هل أصبحت جماهير خريبكة متخصصة في ترهيب المدربين؟
الخميس 25 شتنبر 2014 - 14:25من يحمي المدربين من شطط المدرجات؟
العجلاني آخر ضحايا القلعة الفوسفاطية
أصبحت فئة من جماهير أولمبيك خريبكة تشكل بعبعا حقيقيا لمدربي هذا الفريق، بسبب الإنتقادات المجانية التي يتعرضون لها والتهديدات المتواصلة، وجاءت الأحداث التي عرفتها مباراة أولمبيك خريبكة والكوكب المراكشي عن الجولة الثانية بالبطولة والإنتقادات التي تعرض لها المدرب أحمد العجلاني لتعيد أسطوانة الإحتجاجات المجنونة على مدربي الفريق الفوسفاطي، حيث انضاف المدرب التونسي العجلاني إلى قائمة ضحايا هذه الإحتجاجات المجانية.
شطط بالمدرجات
لم يكن يتوقع أحمد العجلاني أن يحدث هذا الذي حدث بعد أن تلقى سيلا من السب والشتم التهديات في مباراة الجولة الثانية أمام الكوكب المراكشي ببطولة المحترفين، الإحتجاجات كانت مدبرة وممنهجة بعد أن انطلقت شرارتها قبل بداية المباراة، بل حتى عندما انتهت المباراة بفوز الفريق الفوسفاطي، حيث تواصلت حملة الإنتقادات على المدرب بشكل جنوني وأمام اندهاش الحاضرين.
وبدل أن يلقى الفريق ومعه المدرب أحمد العجلاني كل أنواع الثناء والإشادة بعد الفوز الثمين المسجل على فارس النخيل، إلا أن جزاؤه كان هو السب لأسباب لا يعلمها إلا تلك الفئة التي أبت إلا أن تزرع الفتنة داخل الفريق وتؤثر على العمل الجيد الذي يقوم به العجلاني بالفريق الفوسفاطي.
العارفون بخبايا الأمور يؤكدون أن هذه الفئة المشاغبة قررت الهجوم على العجلاني والدفع به للإستقالة بعد أن أبعد لاعبين لهم علاقة بهذه الجماهير التي سعت لرد الإعتبار لهؤلاء اللاعبين المبعدين والإنتقام عبر التشويش على العجلاني والمطالبة بإقالته.
مدربون ضحايا
لم يكن المدرب أحمد العجلاني هو الأول الذي تعرض لسطوة هذه الفئة من الجماهير بأولمبيك خريبكة، بل إن العديد منهم كانوا ضحايا لشطط هؤلاء، نتذكر يوسف المريني الذي عانى الشيء الكثير من الإنتقادات والإحتجاجات رغم العمل الذي قام به ومحاولته لبناء فريق في المستوى، ومع ذلك تعرض لحملة التشويش والضغط قبل الرحيل.
نفس المطب شرب منه المدرب فؤاد الصحابي في الموسم الماضي، إذ لم تشفع له النتائج التي سجلها في الجولات الأخيرة في الموسم ما قبل الماضي، حيث عانى هو الآخر من الإنتقادات التي لم تقتصر على المباريات، بل تعدتها للحصص التدريبية التي كانت تجرى على وقع الفوضى والإحتجاج، ما كان يدفع بالمسؤولين للإستنجاد برجال الأمن في العديد من المناسبات، وأُجبروا على إجراء التداريب بأبواب مغلقة.
ردَة العجلاني
كان من الطبيعي أن تكون ردة العجلاني قوية بعد أن قدم استقالته مباشرة بعد المباراة، والسبب هي الإنتقادات المجانية والمجنونة من طرف فئة من الجماهير، إستقالة كانت طبيعية بعد أن وجد المدرب التونسي أن ظروف العمل لم تعد مناسبة في ظل الأوضاع التي رأى فيها عدم قدرته على الإشتغال والتركيز والعطاء.
العجلاني لم يسلم من هذه الحملة رغم أنه نجح في الحفاظ على مكانة الأولمبيك بالقسم الأول واستطاع تجاوز المشاكل التي عرف فريقه في الموسم الماضي، بدليل أن الفريق الفوسفاطي فقد ست نقاط بسبب أخطاء إدارية، هذا الموسم وبعد أن أشرف على الإنتدابات بخلاف الموسم الماضي استطاع أن يغير الشيء الكثير في فريقه، وكانت هناك إشارات على أن أولمبيك خريبكة قادر على الظهور هذا الموسم بمستوى جيد.
متى ينتهي العبث
لن يكون من مصلحة المكتب المسير لأولمبيك خريبكة أن يترك مثل هذا العبث الذي يأتي من المدرجات وكذا استفزازات هذه الفئة التي غرضها التشويش على المدربين واللاعبين أن يستمر داخل الفريق، وسيكون على المسؤولين التصدي بقوة لما بات يتعرض له كل مدرب يقود سفينة الخريبكيين، سيكون من الإجحاف ترك فئة من الجماهير تتحكم في مستقبل المدربين، بدليل أن أغلبهم يفضل الهروب بجلده بدل البقاء وسط أجواء لا تساعد على الإشتغال، وإلا لما اضطر مجموعة من المدربين السابقين الإبتعاد مكرهين عن القلعة الفوسفاطية التي عهدنا منها حمل شعار الإستقرار التقني، خاصة أن نفس الحالات تتكرر مع مجيء كل مدرب، فمتى سينتهي العبث بمدربي ولمبيك خريبكة؟
الإلترات تتدخل
حسنا فعلت إلترات أولمبيك خريبكة عندما قررت التدخل على الخط لتؤكد أن ما تعرض له العجلاني والمدربين السابقين من احتجاجات وضغط لا يمت بصلة للجمهور الخريبكي الحقيقي، حيث استنكرت بشكل رسمي أحداث مباراة الكوكب المراكشي وعبرت عن استيائها لما تعرض له المدرب التونسي، والأكثر من هذا أن ممثلين عن الإلترات والجمعيات المساندة للفريق الفوسفاطي زاروا الفريق في إحدى الحصص التدريبية وقدموا باقة ورد كعربون للوفاء والمساندة والدعم من الجمهور الخريبكي الحقيقي الذي يريد الخير لفريقه، وهي الخطوة التي أثرت في العجلاني وأسعدته كثيرا، بل أشعرته أنه داخل أسرته.
عاد إذن العجلاني وأطفأ غضبه وعدل عن الإستقالة التي أشهرها، لكن السؤال يبقى هو إلى متى ستظل هذه الفئة من الجماهير الذي يعرفها المسؤولون شخصا بشخص تزرع الفتنة داخل الفريق وتقرر في مصير المدربين؟ وما هي التدابير التي سيتخذونها حتى لا تتكرر معاناة المدربين بالقلعة الخريبكية؟
عبداللطيف أبجاو