الصيف الماضي حين وصلت الى النهائي للمرة الأولى في كأس العالم قبل خسارتها أمام فرنسا (2-4)، وذلك بفوزها الصعب على ضيفتها إذربيجان 2-1 بعد أن كانت متخلفة.

وعجزت كرواتيا حتى الآن عن البناء على ما حققته في مونديال روسيا، إذ منيت بعدها بخيبة الهبوط الى المستوى الثاني من النسخة الأولى لدوري الأمم الأوروبية بعد هزيمة مذلة أمام إسبانيا (صفر-6) وأخرى أمام إنكلترا (1-2).

ADVERTISEMENTS

ولم يحقق رجال المدرب زلاطكو داليتش الذي افتقد بعد المونديال الروسي ماريو ماندزوكيتش والحارس دانيال سوباشيتش والمدافع فيدران تشورلوكا للاعتزال الدولي، سوى فوزين من أصل 6 مباريات خاضوها منذ النهائي ضد فرنسا، أحدهما على الأردن وديا 2-1.

وبدا أن الخيبة ستتواصل في مستهل مشوار التأهل الى النهائيات القارية حين تخلفوا بهدف في الدقيقة 19 سجله راميل شيداييف، لكن فريق داليتش دخل الى الشوط الثاني وهو على المسافة ذاتها من ضيفه بعدما عادل بورنا باريزيتش اثر ضربة زاوية (44)، قبل أن ينجح أندري كراماريتش في خطف هدف الفوز في الدقيقة 79 بعد تمريرة من أنتي ريبيتش، مانحا بلاده النقاط الثلاث التي وضعتها في المركز الثاني خلف سلوفاكيا بفارق الأهداف، وذلك بعد فوز الأخيرة على ضيفتها المجر 2-صفر.