برق ما «تقجع» لصفقة بمقاربة تشاركية
الجمعة 26 شتنبر 2014 - 12:18المدينة الفاضلة التي وعد فوزي لقجع بأن تأوي قبيلة عشاق الكرة بهذا البلد، يبدو أن أسوارها عالية وأبوابها موصدة ومفتاح ولوجها ما يزال ضائعا في سرداب لا قرار له ولا بوصلة تقود إليه.
على عهد الفهري كانت الأوراش عنوان المرحلة، تارة نسمع عن أشغال الحفر التي ترافقها وفي أخرى كان ناطقها العالم بأسرارها يحمل معشر الإعلاميين مسؤولية تعطيل بعضها، أما إن لم يكن من بد للإعتراف بفشل أو خطأ، فإن «السي علي» لم يكن يكابر وكان يعترف بروح رياضية عالية بتقصير أو عجز..
اليوم لا يبدو الوضع أفضل، ما تغير هو طلاء وصباغة البيت أمام الدار فما زالت على حالها إن لم تكن الرطوبة قد غزت أركانا وزوايا كثيرة منها.
ما ظل يلوكه لسان لقجع في حملات الصيف والخريف قبل أن يصل لحيث خطط وأراد، وما ظل يبشر به من تخليق للممارسة ولعب نظيف وميثاقات شرف، تعريها وقائع اليوم وتقيم الكثير من المعطيات بالحجة والدليل على أنها كانت شعارات انتخاباوية لا غير، وعلى كونها لا تختلف عن «ماكيط» ملاعب المونديال الشهيرة..
تابعنا طيلة الأشهر الستة التي هي عمر الجامعة، الكثير من الظواهر التي أكدت استمرار العزف على وتر الهواية، وعلى أن الغارات التي كانت تمارس من بعض أعضاء المكتب الفيدرالي الحالي على من سبقوهم، كانت لغاية في النفس ولم تكن نابعة من قناعات ولا حركها وازع تغيير المنكر الكروي كما روجوا له.
المقاربة التشاركية كانت أكثر كلمة تداولها لقجع وهو يؤكد أن صدر الجامعة رحب فسيح يسع للجميع، وعلى أن عهد الإقصاء والحكرة انتهيا ووليا لغير رجعة.
ولعل السيد الرئيس كان صادقا في وعده، لذلك أوفى بمبدأ هذه المقاربة التشاركية وهو يشرك أطرافا أخرى في صفقة ضمه للاعب المغرب الفاسي حلحول، على الرغم من كون قانون الفيفا أولا والممارسة النظيفة المبشر بها ثانيا ومبدأ تكافؤ الفرص بين كل الفرق ثالثا، أجمعوا كلهم على فتوى «الحرام» بوجه هذه الصفقة وغلفوها بصفة «الشبهة» في أخف الأحكام.
تعددت الروايات التي بررت ما لا يبرر في صفقة انتقال حلحول الفاسي لفريق لقجع البركاني بتوقيع وبصمة فريق بيضاوي، ولا أحد اقتنع بطرح الإستثمار ولا علاقة الشراكة والتوأمة التي روج لها الطرفان إبراء للذمة.
وحده المغرب الفاسي إلتزم الصمت لكون بناني لا يهمه مصدر الشيك أكان يحمل علامة البرتقال أم موقع بمخالب نسر، المهم أن يستفيد من ثلث الصفقة ويقلل من هامش الخسارة ويضمن جزءا من ديونه قبل أن يعطي ظهره للريح..
في إيطاليا وفرنسا وغيرهما من البطولات الإحترافية التي تحترم نفسها وتنشد قيم المساواة واللعب النظيف، تم الحكم على فرق بالهبوط لدوريات دنيا لمجرد الشك الذي لا يذهب اليقين في شبهات تعاملات تهم صفقات لا تحترم الضوابط وتحيد عن المسار الذي حددته لها الفيفا.
وفي إسبانيا إستقال رئيس برشلونة لمجرد كشف صحيفة كاطالونية عن أسرار وتوابل وضعت في «طنجرة» نيمار البرازيلي ولم يتضمنها العقد المعلن عنه للعموم.
هنا الأمر مر مرور الكرام، حتى ولو كان الطرف المتورط هو رئيس الجامعة الذي نصح ذات يوم المنتفعين من الكرة بالتوجه للعقار والسمسرة فيه لأنه أضمن وأسرع ربحا، وبوصفه ثانيا مالكا لمفاتيح ميزانية الدولة وما تفرضه المعاملات المالية على أعلى المستويات سواء محليا مع مجالس المدن المختلفة أو عالميا من دقة وضبط وربط للشاردة والواردة وبنزاهة مطلقة.
ستكون جرأة كبيرة من لقجع لو يكشف الغطاء ويقدم لنا طرحا مقنعا يبرر به الخفي الأعظم في صفقة حلحول، وأي لباس سيلبسه لها بعد أن كان من المفروض أن يكون فريقه مرجعا في تخليق الممارسة، لا أول من يثير النقع والغبار والعجاجة بالدارجة.
هكذا أسقط حلحول رئيس الجامعة في وحل صفقة كان من الممكن تدبيرها بأكثر من طريقة، وهكذا أشرك لقجع أطرافا أخرى في صفقة تهم فريقه ليصدق وعده على أن المقاربة التشاركية قرارا وليست شعارا؟