ADVERTISEMENTS

لوف يكمل مشواره مع المانيا حتى 2016

الأربعاء 23 يوليوز 2014 - 14:08

 (أ ف ب) - سيكمل المدرب يواكيم لوف مشواره مع منتخب المانيا لكرة القدم حتى نهاية عقده في 2016 بحسب ما اعلن اليوم الاربعاء بطل العالم.

وقال لوف (54 عاما) في مقابلة مع موقع الاتحاد الالماني لكرة القدم: "لم افكر بالتوقف في اي لحظة".

ويشرف لوف على المانيا منذ 2006 ومدد عقده حتى 2016 قبل مونديال البرازيل 2014 الاخير حيث قاد بلاده للقبها العالمي الرابع.

لكن بعد احراز لقب المونديال رفض لوف الاجابة على اسئلة الصحافيين حول بقائه على رأس "ناسيونال مانشافت" ما عزز تكهنات حول انتهاء رحلته مع المانيا.

واضاف لوف: "لم امدد عقدي مع الاتحاد الالماني حتى 2016 كي افسخه مبكرا", معتبرا انه شعر دوما "بثقة" المسؤولين في الاتحاد الالماني.

وتابع: "اريد فقط الاستمرار بما اتفقنا عليه قبل كأس العالم, باننا سنجلس بهدوء ونحلل الدورة كما كنا نفعل بعد كل بطولة".

ويتطلع لوف الى كأس اوروبا 2016 المقررة في فرنسا: "لا يمكنني ان اتخيل ما هو اجمل من العمل مع هذا الفريق وقيادته في كأس اوروبا في فرنسا, المتابعة في تطوير المجموعة باكملها وكل لاعب بمفرده".

وكشف لوف انه متحمس على غرار اليوم الاول, "لقد احتفلنا بنجاح كبير في البرازيل, لكن هناك اهداف اخرى نريد تحقيقها. كأس العالم كانت القمة لكن ليست الخاتمة".


تتويج عالمي بعد ربع قرن

اعتبر لوف ان تتويج المانيا بلقب مونديال البرازيل بفوزه في النهائي على الارجنتين (1-صفر بعد التمديد), جاء نتيجة عمل بدأ قبل اعوام.

واصبحت المانيا اول منتخب اوروبي يتوج في القارة الاميركية باجزائها الجنوبية والوسطى والشمالية, كما توجت بلقبها الاول منذ رفعها كأس اوروبا عام 1996 والاول في العرس الكروي العالمي منذ 1990.

وقال لوف بعد النهائي: "نحن معا منذ 55 يوما, وقد بدأنا هذا المشروع قبل اعوام وما حصل يعتبر نتيجة الكثير من العمل الدؤوب", مضيفا "تمكننا من تطوير ادائنا, امنا به وعملنا كثيرا من اجله. هذا الفريق يستحقه (اللقب) حقا بوجود لاعبين مثل فيليب لام, باستيان شفاينشتايغر, لوكاس بودولسكي وبير ميرتيساكر".

وواصل "اختبرنا الخيبات في السابق بعد ان كنا قريبين (من اللقب بوصولهم الى النهائي عام 2002 ونصف النهائي عامي 2006 و2010 ونهائي كأس اوروبا عام 2008 ونصف النهائي عام 2012) بفضل لعبنا كرة جميلة".

وواصل "اعتقد اننا قدمنا عروضا افضل من جميع المنتخبات الاخرى في مجمل المباريات السبع التي خضناها هنا. هذا الفريق طور روح جماعية رائعة وقوة ذهنية مذهلة ونحن فخورون بان نصبح اول منتخب اوروبي يتوج باللقب في اميركا الجنوبية, في البرازيل, في ريو, في هذا البلد العاشق لكرة القدم وهذا ما يجعلنا فخورين جدا".

عمر لوف طويلا على رأس الادارة الفنية للمنتخب الالماني وتحديدا 10 اعوام حتى الان, بينها عامان كمساعد لمواطنه يورغن كلينزمان قادا خلالها المانيا في المونديال الذي استضافته عام 2006 وحلت فيه ثالثة.

كان المونديال الالماني التجربة الاولى للوف في اكبر تظاهرة كروية في العالم قبل ان يخوض الثانية بمفرده في جنوب افريقيا قبل 4 اعوام لكن المشوار توقف مجددا عند حاجز دور الاربعة على يد اسبانيا التي توجت باللقب لاحقا.

لكن لوف حقق الانجاز الابرز في النسخة الاخيرة وقاد المانشافت الى اللقب بعد تخطي الارجنتيني بصعوبة بهدف ماريوغوتسه في الدقيقة 113 من المباراة, وذلك بعد فوز ساحق ومذل على البرازيل المضيفة 7-1 في دور الاربعة جعلت الترشيحات تصب في مصحلة المانيا أكثر من أي وقت مضى فتمكن المدرب المميز بترصيع سجله التدريبي بأغلى لقب في العالم.

مسيرة تدريبية متناقضة

لا يؤمن لوف بالترشيحات وعمل بصمت لتحقيق اللقب ومنح المانيا لقبا كبيرا كانت اقرب اليه كثيرا في الاعوام الاربعة الاخيرة كونها حلت وصيفة الكأس القارية عام 2008 والمربع الذهبي عام 2012.

يتميز المدرب بهدوء ومعرفة تقنية هائلة وقدرة عالية في التعامل مع نجومه, الجماهير ورجال الإعلام.

عمل لوف طويلا في ظل كلينزمان, ثم خلفه يوم 21 تموز/يوليو 2006 عند انتهاء العرس العالمي, وضرب بقوة في أولى مشاركاته الكبرى عندما قاد الاسطول الألماني الى وصافة كأس اوروبا 2008 في النمسا وسويسرا حيث خسر أمام أسبانيا في النهائي صفر-1.

طريق لوف التدريبية الى المنتخب الالماني لم تكن طريق اللاعب والمدرب الناجح المرصع بالالقاب, فهو لم يحترف كلاعب مع اندية الصف الاول في المانيا اذ تنقل بين فرايبورغ واينتراخت فرانكفورت وكارلسروه قبل ان ينهي مسيرته في سويسرا مع شافهاوزن وفنترثور, ووصل لاعب الوسط المهاجم الى منتخب ألمانيا ما دون 21 عاما لكنه لم يبلغ يوما المنتخب الأول.

لكن نجمه كمدرب بزغ مع شتوتغارت (1996-1998), مستفيدا من رحيل المدرب رولف فرينغر لتدريب منتخب سويسرا, فقاده للقب الكأس (1997) ونهائي كأس الكؤوس الاوروبية حيث خسر امام تشلسي الانكليزي صفر-1 في باريس (1998) وكان في تشكيلته انذاك الثلاثي الرهيب المكون من لاعب الوسط البلغاري كراسيمير بالاكوف والمهاجمين البرازيلي جيوفاني البير وفريدي بوبيتش.

الصعود الصاروخي للمدرب الشاب لحقه هبوط أسرع اذ أقيل من فنربخشة التركي (1999) وعجز عن انقاذ كارلسروه من الهبوط الى الدرجة الثالثة (2000) كما انه أقيل بعد ثلاثة اشهر من تدريبه اضنه سبور التركي.

ارتفعت معنويات لوف المتأثرة من الاقالات بعدما احرز لقب الدوري النمسوي مع تيرول انسبروك (2002) لكن الرحلة انتهت مجددا اثر افلاس النادي. عام جديد امضاه لوف بدون عمل عاد بعده لنادي اوستريا فيينا في العاصمة النمسوية الذي اقاله بعد ثمانية أشهر رغم تصدره ترتيب الدوري.

وفي ظل هذه المعمعة لم يتردد لوف بقبول طلب كلينزمان الباحث عن تكتيكي يطبق فلسفته الهجومية على ارض الملعب اثر الخروج المهين لالمانيا من الدور الاول لبطولة اوروبا ,2004 فالتقى "كلينزي" و"يوغي" مجددا بعد ان نالا سويا دبلوم التدريب وكانا زميلين على مقاعد الدراسة.

نجح كلينزمان بمساعدة لوف في ايصال المانيا الى نصف نهائي المونديال الالماني غير انه سقط في فخ ايطاليا التي احرزت اللقب لاحقا على حساب فرنسا, فوصفت مسيرة ال"مانشافت" بالناجحة, غير ان كلينزمان رفض تمديد عقده وفضل الاستمتاع بشمس كاليفورنيا في الولايات المتحدة الاميركية, ناصحا الاتحاد الالماني بتسمية لوف خلفا له وهذا ما حدث.

فتح لوف أحد ثلاثة مدربين لم يلبسوا قط قميص المنتخب الالماني الأول (بعد اوتو نيرتز واريك ريبيك) صفحة جديدة في كتب التدريب الالمانية, فأدار ظهره لطريقة اللعب "المحافظة" وفرض فلسفته التدريبية وحبه للحياة, و"سيبقى لفترة طويلة على رأس المنتخب" على حد قول الهداف السابق اوليفر بيرهوف الذي يشغل حاليا منصب مدير المنتخب.


لا مكان للعواطف

ويذهب اللاعبون في السياق ذاته اذ يعتبر المهاجم لوكاس بودولسكي ان لوف "يترك مواهبنا تتفجر, ويعتمد على الشباب", فيما قال المخضرم ميروسلاف كلوزه "لم يتغير لوف منذ عام ,2004 يتحدث دائما الى اللاعبين وعن الخطط التكتيكية. انه انساني جدا, يتحدث الى جميع اللاعبين ويستمع اليهم, يقدم دائما اشياء جديدة في التدريبات. انه مدرب رائع".

لا مكان للعواطف عند لوف عندما يتعلق الامر بمصير المنتخب الالماني, ففي مونديال 2010 استبعد هداف شالكه كيفن كوراني عن النهائيات بعد نشوب خلاف بينهما اثر اخراجه للاعب المولود في البرازيل في منتصف مباراة روسيا في التصفيات المؤهلة. كما اتخذ قرارا جريئا باستبعاد القائد ميكايل بالاك عقب المونديال (غاب عنه بسبب الاصابة) مفضلا عليه الجيل الشاب في خط الوسط خصوصا شفاينشتايغر وسامي خضيرة ومسعود اوزيل وغوتسه, ونجح في رهانه الى حد بعيد لان هذا الجيل وضع المانيا في قمة كأس العالم للمرة الاولى منذ 24 عاما.

كان بامكان كلوز معادلة او تحطيم الرقم القياسي في عدد الاهداف في تاريخ كأس العالم في النسخة السابقة في جنوب افريقيا في مباراة تحديد المركز الثالث, ولكن لوف حرمه من ذلك لأنه لم يكن في قمة مستواه بنسبة 100%, فجلس على مقاعد البدلاء حتى انه لم يمنحه الفرصة في المباريات الاولى من النسخة الحالية مفضلا عليه غوتسه, قبل ان يشركه اساسيا في المباراتين الاخيرتين.

على الرغم من سجله الرائع مع منتخب بلاده حيث حقق 70 فوزا في 102 مباراة دولية مقابل 17 تعادلا و15 هزيمة في ثماني سنوات, كان لوف بحاجة الى تاج كأس العالم كي يعتبر واحدا من افضل مدربي المانشافت ويحقق امال الجمهور الألماني في احراز أول لقب منذ 18 عاما وهذا ما نجح بتحقيقه في النهائي المثير على ملعب ماراكانا.

اصبح ممكنا مقارنة سجل لوف مع المدربين الكبيرين القيصر فرانتس بكنباور الذي قاد المنتخب الى لقب كأس العالم عام ,1990 وبيرتي فوغتس الذي قاد المانيا الى كأس اوروبا عام 1996.

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS