ADVERTISEMENTS

الجمهور البرازيلي بين مطرقة مساندة المانيا وسندان الوقوف مع الجار اللدود

السبت 12 يوليوز 2014 - 12:39

 (أ ف ب) - يقف الجمهور البرازيلي بين مطرقة تشجيع المانيا التي سحقت منتخبه الوطني 7-1 في نصف النهائي وسندان الوقوف مع جارته اللدودة الارجنتين في نهائي مونديال 2014 لكرة القدم المقرر على ملعب "ماراكانا" في ريو دي جانيرو غدا الاحد.

حال الجماهير الصفراء تنطبق على امثلة اجتماعية, اقتصادية وسياسية طبعت التاريخ بينها انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2002. ترشح رئيس الوزراء الاشتراكي ليونيل جوسبان في مواجهة الرئيس اليميني المحافظ جاك شيراك الذي كان يبحث عن ولاية ثانية, لكن المفاجأة تمثلت بفشله في التأهل الى الدورة الثانية اذ تفوق عليه اليميني المتطرف جان ماري لوبان, فاعلن جوسبان فورا تقاعده عن الحياة السياسية خلافا لمدرب البرازيل لويز فيليب سكولاري.

في الدورة الثانية, وهي اشبه بالمباراة النهائية لمونديال ,2014 حقق شيراك انتصارا ساحقا بحصوله على نسبة 21,82% من اصوات الناخبين مقابل 79,17% للوبان من الجبهة الوطنية, ولم يكن ليحصل على هذا الرقم لولا دعم الاشتراكيين له, اذ كان الفارق بين شيراك ولوبان في الدورة الاولى 3% فقط, وهذا ما يأمل الالمان حصوله من خلال وقوف البرازيليين في صفهم.

احدث وصول لوبان الى الدور الحاسم زلزالا هز الاوساط السياسية الفرنسية والاوروبية, على غرار بلوغ الارجنتين نهائي المونديال بالنسبة لراقصي السامبا, فسارعت الاكثرية الى منح صوتها الى شيراك, ومن بينها احزاب اليسار واقصى اليسار, منعا من انزلاق فرنسا الى هوة سياسات مغالية في اليمينية والعنصرية ومناهضة العولمة والمهاجرين.

طاف الجمهور الارجنتيني في شوارع البرازيل منذ بداية المونديال رافعا لافتات كتب على بعضها "مارادونا افضل من بيليه" و"سنعود بالكأس الى بلادنا" وذكر جماهير "سيليساو" بهدف كلاوديو كانيجيا الذي ابكاهم طويلا في الدور الثاني لمونديال ايطاليا 1990 عندما سجل مهاجم اتالانتا الايطالي هدف التأهل الى ربع النهائي في تورينو قبل 10 دقائق على صافرة الحكم الفرنسي جويل كينيو.

تحدث دييغو أرماندو مارادونا, صاحب التمريرة التي جاء منها هدف كانيجيا, عن ذلك النصر في سيرته الذاتية: "يحب بلدي الفوز على البرازيل ويفضله على أي انتصار اخر في كرة القدم, وينطبق الأمر ذاته عليهم, حيث يستمتعون بالفوز علينا أكثر من استمتاعهم بحلاوة النصر على هولندا أو إيطاليا أو ألمانيا أو أي منتخب اخر, مثلنا ومثلي, فما أحلى طعم الفوز على البرازيل".

شيراك النهائي سيكون المنتخب الالماني, فبرغم اكتساحه البرازيل بسباعية موجعة وامكانية اقترابه من سجل البرازيل الخماسي بحال احرز اللقب الرابع بعد 1954 و1974 و,1990 يبدو الاقرب الى قلوب الجماهير البرازيلية التي تعاني من حساسية ارجنتينية مفرطة, اكان في العلاقات السياسية, الاجتماعية والرياضية ومنها المقارنة الابدية بين اللاعب الافضل في تاريخ المستديرة: البرازيلي بيليه او الارجنتيني دييغو مارادونا اللذين خاضا حربا لم تنته بعد مناكفاتهما على موقع الزعامة التاريخية برغم منح الاتحاد الدولي لقب لاعب القرن لبيلي?, وبحال فوز الارجنتين قد يدخل عنصر ليونيل ميسي على المعادلة كونه سيضيف اللقب الوحيد الكبير الذي ينقص خزائنه.

طلب هانزي فليك مساعد المدرب الالماني يواكيم لوف مساندة طوني كروس ورفاقه خصوصا بعد تحية التقدير التي نالوها بعد فوزهم على البرازيل: "نأمل ونعتقد ان كل البرازيليين سيشجعوننا. كانت ردة فعلهم رائعة بعد تأهلنا الى النهائي".

زحف الالاف الى شواطىء كوباكابانا وبعضهم نام في السيارات بقميصه الازرق والابيض, وبحال تكرر مشهد مباراة الارجنتين والبوسنة في الدور الاول (2-1) حيث بدا وكان جمهور ماراكانا قادم من ساراييفو دعما لادين دجيكو ورفاقه, وكان الملعب الرائع بركانا يغلي بهتافات مناهضة للبعوضة وباقي لاعبي المدرب اليخاندرو سابيلا, والمشهد تكرر في المباريات التالية للارجنتين.


تاريخ شرس

نزاع بين الدولتين حول السيادة على إقليم سيسبلاتينا اندلع بعد استقلال الأوروغواي, أزمة دبلوماسية عند ترسيم حدودهما النهائية سنة ,1895 برغم بعض العلاقات الاخوية الطيبة, ثم انتقل الصراع الى المستديرة.

هيمنت الأوروغواي والأرجنتين على منافسات أميركا الجنوبية في البداية, ولما تجاوزت البرازيل عقدة النقص, حصدت الأخضر واليابس. جاء المنعطف التاريخي الحاسم, عندما انتظمت أمور المنتخب الأرجنتيني, وأحرز لقب أم البطولات, ونال احترام عالم كرة القدم.

الصراع الكروي بين الجانبين مرتبط بثلاث مباريات تاريخية ضمن كأس العالم, وكانت كلها مواجهات مصيرية وحاسمة: التعادل صفر-صفر في 1978 في الموقعة المسماة "معركة روزاريو" والفوز البرازيلي 3-1 عام 1982 والانتصار الأرجنتيني في 1990.

قبل نحو عام مازح عمدة ريو دي جانيرو ادواردو بايس, قائلا: "اذا فازت الارجنتين على البرازيل في النهائي ساقتل نفسي... لديهم ميسي والبابا. لا يمكنهم الحصول على كل شيء". صراع تاريخي للريادة في اميركا الجنوبية يعود عمره للحقبات الاستعمارية الاسبانية والبرتغالية.

سيشد البرازيليون همتهم في ملعب ماراكانا الذي حلموا 64 عاما بالعودة اليه لخوض النهائي المنتظر بعد كارثة "ماراكانزو" على يد الاوروغواي (1-2) في المباراة الحاسمة لنهائي ,1950 لكن للقيام بخيار سيء من بين الاسوأ ودعم المانيا بدلا من الارجنتين.

سيبزغ يوم الاثنين فجر سيء على البرازيليين, اقله سؤا احكام المانيا قبضتها على الكرة العالمية من عقر دارهم, او عودة الاعداء الى بوينوس ايرس بلقبهم العالمي الثالث.

تنبيه هام

تؤكد «المنتخب» أنها تمنع منعا باتا استنساخ أو نقل أو نشر مواضيع أو صور منقولة من نسختها الورقية أو من موقعها الإلكتروني سواء بشكل كلي أو جزئي، أو ترجمتها إلى لغات أخرى بهدف نقلها إلى الجمهور عبر أي وسيلة من وسائل النشر الإلكترونية أو الورقية… وكل مخالف لذلك سيعرض نفسه للمتابعة أمام القضاء وفق القوانين الجاري بها العمل.

ADVERTISEMENTS
مواضيع ذات صلة
ADVERTISEMENTS