أعلن البريطاني أندي موراي، أحد "الأربعة الكبار" في كرة المضرب، الجمعة اضطراره للاعتزال هذا العام بسبب الآلام التي يعاني منها في الورك، في مؤتمر صحافي غلب عليه التأثر والدموع، وتبعته تعليقات متضامنة.
وكان موراي (31 عاما) المصنف أول عالميا سابقا، قد خضع مطلع العام الماضي لعملية جراحية لمعالجة إصابة في الورك أبعدته لأشهر. وعاد البريطاني الى الملاعب في منتصف 2018 ليحقق بداية صعبة وغير موفقة الى حد كبير، قبل أن يبتعد مجددا في أيلول/سبتمبر. وهذا العام، شارك في دورة بريزبين الأسترالية الأسبوع الماضي، وخرج من الدور الثاني أمام الروسي دانييل ميدفيديف.
وبدا بوضوح أن موراي لم يتمكن خلال الأشهر الماضية، من تخطي آثار الإصابة والعملية الجراحية بشكل كامل، وكشفت مشاركاته القليلة في دورات المحترفين أن اللاعب يعاني لاستعادة جاهزيته البدنية الكاملة.
وفي مؤتمر صحافي في ملبورن قبل أيام من انطلاق بطولة أستراليا المفتوحة، كشف موراي أن أولى مسابقات الغراند سلام لهذا الموسم (14-27 كانون الثاني/يناير) قد تكون الأخيرة له في الملاعب، على رغم رغبته في إنهاء مسيرته في ملاعب بطولته المحببة، أي ويمبلدون الإنكليزية.
وقال موراي "يمكنني أن ألعب لكن مع قيود. وجود هذه القيود والألم يمنعاني من التمتع بالمنافسة أو التمارين".
ويعد موراي من "الأربعة الكبار" في كرة المضرب، الى جانب الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف أول عالميا، والإسباني رافايل نادال الثاني، والسويسري روجيه فيدرر الثالث، على رغم أن الإصابة والعملية الجراحية ساهمتا في ابتعاده تراجع ترتيبه الى 230 عالميا حاليا.
وتنبع رغبة موراي في إنهاء مسيرته في ويمبلدون، انطلاقا من العلاقة الخاصة التي تربطه بها، اذ أحرز لقبها مرتين (2013 و2016) من ضمن ألقابه الثلاثة في بطولات الغراند سلام. لكن الأهم بالنسبة الى "السير" أندي، هو أنه كان أول بريطاني يحرز لقب البطولة المقامة على الملاعب العشبية لنادي عموم إنكلترا، منذ 77 عاما، وذلك في العام الذي تلا فوزه بأول ألقابه الكبيرة (فلاشينغ ميدوز الأميركية 2012).
وقال موراي في المؤتمر الصحافي "ويمبلدون هي حيث أرغب في التوقف عن اللعب، لكنني لست متأكدا من أنني سأتمكن من القيام بذلك (...) أنا أعاني منذ وقت طويل. لست واثقا من قدرتي على اللعب مع هذا الألم لأربعة أو خمسة أشهر إضافية".
وتابع "قمت تقريبا بكل ما يمكن لمحاولة تحسين وضع وركي (...) لكن لم يحصل تحسن كبير"، متابعا "أعتقد أن ثمة إمكانية لأن تكون بطولة أستراليا المفتوحة، الدورة الأخيرة بالنسبة إلي".
وعلى رغم أن كل اللاعبين ضمن "الأربعة الكبار" عانوا خلال العامين الماضيين من إصابات وغيابات مطولة، الا أن الثلاثي ديوكوفيتش ونادال وفيدرر، تمكنوا من العودة الى المنافسة، وأحيانا بشكل أقوى من السابق، في حين بدا موراي متعثرا وغير قادر على تثبيت أدائه أو مستوى لياقته.
وبعد فوز وخسارة في بريزبين، خاض موراي مباراة تدريبية ضد ديوكوفيتش الخميس، اضطر لوقفها بعد نحو ساعة وقد بدا عليه الألم.
ومن المقرر أن يبدأ موراي مشاركته في بطولة أستراليا، بمباراة في الدور الأول ضد الإسباني روبرتو باوتيستا أغوت، والتي ستشكل اختبارا لقدرته البدنية على تحمل خوض مباريات من خمس مجموعات ممكنة، لا سيما في ظل الطقس الصيفي الحار في أستراليا في هذه الفترة.
وقال البريطاني "سألعب (المباراة في ملبورن). لا زلت قادرا على اللعب عند مستوى معين، لكنه ليس المستوى الذي يسعدني".
ولم يتمكن موراي من بلوغ المباراة النهائية لإحدى بطولات الغراند سلام منذ تتويجه بلقبه الثاني في ويمبلدون 2016، علما أنه أحرز خلال مسيرته الاحترافية التي بدأت عام 2005، في دورات المحترفين 45 لقبا بينها ثلاثة ألقاب كبيرة، وميداليتين ذهبيتين أولمبيتين (فردي الرجال في لندن 2012 وريو دي جانيرو 2016)، فضلا عن فوزه ببطولة الماسترز الختامية لموسم 2016 والتي تضم أفضل ثمانية لاعبين.
وشكل إعلان موراي مفاجأة في كرة المضرب، لاسيما وأنه يأتي بعد نحو أسبوعين من تصريحات أدلى بها على هامش دورة بريزبين، أكد فيها أنه ليس نادما على عدم تخليه عن كرة المضرب في خضم فترة الإصابة.
وسارع العديد من اللاعبين الحاليين والسابقين الى التنويه بموراي ومسيرته، داعين إياه الى القتال من أجل البقاء لأطول فترة ممكنة.
ومن ضمن هؤلاء الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو الذي اختبر بدوره المعاناة المتكررة مع الإصابة لاسيما في الرسغ. وكتب المصنف خامسا عالميا عبر "تويتر"، "أندي، لقد تابعت مؤتمرك الصحافي. رجاء لا تتوقف عن المحاولة. واصل القتال. يمكنني أن أتخيل ألمك وحزنك. آمل في أن تتمكن من تخطي ذلك. تستحق أن تعتزل وفق شروطك الخاصة (...) نحبك أندي موراي، ونريد أن نراك سعيدا وعلى ما يرام".
أما الجنوب إفريقي كيفن أندرسون السادس فقال عبر "تويتر"، "آمل في أن نواصل رؤيتك على أرض الملعب (...) كرة المضرب أفضل بوجودك".
أما اللاعب السابق الأميركي أندي روديك فاعتبر أن موراي كان "على لائحة قصيرة من أفضل التكتيكيين" في تاريخ الرياضة، مشيرا الى أنه حقق "نتائج غير معقولة في فترة قاسية. لا يحظى سوى بالاحترام".