حسن شحاتة :إذا لم تتحسن ظروف العمل سأغادر الدفاع الجديدي

ما زال الفريق يشكو من نقص في الدفاع الأوسط وجبهة الهجوم
لهذه الأسباب أبعدت سكوما وسوماح من اللائحة الرسمية

بلغة الواثق أكد المدرب المصري حسن شحاتة أنه مصمم العزم على مغادرة الإدارة التقنية للدفاع الحسني الجديدي، وجاء تهديد «المعلم» شحاتة بالرحيل عن فارس دكالة المرتبط به لموسمين، كرد فعل على الأزمة الخانقة التي عاشها فريقه الحالي في المدة الأخيرة، وما رافقها من تداعيات خاصة خلال الرحلتين اللتين قادت الدفاع على التوالي صوب شرق وجنوب المملكة والتي عكرت صفو العلاقة بينه وبين المكتب المسير، ورفض مروض الفرسان في حوار خص به صحيفة «المنتخب» الرياضية المتخصصة، الكشف عن طبيعة المشاكل التي أزعجت شيخ المدربين العرب والأفارقة احتراما للعقد الإحترافي الذي يربطه بالفريق الجديدي، مكتفيا بالإشارة إلى أن الظروف الحالية غير محفزة له للإستمرار في مهامه التقنية داخل الدفاع، ورهن شحاتة بقاءه بالجديدة بتحسين ظروف عمله والبحث عن حلول عاجلة للمشاكل التي تحد من طموحات النادي، كما أماط المدرب السابق لمنتخب الفراعنة اللثام عن دواعي إبعاده للثلاثي واتارا، سوماح وسكوما من القائمة الرسمية لفارس دكالة الذي وقع رفقته على بداية طيبة في منافسات البطولة الوطنية الإحترافية وكأس لعرش.
- المنتخب: على ضوء المباريات الثلاث الأخيرة للدفاع الجديدي سواء في منافسات البطولة أو الكأس، أكيد أنكم كونتم الآن فكرة شاملة وواضحة حول النادي؟
- شحاتة: كما سبق وأن أشرت في عدد من خرجاتي الإعلامية، إن أمرين اثنين حفزاني على الإرتباط بالدفاع الحسني الجديدي، أولاهما حفاوة الإستقبال التي حظيت بها غير ما مرة أثناء زياراتي المتكررة للمملكة المغربية سواء كلاعب أو كمدرب، آخرها لمدينة فاس لما كنت مدربا للزمالك المصري وواجهنا المغرب الفاسي في دوري أبطال إفريقيا، ولا أخفيك سرا أنني كانت تتملكني رغبة أكيدة في خوض تجربة بالبطولة المغربية، وعندما اتصل بي مسؤولو الدفاع قبلت العرض بدون تردد، لا سيما وأنني تعرفت على النادي وعلى أدائه المميز من خلال مباراتيه اللتين أجراهما الموسم الماضي أمام الأهلي المصري في كأس (الكاف)، وأستطيع القول أن الفريق يتوفر على لاعبين جيدين ومنضبطين ويطبقون حرفيا ما يتلقونه أثناء التداريب، وينفذون المهام الموكولة إليهم على أرضية الملعب، وقد اتضح ذلك جليا في الموسم الماضي رفقة مدربهم (الكابتن) بن شيخة، والحقيقة أنه حصل تجاوب كبير بيني وبين العناصر الجديدية منذ أول تمرين ولم تعترضن أية مشاكل، والدليل هو أن الدفاع وقع على بداية طيبة ومشجعة أسعدت جماهيره في البطولة والكأس، وقد برزت عدة أشياء إيجابية في المباريات الثلاث السابقة، وهذا شيء طبيعي لأن المحكات التجريبية لم تكن كافية لي لأخذ فكرة شاملة ودقيقة عن مستوى اللاعبين، كما أنها ليست مقياسا حقيقيا للحكم على أداء الفريق ككل، خاصة وأننا - نحن معشر المدربين - يكون اهتمامنا في اللقاءات الودية منصبا أكثر على اللاعبين الوافدين والموضوعين قيد التجربة، ولا نركز على الثوابت الأساسية، لكن في المقابلات الرسمية تتغير نظرتنا ويصبح أفراد المجموعة مطالبين بالإلتزام بالمطلوب، وبكل صدق كان لاعبو الدفاع خلال المواجهات الأخيرة في مستوى المسؤولية ومنضبطين إلى حد كبير على كافة المستويات سواء ضد النهضة البركانية أوحسنية أكادير، وبرهن كثير منهم أنهم يستحقون فعلا حمل القميص الوطني، والدليل أن أربعة عناصر جديدية تم استدعاؤها مؤخرا للمشاركة في التربص الاعدادي لمنتخب المحليين. 
لقد قبلت خوض المغامرة رفقة الدفاع الجديدي ولدينا طموح كبير للرفع من أداء وأسهم الفريق وتحقيق ما يصبو إليه الجمهور الدكالي، لكن لغاية الأسف هناك أشياء حدثت في الآونة الأخيرة ليست على ما يرام، وسيأتي الوقت للحديث عن هذا الموضوع.
- المنتخب: رغم انطلاق منافسات الموسم الجديد ما زلتم لم تحسموا بشكل نهائي في اللائحة النهائية، هل هذا يعني أن فريقكم ما زال بحاجة إلى تعزيزات؟
شحاتة: إلى حد الساعة لم نحسم بعد في القائمة الرسمية للنادي، فأمامنا مهلة أسبوعين تقريبا، وتحديدا إلى غاية 13 شتنبر الجاري الذي يتزامن وإغلاق باب الإنتقالات الصيفية، للبحث عن قطع غيار جديدة، خاصة وأن الفريق الجديدي يشكو من نقص عددي في قلب الدفاع وخط الظهر وعلى مستوى الهجوم، صحيح لدينا لاعبين جيدين كثر في هذا المركز من قبيل لونغوالما، الكرتي، حدراف والغزوفي، لكن نسعى لتقوية جبهة الهجوم من خلال انتداب أحد المحترفين الأجانب الذين سنخضعه للتجربة بالمجموعة، لأننا في أمس الحاجة إلى مهاجم بمواصفات قناص بمقدوره أن يصنع الفارق ويقدم الإضافة المرجوة للنادي. 
- المنتخب: أثارت قائمة المغادرين التي أعلنتموها مؤخرا جدلا كبيرا داخل الأوساط الرياضية الدكالية، خاصة وأنها ضمت لاعبين لهم مكانتهم داخل الفريق الدكالي مقارنة مع عناصر أخرى حظيت بثقتكم مع أنها لم تلعب مباريات كثيرة في الموسم الماضي، ما تعليقكم ؟
شحاتة: تقصدون الثلاثي سكوما، سوماح وواتارا، لقد أطلعت شخصيا على الحصيلة التقنية للفريق للموسم المنصرم، وتبين لي أن هؤلاء اللاعبين الذين ذكرتهم لم يلعبوا مباريات كثيرة مع الدفاع، مقارنة مع المنتدبين الستة الجدد الذين تعاقد معهم المسؤولون قبل ارتباطي بالنادي، والحقيقة أن أربعة منهم يتوفرون على امكانيات تقنية عالية جدا، واثنين مستواهما جيد، بالنسبة للإيفواري واتارا الذي أعير في منتصف بطولة الموسم الماضي بعد شفائه من الإصابة لإتحاد بلدية أيت ملول، فقد اقترحت عليه الالتحاق بإحدى الأندية الوطنية على سبيل الإعارة لكي يستفيد ماديا وفنيا بدل البقاء احتياطيا، ووعدته بأنه سيظل تحت المراقبة وبإمكان الفريق الدكالي استرجاعه للإستفادة من خدماته في حال تحسن مستواه، أما في ما يخص أيوب سكوما فبكل صراحة لديه مؤهلات محترمة جدا، إلا أنه تنقصه القتالية على أرضية الملعب، ربما يتجنب الإحتكاكات الجسمانية مع المنافسين، ونحن بصراحة نبحث عن لاعب محارب، لأن كرة القدم الحالية تتطلب لاعبين من هذا الصنف، وهناك بعض من هاته المواصفات تتوفر في الغيني سوماح لكن وزنه زائد عن اللزوم، ومن الناحية الفنية يختلف تماما عن زميله سكوما، وقد كنت صريحا مع اللاعبين السالفي الذكر حتى يكونوا على بينة من الأمور، و قد تفهموا الأمر، وبدوري أتمنى أن يكون التوفيق حليفهم رفقة الأندية التي سيدافعون عن ألوانها مستقبلا.
- المنتخب: نعلم أنك اشتغلت على أعلى مستوى في مصر والخليج العربي، بكل صراحة وبعيدا عن  لغة الخشب، هل أنت راض عن ظروف الإشتغال داخل الدفاع الجديدي؟
شحاتة: أنا صريح بطبعي، ولم أكن يوما ديبلوماسيا في إجاباتي، لست مرتاحا حاليا لظروف الإشتغال داخل النادي، ولا مجال للمقارنة مع ما عشته رفقة المنتخب المصري والزمالك وكذلك خلال تجاربي السابقة بالخليج العربي، قبل حلولي بالجديدة كانت لدي فكرة بسيطة عن الدفاع، لكن الصورة التي وجدتها داخل الفريق الدكالي في الأسبوع الأخير للأسف الشديد كانت «أوحش» بكثير مما كنت أتصور، وليس هناك ما يحفزني على الإستمرار في عملي.
- المنتخب: لهذا السبب عبرت غير ما مرة عن نيتك في فسخ العقد ومغادرة الفريق الدكالي بصفة نهائية؟
شحاتة: بكل صراحة فكرة الرحيل عن الدفاع الجديدي تراودني في كل وقت وحين، وحاليا ما زلت مصمما على فك الإرتباط بالنادي إذا ما ظلت الأمور على ما هي عليه، أعرف أن القرار صعب ولا يصب في مصلحة الفريق، لكن ما باليد حيلة.
- المنتخب: ما هي طبيعة هذه المشاكل التي تعترض سبيلك داخل الدفاع الجديدي؟
شحاتة: ليس من حقي ومن عادتي أن أثير مشاكل النادي في وسائل الإعلام، لأن أخلاقيات المهنة تفرض علينا نحن معشر المدربين أن نجالس المسؤولين أولا ونطرح مشاكلنا على مجلس الإدارة قبل الصحافة، وقتئذ ستكون الصراحة بيننا مباشرة للبحث عن الحلول الممكنة لكل المعوقات والعراقيل التي تعترض سبيل الفريق، لأن ذلك هو الهدف الذي نصبو إليه جميعا، أحيانا ممكن أن تكون نظرتنا أنا وطارق (يقصد مساعده المصري) للأمور خاطئة والعكس صحيح، لكن الأشياء التي ذكرتها سلفا وأزعجتني صراحة أستطيع الجزم بأننا نحن على حق ولم نختلق المشاكل كما قد يعتقد البعض.
- المنتخب: معنى هذا أنك ما زلت مصرا على مغادرة فارس دكالة؟
شحاتة: لا، لست مصرا على الرحيل، لكن لو استمر الحال على ما هو عليه، سيكون الموقف الذي سأتخذه مستقبلا صعبا بالنسبة لي وللمكتب المسير للنادي أيضا، شخصيا لا أرغب في مغادرة الدفاع لأنني أشعر بسعادة كبيرة داخل الجديدة ووجدت ترحيبا كبيرا من قبل الجماهير المغربية في كل المدن التي زرتها، وطارق يشاطرني الرأي بكل تأكيد، هذه حقيقة وليست مجاملة، لكن الظروف غير المواتية للعمل قد تجبرني على الرحيل عن الدفاع، وهو ما لا أتمناه.
- المنتخب: من جملة الأمور التي أقلقتك قرار مكتب الدفاع تغيير مقر إقامتك من المنتجع السياحي مازغان إلى الغولف الملكي بالحوزية، أليس كذلك؟
شحاتة: (ضاحكا )، إذن أنت على علم بكل التفاصيل، وعلى اطلاع أيضا بما يجري ويدور داخل النادي.  

حوار: أحمد منير