المكانة غالية
الثلاثاء 17 يونيو 2014 - 11:09من يحاكم الـمنتخب الوطني الحالي على مستوى النتائج فهو ألف مرة وأكثر من خاطئ، ومن يوجه الأسئلة الساذجة في هذه المرحلة بالذات وبالمقارنات مع المنتخب الروسي هو صحافي مبتدئ. ومن يتحدث عن الشك والثوابت والأفراد أيضا في هذه المرحلة الدقيقة من الإسترخاء وتعب موسم جهادي ليحاكم بها أداء المنتخب الوطني المتدرج في ثلاث مباريات من دون ركائزه الأساسية أيضا هو خاطئ. ومن لعب الكرة من المحترفين المحللين اليوم في قنوات إذاعية وتلفزيونية، ومن درب حتى الأندية يرى أن المحاكمة ليست في محلها ووضعها من خلال الرواسب الثقيلة التي أنهكت اللاعبين في مسار موسم إنتهى على وقع العطلة وليس لمواصلة المشوار بدون أهداف.
والـمنتخب الوطني الذي تجدد عهده بميثاق مدرب جديد على اللاعبين وقديم في الإختصاص بعد عشر سنوات خلت، اختير من قناعة محضة تؤسسها أهداف مستقبلية على مدى قريب، وشكلها الوافدون القدامى والجدد على نحو ملحمي يضعه الناخب الزاكي كأولوية لبناء المرحلة التي اسودت سنواتها على سوء الإنضباط والخروج عن المألوف الدولي وعدم احترام القميص الوطني وحتى الواجب أيضا. والـمنتخب الوطني الذي يبنى على قناعة الإحترام مع مسح كلي للتصدعات داخل المحيط أكيد أن ظروف إشتغاله ستكون إيجابية بكل المقاييس، ومكانة أي لاعب ستكون غالية وغالية لحمل القميص لتوسع القاعدة العريضة من اللاعبين الدوليين. والـمنتخب الوطني الذي سيبنى لاحقا من خلال بوابات البوادر الأولى التي استخلصها الزاكي من معسكر البرتغال بمباراتين وديتين أمام كل من الموزمبيق وأنغولا وحتى مباراة روسيا برغم اختلاف النتائج والعرض والأداء والتشكيلات غير الواضحة، سيكون مؤسسا على نفس القناعات المغايرة تماما في التحضير والتنافسية والحضور قياسا مع انطلاق كافة البطولات العالمية بما فيها المغرب، وهو ما يصطلح عليه بالفورما البدنية والتكتيكية وإيجادة الأدوار الفعالة المفروض أن يقدرها الناخب الزاكي على درجة عالية من المتابعة الدقيقة، ما يعني أن الزاكي مطالب من اليوم حتى انطلاق البطولات بمتابعة مدربي الأندية الأوروبية وقراءاتهم لأدوار وتوظيف الدوليين بالشكل الذي يتألقون به على غير التوظيف الذي أسيئ لهم في أكثر المناسبات التي ظهروا فيها مع المنتخب الوطني ضعافا، وهذا الإشكال إنتقدناه في أكثر من موقف مع غيرتس والطوسي ولا نريده أن ينساق بنفس الأخطاء مع الزاكي وبخاصة مع الحرية التي يتمتع بها صناع اللعب في الوسط الهجومي ودور القناصة وبأي أشكال يلعبون بأنديتهم وبروح المساندة.
صحيح أن البوادر الأولى لـمنتخب وطني بدأت تتضح من خلال الثوابت المعروفة في انتظار مؤشرات جديدة لعودة فيلق من الأسماء التي لم تشارك في المعسكر الأخير ( أمرابط ـ السعيدي ـ هرماش ـ الشماخ ـ الأحمدي) فضلا عن أسماء أخرى ستكون مفاجأة للجمهور المغربي، والثوابت طبعا ستتكاثر لدرجة قد تضع الناخب في خندق الإختيار الصعب والسري لتقدير جميع المراكز وتعدد الأدوار التي يجسدها أكثر من لاعب، ما يعني أن المكانة ستكون بلا شك غالية وغالية لأي لاعب يحلم اليوم وغدا بحضور كأس إفريقيا بالمغرب، وهذه الخصوصية أيضا تفرض على الزاكي وضع جميع الدوليين في خانة الإحترام المتبادل والإنضباط الكبير والدفاع على القميص الوطني بالقتالية وليس التفاخر به والتمارض إحتراما لناديه الأوروبي.
وبداية من شتنبر المقبل، ستكون البوادر الأولى لـمنتخب وطني قد وضعت في السكة الإختيارية المحضة للإشتغال رغم الظروف الصعبة التي قبل بها الزاكي وقبل معها حتى التحدي الأكبر من الجامعة الجديدة، ويعرف الزاكي أن نجاح معسكره بالبرتغال أشر له كثيرا من طريق النجاح بمعزل عن النتائج السلبية التي أفرزتها نتائج أنغولا وروسيا كإصلاح للأعطاب الخاصة باللياقة البدنية والضربات الثابتة والخصائص التكتيكية والتوظيفات غير الملائمة لبعض الوجوه. وعادة ما تكون المباريات الودية إختبارا كبيرا لتأسيس فريق متكامل وبدرجات إرتفاع تكامله للوصول إلى الأهداف، مع أن المقارنة بدت واضحة بين منتخب روسي فاز علينا بأشكال تحضيراته وتجمعاته وأهدافه التي سيدخلها إستراتيجيا ومعنويا مقارنة مع منتخب وطني مغربي غير مكتمل الثوابت وليست له أهداف مطروحة في سياق التحضير لكأس العالم ومنهك بدنيا. وهذه الأمور هي التي تضع المقارنات بالعقل وليس بالتسرع في الأحكام، مع أن الـمنتخب الوطني جديد مع الزاكي في مدة قصيرة جدا مقارنة مع المنتخبات التي واجهها باستقرار الإدارة التقنية واللاعبين.