يوسف الكناوي نجم النسور ومستقبل الأسود:
الجمعة 19 شتنبر 2014 - 13:52لا تهمني الرسمية بقدر ما يهمني أن أكون عنصرا مؤثرا وفعالا
تفاجأت لدعوتي للمنتخب وتشجيعات الزاكي منحتني ثقة مضاعفة
في المباراة الودية التي خاضها المنتخب الوطني أمام نظيره الليبي تألق اللاعب يوسف الكناوي ومنح الإضافة المرجوة للمنتخب، وأكد بالفعل بأنه موهبة وأحد فلتات البطولة المحلية، وأنه سيقول كلمته مستقبلا، وبعد هذه المباراة كان لنا إتصال بهذا اللاعب الخلوق، وكعادته فقد فتح قلبه لجريدة «المنتخب» وتحدث بكل تلقائية عن أحاسيسه ومشاعره بعد هذه الدعوة التي تلقاها من الناخب الوطني، وهي مشاعر اختلطت فيها الفرحة بالدهشة والمفاجأة، لكنه سرعان ما دخل في أجواء المنتخب بعد أن حظي بدعم وتشجيع المدرب الزاكي وطاقمه المساعد، إنها لحظات تاريخية سيتذكرها هذا الفتى طيلة مسيرته وحياته باعتبار أهمية الدفاع عن القميص الوطني في نظره، وهذا بالفعل ما نحتاجه حاليا في عناصر المنتخب الوطني الغيرة القوية على هذا القميص.وكي لا أطيل أترككم مع هذا النجم الصاعد وهو يحكي عن هذه اللحظات التي عاشها مع المنتخب الوطني وعن أهدافه وطموحاته المستقبلية.
ـ كيف تلقيت دعوة الناخب الوطني الزاكي بادو؟
ـ «بكل صراحة لم أصدق في البداية لأني لم أكن أنتظر هذه الدعوة، خاصة أنها جاءت بعد المباراة التي خاضها المنتخب الوطني ضد نظيره القطري، وحينما اتصل بي رضوان الطنطاوي الكاتب الإداري للرجاء بهذا الخصوص ظننت بأن الدعوة تخص المنتخب المحلي، لكنه أكد لي بأني سألتحق بالمنتخب الأول، وكانت بالفعل مفاجأة كبيرة وسارة بالنسبة لي، وأنا في الطريق لم أكد أصدق ما يحدث فأن يقع عليك الإختيار وسط كل لاعبي البطولة للإلتحاق بالمنتخب الوطني أشعرني بفرحة لا يمكن تصورها لأن اللعب للمنتخب هو أقصى ما يمكن أن يتمناه أي لاعب، والحمد لله فقد تحققت هذه الأمنية في ظرفية غير منتظرة».
ـ كيف عشت أجواء المنتخب الوطني؟ وهل وجدت بعض الصعوبات للتأقلم مع هذه الأجواء الجديدة؟
ــ «إلتحقت بمقر إقامة المنتخب ليلا، وكانت الأجواء جيدة وعند وصولي رحب بي الناخب الوطني الزاكي بادو ومساعديه مصطفى حجي وسعيد شيبا، كما تكلموا معي وحاولوا الرفع من معنوياتي وأكدوا لي ثقتهم في مؤهلاتي وهذا ما دفعهم لدعوتي لتعزيز صفوف المنتخب وهذه الكلمات من مدربين ونجوم سابقين شجعتني كثيرا كما أنها حفزتني وأخرجتني من تلك الدهشة وبعدها أصبحت كل الأمور عادية بالنسبة لي خاصة في ظل تواجد لاعبي الرجاء».
ــ التحول من لاعب لم يضمن بعد مكانته الأساسية داخل الرجاء إلى لاعب بالمنتخب الأول ماذا يعني لك ذلك؟
ــ «ضمان الرسمية داخل الرجاء البضاوي ليس بالشيء السهل فإذا وضعت أي لاعب من الرجاء حاليا في أي فريق أخر ينتمي للبطولة الإحترافية، فإن رسميته لن تناقش وسيضمنها بسهولة. وشخصيا ليس المهم بالنسبة لي أن أكون عنصرا أساسيا لكن الأهم هو أن أكون عنصرا مؤثرا داخل الفريق فحينما أدخل لرقعة الميدان في أي وقت سواء منذ بداية المباراة أو في الجولة الثانية أو حتى في اللحظات الأخيرة يجب أن تكون بصمتي واضحة وأمنح الإضافة وأساهم في تغيير النتيجة لصالح فريقي وهذا هو الشيء المهم. والرجاء فريق كبير وبالتالي فإن مجرد حمل قميص الفريق يعني بأنك لاعب في المستوى. وتواجد أغلب لاعبي الفريق بالمنتخبين الأول والمحلي لدليل واضح على ما أقول».
ــ ألا تظن بأن هذه الدعوة من طرف الناخب الوطني قد ترفع من أسهمك داخل الرجاء؟
ــ «كما قلت سابقا فإن حمل القميص الوطني هو شرف بالنسبة لأي لاعب، ومن الطبيعي أن يساهم ذلك في الرفع من قيمة اللاعب ومن أسهمه، وشخصيا فإن هذا يشكل حافزا مهما بالنسبة لي وسيشجعني على مزيد من البذل والعطاء، وداخل الرجاء هناك العديد من الإستحقاقات التي تنتظرنا وتبقى الصلاحية للمدرب عبد الحق بن شيخة الذي يختار العناصر الأكثر جاهزية واللاعب المناسب لكل مباراة لأن المباريات تختلف في طبيعتها وفي نوعية الخصوم وطريقة اللعب، وبالتالي فإنه يدرس الخصم ويختار العناصر التي تصلح لكل مباراة. لأن الأهم بالنسبة لنا داخل الرجاء هو تحقيق الإنتصارات ومصلحة الفريق التي تبقى فوق كل اعتبار».
ــ وماذا عن إحساسك بعد مشاركتك في هذه المباراة الودية أمام ليبيا؟ وهل انت متخوف من عدم المناداة عليك مستقبلا؟
ــ «شخصيا لا أفكر بهذه الطريقة، فتلبية دعوة المنتخب هو واجب وطني، وبهذه المناسبة فإني أشكر الناخب الوطني على هذه الفرصة التي منحها لي فالتواجد مع كوكبة من اللاعبين المحترفين وأجود لاعبي البطولة هو فخر بالنسبة لي، أظن بأني قدمت ما كان منتظرا مني أمام المنتخب الليبي ومنحت الإضافة للـمنتخب الوطني وهذا واجب وهو الدور الذي يجب أن أقوم به. حاليا أحس بنوع من الإرتياح بعد هذه المباراة وهذا الفوز الذي أعاد بعض الثقة للاعبي المنتخب وأنا جد سعيد بمساهمتي المتواضعة في هذا الفوز لكن هذا يفرض علي أن أعمل أكثر وأضاعف من جهودي لأحظى بثقة الناخب الوطني مستقبلا وهذا طموح مشروع لكل لاعب مغربي.
ــ نعود لنتحدث عن الرجاء، كيف ترى بدايته هذا الموسم؟ وهل تأقلمت مع الأجواء بالعاصمة الإقتصادية؟
ــ «أنا سعيد جدا بانضمامي لفريق كبير من حجم الرجاء وهذا يجعلني أحس بالفخر لدفاعي عن قميص فريق عريق، وبكل صراحة فإن كل الظروف مواتية للعمل وهناك أجواء احترافية بمعنى الكلمة، لم أجد أية صعوبة في الإندماج داخل الفريق وعلاقتي جد طيبة بكل اللاعبين وبكل مكونات الفريق، وحاليا أقيم بالعاصمة الإقتصادية في مكان بعيد عن الضوضاء وهذا ما يجعلني أحس بارتياح كبير. هذا الموسم كانت الإستعدادات مكثفة وفي المستوى وحققنا انطلاقة جيدة بتعادلنا بتطوان أمام البطل كما قدمنا مباراة جيدة وهذا مهم جدا وسيحفزنا على تحقيق نتائج جيدة في المستقبل».
ــ قريبا ستواجهون الجيش الملكي في كلاسيكو مثير برسم البطولة والكأس فكيف تنظر لهذه المواجهة؟
ــ «هي بالفعل مواجهة قوية وصعبة، فالكلاسيكو بين الرجاء والجيش غالبا ما يحظى باهتمام كبير وذلك لقيمة الفريقين، لكن بالنسبة لنا داخل الرجاء لا نستصغر أي خصم ولا نعطي قيمة أكبر لخصم آخر. لأن المنافسة على الألقاب تفرض علينا احترام كل الخصوم وأخذ كل المباريات بكل الجدية اللازمة، وكما خضنا المباراة الأولى أمام تطوان وكذا مباراة الكأس أمام الرشاد البرنوصي فإننا سنلعب كل مبارياتنا القادمة بنفس الشكل بما فيها المواجهة القوية التي ستجمعنا بالجيش الملكي».
ــ ستخوض أول تجربة لك في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، فماذا عن هذه التجربة الجديدة؟
ــ «هي منافسة مهمة بالنسبة للرجاء هذا الموسم لأنها مفتاح المشاركة في منافسات كأس العالم للأندية. وحاليا الفريق يضم ترسانة مهمة من اللاعبين الجيدين ومن المفروض أن ينافس على هذا اللقب القاري، وهذا هو الهدف الأساسي بالنسبة لنا هذا الموسم، وفي الحقيقة فهي تجربة مهمة بالنسبة لي شخصيا، إذ ستمكنني من الإحتكاك أكثر بالكرة الإفريقية وهذا ما سيساعدني أكثر على تطوير مؤهلاتي وإمكانياتي وسيضاعف من فرص التحاقي بالـمنتخب الوطني».
ــ كلمة ختامية؟
ــ «أشكركم على هذه الفرصة، وعبر منبركم أوجه تحية تقدير للجمهور الرجاوي الذي أكن له كل التقدير والإحترام ومن أجله التحقت بالرجاء، وأتمنى أن أوفق في إرضائه وإسعاده، كما أشكر الناخب الوطني على هذه الفرصة التي منحها لي وأؤكد للجمهور المغربي بأن المنتخب في أيادي أمينة لأن الطاقم التقني يقوم بعمل جيد لبناء منتخب قوي ومتماسك وبمزيد من الصبر والدعم والمساندة يمكن أن نجني ثمار هذا العمل الكبير في المستقبل القريب، وبطبيعة الحال فإني أتمنى كل التوفيق للرجاء وكذا للمنتخب الوطني في (الكان) القادم».
حوار: إبراهيم بولفضايل