ADVERTISEMENTS

أين هو الميثاق الأخلاقي؟

الإثنين 22 شتنبر 2014 - 12:12

لا تمر علي مناسبة أحاور فيها مدربا أو أستمع إليه محاورا من زميل إعلامي أو أتحدث معه بشكل حميمي إلا وأطلق زفرات ساخنة، كلها حزن وشجن وشكوى مما يمكن تسمية بظلم ذوى القربى، حتى ليبدو لي أنه لا يوجد مدرب سلم من الأذى ومن التشويش ومن همزات إخوته في حرفة التدريب.
ولا أرى في كثير مما يطلق من الشكوى مغالاة أو تقنعا أو بحثا عن تبرير فشل مهني، فالوقائع التي تحكي عن الوشايات وعن الهجمات المبرمجة وعن صالونات التحليل في كثير من المواقع الإعلامية التي تسخر نهارا وجهارا للإيقاع بمدربين بعينهم، تجعلنا نستفهم عن أصل الظاهرة وعن الذي فعلته الجامعة وودادية المدربين المغاربة لاستئصالها من الجذور ولتمتيع المهنة بكل الأدبيات وبكل الحماية الممكنة لأخلاقيتها.
يقول مدربون أنهم يتعرضون في توقيتات معينة لسلخ إعلامي مبرح كثيره ينجز تحت الطلب، ويقول آخرون أن النار التي تحرقهم غالبا ما تأتي من محللين يحتلون مواقع في استديوهات وطنية لا يكون بمقدورهم أن يقيسوا المسافة التي توجد بين ما يحللونه وهم خارج الظاهرة ويؤسسون عليه أحكاما فنية لا يمكن قطعا أن تكون أحكام قيمة، وبين ما يمكن أن يحدسونه للذي يحدث داخل الظاهرة ويتحكم أحيانا في اختيارات المدربين.
وإذا كانت كل الأعراف الإحترافية والأحكام المهنية لا تجيز إطلاقا أن يتصيد مدربون أخطاء لزملائهم فيحولونها لأداة للتشهير في أوساط مسيرين نعرف جميعا محدوديتهم التقنية ونعرف هشاشتهم الفكرية حيال كل ما يمكن تسميته بالنتائج السلبية، إذا كانت أخلاقيات المهنة وأدبيات التحليل التقني الموضوعي لا تجيز السلخ الإعلامي الذي نشهد عليه وشهر به أكثر من مدرب، فإن تأمين الوسط الكروي من كل هذه الطفيليات يلزم الجامعة على الخصوص بأن تباشر دور الوصي على الأخلاقيات ودور الحارس الأمين على القيم ودور الشرطي الذي يعاقب كل تعد سافر على نظام السير.
لقد إستمعت لرئيس الجامعة السيد فوزي لقجع وهو يقسم بأغلظ الإيمان أنه لن يتهاون في ضرب كل فاعل كروي يقصد خلق البلبلة وإثارة الفتنة إعلاميا وتوجيه التهم من دون أن يقيم عليها دليلا والتعدي السافر على الأخلاق، وقد دلل على هذا الجزم بأن أحدث لجنة للأخلاقيات وضع على رأسها الباحث والمفكر والرياضي الأستاذ أحمد الوردي، ولا بد أن هذا التقاطع الذي حدث اليوم بتنصيب هذه اللجنة سينقلنا من وضع الذي يشجب ويندد ولا يفعل شيئا إلى وضع الذي يراقب ويصدر الغرامات ويعاقب كل خروج عن النص الأخلاقي ويحفظ للممارسة الكروية حرمتها وصدقيتها وأخلاقها التي إن ضاعت قرأنا السلام على كرة القدم الوطنية.
وسيكون لزاما في هذه المرحلة أن تكون لجنة الأخلاقيات التي عهدت رئاستها إلى الأستاذ أحمد الوردي قد إنتهت من وضع الميثاق الأخلاقي الذي سيضع الكل من لاعبين ومدربين ومسيرين وحكام في صورة الحدود التي يجب الوقوف عندها والخطوط الحمراء التي لا يمكن إختراقها والعقوبات التي تتهدد كل من خرج عنوة عن النص الأخلاقي إما بكيل التهم بلا حجة ولا دليل وإما بالتشهير العلني وإما بالتعدي على أخلاقيات الزمالة، وعندها سنكون قد هزمنا عدوا كبيرا يمشي بيننا يثير الفتن ويضرب الأخلاق.   

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS