الرجاء عالمي وعويطة عالمي
الإثنين 08 شتنبر 2014 - 12:30«لا أعرف فريقا إسمه الرجاء».. عبارة استفزازية مجانية، كانت كافية لتشعل النار فـ «التبن» وتحرض «صوت الشعب» على بطل تغنى بصولاته «الشعب» أيضا في فترة من فترات كان المضمار يدين فيها بالولاء لسيقان العدائين المغاربة.
تابعت فصول هذا السجال الشعبوي الذي فجره عويطة بضحكة «باسلة» فأصبح بحاجة لصابون تازة كي يفلت من كماشة رئيس الرجاء محمد بودريقة الذي قابل هذه الغمزة بـ «طلية» ورطت البطل الأسطوري مع جماهير الخضراء ليفقد الكثير من مريديه من الذين يجعلون الأخضر فوق كل شيء..
لا أحد يصدق أن عويطة لا يعرف فريقا إسمه الرجاء، لذلك تساءلوا عن السر وراء الرسالة التي حاول تمريرها وهو يسأل عن فريق نال شهادة الجودة العالمية دون أن يكون بحاجة لا لعويطة ولا لأرانب سباق يسخنون الطرح.
الفايسبوك كشف بعضا من جوانب الخفي الأعظم في هذه الحكاية، وقالوا أن رفض بودريقة التعامل مع منتجات وأقمصة عويطة التي عرضها ذات يوم على الفريق كانت سبب العداء الذي تفجر وأخذ طابع «التقلاز من تحت الجلابة».
رد بودريقة كان قويا وصارما حين قال بالحرف «يكفينا شرفا أن يعرفنا عاهل البلاد لذلك لا يهمنا إن كان لا يعرفنا عويطة».. وهذا كان سببا ليسيل الكثير من المداد هناك بالخليج، حيث يطل سعيد بتحاليله الأمريكية وكلها أسهبت في التشفي من كل هذا اللغط الفاضح والتآكل الفج بين أبناء البلد الواحد، في مظهر يعكس كم نتعملق حين نتبارى لنشر غسيلنا القذر على أسلاك الجيران؟
غير مقبول أن يقول عويطة أنه لا يعرف الرجاء التي يعرفها أبناء المداشر هنا بالمغرب، كما يعرفها البعيدون هناك بالبرازيل التي أصبح واحدا من شوارع مدنها يحمل إسم الرجاء.
الرجاء التي لا يعرفها عويطة هي الرجاء التي كانت أول من دخلت العالمية بين كل أقرانها الأفارقة، وهي الرجاء التي أنجبت الظاهرة ظلمي الذي كرمته اليونسكو كرمز للعب النظيف والراقي.. وهي الرجاء التي خرج من رحمها بيتشو وبصير الذي كان آخر من سجل للمغرب ثنائية في محفل عالمي.
الرجاء التي يجهلها عويطة هي رجاء السملالي الذي كان له شرف مد اليد لعويطة في ذلك الزمن الذهبي الرائع الذي كانت الكرة تأتلف فيه مع أم الألعاب فيسهم الإثنان في خروج الشعب احتفاء بالإنجاز وتفرض على الأمة سهرا حتى مطلع الفجر مراقبة للمضمار والعداد الذي طالما تحطم بفضل دعوات أبناء الرجاء وغير الرجاويين.
هي نفسها الرجاء التي أنجبت حمان أول من سجل للمنتخب المغربي في المونديال وتجرأ على زيارة مرمى ألمانيا وعملاقها مايير..
وهي الرجاء التي قهرت التوانسة بسليم شيبوب وعلولو وعادت بكأس العصبة في عهد استقوت فيه كرة بلاد قرطاج بالكواليس وتوابلها لتكسر شوكتهم في عقر الدار بلاعبين يافعين منهم من بلغ الحلم بالكاد.
الرجاء التي قال عويطة أنه لا يعرفها هي الرجاء التي أخرجت قبل نحو سنة من الآن جماهير الكرة بالمغرب ليطلبوا من الواليدة إرسال «اللعاقة» كي تصاقر باييرن ميونيخ في نهائي مونديال أندية تشرف بحضور عاهل البلاد.
حسنات الرجاء التي تجعلها أشهر من نار على علم كثيرة، ومن يحاول تجاهلها ولو ضحكا أو إغاضة لطرف فهو كمن يستبلد الآخرين ليستفزهم وكمن يوقد الجمر الراقد تحت الرماد، وهو ما وقع فيه سعيد بلخياط بمجانية غير معهودة فيه حين قارن بين أداء الوداد والرجاء دون أن يطلب منه أحد حسن التحليل، والذي لم ينس ربما حكاية الغيني كمارا وغضبة الرجاويين على دوره بالكاف يومها.
أمام ما سيق من بعض المتنطعين حبا لفريق الرجاء من قذف في حق عويطة حتى ولو أخطأ، فهو أيضا أمر مرفوض لأن عويطة هذا سبق الرجاء للعالمية وبه عرف المغرب وتلك شهادة الراحل الحسن الثاني الذي قال في واحد من خطاباته المشهودة أن كثير من الناس عبر العالم عرفوا المغرب بنوال وعويطة، وتلك شهادة للتاريخ لا تقبل لا تأويلا ولا تحريفا ولا حتى مزايدات بخصوص قيمة الرجل.
وما كان على السيد بودريقة أن يندفع بتهور ليشن حربا على من سماهم أصحاب الجذبة «والكبت» والبخور المستورد، لأنه حين أبصر النور قبل 30 سنة فإن سوء الحظ لم يحالفه يومها ليشاهد روائع عويطة بلوس أنجلس وهو يروض المضمار بطريقة أثارت إعجاب العالم يومها.
عويطة الذي قال في حقه بعض من أنصار الرجاء من شدة هيجانهم على ما اعتبروه إساءة لعالميته هجاء وقدحا، هو قاهر المضمار الذي جمع حوله خلال الفترة التي كان يسخر فيها الأرانب لخدمته الوداديين والرجاويين والفاراويين وكل المغاربة الذين كانوا ينصهرون في قالب واحد للدعاء له.
قبل سنوات تناسلت نكت حول عويطة الذي ربح ستيف كرام وقهر أرقام سيباستيان كو والكيني أونديكي، حين خسر انتخابات لم تسعفه للوصول للنوم في قبة البرلمان، قيل أن البطل الذي قهر الجميع أسقطه مقدم حومة عند أول منعرج..
اليوم وبعد خرجته غير المحسوبة فهم بعض الحكماء لماذا ظل فشل عويطة في تأكيد عودة قوية لجامعة أم الألعاب بعد تخرجه من أمريكا، ولماذا واصلت نوال المتوكل الركض وتخلف هو عن خط الوصول..